الأقباط متحدون - بين وطن له دين ودين لا وطن له!
  • ٠٢:٣٣
  • الاربعاء , ٢ اكتوبر ٢٠١٣
English version

بين وطن له دين ودين لا وطن له!

منير بشاي

مساحة رأي

٣٠: ١١ م +02:00 EET

الثلاثاء ١ اكتوبر ٢٠١٣

بقلم منير بشاى
 
عنوان هذا المقال يتعرض الى ركيزتيناساسيتين يقوم عليهما فكر الاخوان فيما يتعلق بصلة الدين بالحكم. وقد يظهران كما لو انهما يتناقضان ولكنهما فى الحقيقة يكملان الواحد الآخر.يهدف الأخوان الى تديين الأوطان كخطوة أولى نحو تحقيق هدفهم النهائى وهو تذويب الاوطان بدمجها معا فيما يتوهمونه الخلافة الاسلامية.
 
أولا: وطن له دين (تديين الأوطان)
يحرصون أولا على تسمية الوطن"دولة اسلامية" ويسعون على ان يحكم بالشريعة الاسلامية. ولتخفيف أثر الصدمة على المجتمع يتم تحقيق هذا على خطوات. وكما حدث فى مصر كانتفى يوم من الايام تحكم بقانون مدنى، ثم تطور الامر الى النص على ان مصر دولة اسلامية، وبعد ذلك اضيف ان مصر دولة اسلامية ومبادىء الشريعة الاسلامية هى مصدر التشريع، وتغير هذا الى ان مصر دولة اسلامية ومبادىء الشريعة الاسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، واخيرا فى دستور الاخوان حاول الاخوان تغيير كلمة مبادىء الى أحكام ولما لم يفلحوا التفوا على الامر واضافوا مادة 219 التى تعطيهم نفس الشىء. وبعد عزل الاخوان من السلطة عاد النقاش من جديد فى موضوع هوية الدولة ومدى صلة قوانينها بالشريعة الاسلامية.
 
من باب المنطق البحت لا يعقل ان يكون للوطن دين. فالوطن جماد والجماد لا يعقل أو يقرر بينما الدين قرار عاقل يقوم به البشر. هل كانت مصر دولة مسيحية فى يوم من الايام ثم إعتنقت الاسلام؟ وهل تستطيع ترك الاسلام لتعتنق دينا آخرا؟ وحتى تعتنق مصر للاسلامهل نطقت مصر بالشهادتين؟ هل أمنت مصر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر؟ هل تؤدى مصر الفرائض التى تمثل اركان الايمان وهى الشهادة والصلاة والصيام والزكاة والحج؟ هذا كله يعمله البشر وليس الشوارع والبيوت والجبال والانهار. ولذلك يمكن القول ان مصر تتكون من سكان معظمهم مسلمون وبها اقليات تنتمى الى أديان أخر ولكن لا يصح ان يقال ان مصر دولة مسلمة أو تعتنق أى دين آخر. ولم نسمع ان دولة وصفت بانها تعتنق دين بالذات. 
 
ولكن هناك نسبة قليلة من الدول تجعل لدولهم دين رسمى وهى بذلك تتبع نظام الدولة الدينية مقابل الدولة المدنية العلمانية. هذه الدولالتى تتبع نظام الدولة الدينية لا يزيد تعداد سكانها عن 20% من سكان العالم. ويبلغ عدد الدول التى لا يوجد دين رسمى لها 128 دولة من مجموع 192 دولة. ويلاحظ وجود فارق كبير فى التقدم الحضارى المميزللدول التى تحكم بمرجعية مدنية.
 
ثانيا: دين لا وطن له (تذويب الأوطان)
فى هذا الفكر وحين يصلون الى هذه المرحلة يكون الاخوان جاهزون لتحقيق هدفهم الثانى والنهائى وهو الغاء مفهوم الوطن والمواطنة وبذلك ينظرون الى العالم كله على انه وطنهم الاسلامى الكبير. وفى هذا يقول مرشدهم السابق مهدى عاكف عن مدى تقديره لوطنه مصر "طظ فى مصر واللى جابوا مصر" وعن الحاكم يقول انه "يفضل ان يحكممصر مالييزى مسلم عن مصرى غير مسلم". الهدف هنا تكوين كيان اسلامى عالمى يطبق الشريعة الاسلامية كما يتصورونها ويجلس على كرسى الحكم حاكم مسلم يؤمن بهذه المبادىء ويطبقها فى الحكم.الفكرة اساسا هى تذويب الوطن وتلاشيه من الوجود بحيث يفقد خصوصياته ويصبح مجرد دويلة فى كيان عالمى، ويفقد المواطن هويته ليصبح مجرد فرد فى ذلك الكيان. 
 
تم تأسيس جماعة الاخوان سنة 1928 بعد حوالى 5 سنوات من انهيار الخلافة العثمانية فى سنة 1923. وكان هدف احياء الخلافة هو العامل الاساسى وراء قيام هذه الجماعة.  وفى سبيل ذلك عملوا اكثر من 80 عاما بكل ما اتيح لهم من الوسائل الشرعية او غير الشرعية طالما تعطيهم الفرصة للاقتراب من هدفهم. وكان واضحا ان هذه الجماعة لا تثبت على مبدأ ولا تحترم عهد ولا يهمها دين ولا تعطى قيمة لأرض أو وطن.
 
استخدموا الاغتيالات لتصفية المعارضين وقاموابالخدمات الاجتماعية لكسب القاعدة الشعبية واشتركوا فى تزوير الانتخابات وشراء الاصوات للتفوق فى الانتخابات. وكلما تم حظرهمالتجأوا للعمل السرى ليستمروا فى نشاطهم. ولذلك لم تكن مفاجأة ان يصابوا بهستريا اوصلتهم الى الانفجار المجنون حينما قرر الشعب استبعادهم من السلطة. لقد رأوا كيف ان الحلم الذى ظلوا ينتظرونه على مدى 80 عاما قد فلت من بين ايديهم فى لحظة من الزمن،وان كل آمالهم قد تبخرت وزالت من الوجود فى لمح البصر. 
 
ولكن فى المقابل بعد ان كانت مصر تنحدر الى الهاوية دون أمل فى العلاج، فجأة حدثت المعجزة، واستطاع جيش مصر العظيم بقيادة الفريق السيسى، ان يلبى نداء شعب مصر ويخلصها من ذلك المصير الأليم ويعيد لهم الأمل من جديد.
 
لن يفلح انسان فى تديين مصر. ستستمر مصر دولة مدنية متحضرة تحترم عقيدة كل شعبها وتفتح احضانها لتضم الجميع دون تمييز.ولن ينجح احد فى تفتيت مصر.ستظل مصر صاحبة اعظم حضارة فى التاريخ دولة لها كيانها وتميزها الذى استمر على مدى سبعة آلاف سنة، وسيستمرالى ان يرث الله الأرض وما عليها.ومصر العظيمة لن تموترغم انف الكارهين
 
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد