الأقباط متحدون - «سيناء الأمس وقاهرة الغد»
  • ٠٤:٠٢
  • الاثنين , ١٩ فبراير ٢٠١٨
English version

«سيناء الأمس وقاهرة الغد»

مقالات مختارة | بقلم : سامى عبداللطيف النصف

١٨: ٠٩ م +02:00 EET

الاثنين ١٩ فبراير ٢٠١٨

صورة أرشفية
صورة أرشفية

 مع انتهاء حملة «سيناء ٢٠١٨» سيرحل غول الإرهاب عن أرض الفيروز باحثاً عن وطن آخر كما رحل عن العراق وسوريا وشبه جزيرة سيناء المحررة من الإرهاب الذى هو أسوأ من الاستعمار الذى ناضلت شعوبنا طويلا لإجلائه.. هى كنز مصر ففيها البترول والغاز والسياحة والسواحل البكر الرائعة، ومعها المناخ المتنوع الجاذب للسياحة والاستثمار، فشمالها مصيف وجنوبها مشتى وهى قادرة على استقطاب عشرات ملايين السائحين كل عام، وقد يساعد كثيرا لو اعتبرت سيناء أرضا آسيوية (وهى كذلك) لتصبح أرض الكنانة الدولة التى تربط قارتى آسيا وأفريقيا مثلما تستقطب تركيا ما يقارب ٣٠ مليون سائح سنويا، معتمدة على تسويق فكرة أنها الجسر الذى يربط «آسيا» بـ«أوروبا» و«السواح» يعشقون المسميات والمانشيتات دون البحث بالتفاصيل، والحقيقة تظهر ألا فرق بالمنظر بين الجزء الآسيوى والجزء الأوروبى من اسطنبول، وهناك بالمثل ملايين السائحين يزورون جنوب مدينة كيب تاون لمشاهدة التقاء المحيطين الأطلسى والهندى، والحقيقة أن ما تشاهده هناك بعد رحلة عدة ساعات هو مياه زرقاء لا فرق بالطبع بين قطرة ماء وقطرة ماء فيها.

 
ومن سيناء إلى القاهرة الإدارية الجديدة التى يجب أن توضع لها أنظمة بيئية ومرورية حديثة تجعلها أقرب للمدن العالمية الخضراء غير الملوثة التى يستخدم فيها الكبير قبل الصغير المواصلات العامة منعا للتلوث، ولعدم دفع رسوم دخول المدينة بالسيارات الخاصة وكلفة إيقافها بالمواقف. ففى غياب خلق أنظمة جديدة للقاهرة الجديدة ستصبح سريعا نسخة أخرى من زحام وتلوث القاهرة القديمة.. إن مصر تنهض بشكل رائع وتحتاج فقط إلى شركات عالمية لتسويقها، فهى قطعا تزيد جمالا وتاريخا على دول أخرى مطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط، ومن ثم فهى مؤهلة لأن يزورها من السائحين أعداد تقارب من يزورون دولا مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا ولا شىء أقل من ذلك تستحقه مصر.
 
يكتبه اليوم - سامى النصف
 
وزير الإعلام الكويتى الأسبق
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع