الأقباط متحدون - حديث آخر الشهر 1-2
  • ٠٨:١٥
  • الأحد , ٢٨ يناير ٢٠١٨
English version

حديث آخر الشهر 1-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٦: ٠٤ م +02:00 EET

الأحد ٢٨ يناير ٢٠١٨

حملة الفرنسية بقيادة نابليون
حملة الفرنسية بقيادة نابليون

د. مينا ملاك عازر
نلتقي اليوم مبكراً في حديثنا لنهاية شهر يناير، ذلك الشهر الذي عج بالكثير من الأحداث الصاخبة والمؤسفة بل والمخزية في بعض الأحيان، ننحيها جانباً ولا أحدثكم عن أفراح شخصية ونعم ربنا علي، بل أحدثكم من التاريخ عن أعماق شعوب العالم ومشاعرهم تجاه محرريهم والثائرين لأجلهم، لنرى سوياً أعاجيب، ولنبدأ من مصر وبترتيب زمني، ونعني هنا فترة الحملة الفرنسية على مصر ولتكن بدايتنا من الإسكندرية من حيث حطت أول قدم لجندي فرنسي عليها؟ وكيف واجهتهم مصر؟ وكيف واجه شعبها المحتل؟ وماذا آل الحال بقائد المقاومة المصرية ضد الفرنسين؟ ولماذا؟ ولكن لي ملحوظة قبل البداية، القصص الواردة
بالمقالتين هذه والقادمة -بإذن الله- لا تدعو سيادتك للتفاؤل ولا للتشاؤم، ولكن تدعوك فقط للتأمل، لدراسة سبب ما يجر وما جرى؟

بعد مقاومة (محمد كريم) للحملة الفرنسية بقيادة نابليون، تم الحكم بالإعدام على محمد كريم إلا أن نابليون أرسل إليه وأحضره وقال له: يعز عليَّ أن أعدم رجلا دافع عن بلاده ببسالة، ولا أريد أن يذكرني التاريخ بأنني أعدم أبطالا يدافعون عن أوطانهم، ولذلك عفوت عنك مقابل عشرة آلاف قطعة من الذهب تعويضاً عن من قتل من جنودي. فقال له محمد كريم: ليس معي ما يكفي من المال لكن أدين التجار بأكثر من مائة ألف قطعة من الذهب. فقال له نابليون: سأسمح لك بمهلة لتحصيل أموالك. فما كان من كريم إلا أن يذهب للسوق كل يوم وهو مسلسل في أغلال ومحاط بجنود المحتل الفرنسي، ولكن يحدوه الأمل في من ضحى من أجلهم من أبناء وطنه، فلم يستجب تاجر واحد، بل اتهموه أنه كان سبباً في دمار الإسكندرية وسبباً في تدهور الأحوال الاقتصادية، فعاد إلى نابليون خالي الوفاض. فقال له نابليون: ليس أمامي إلا إعدامك، ليس لأنك قاومتنا وقتلت جنودنا، ولكن لأنك دفعت بحياتك مقابل أُناس جبناء تشغلهم تجارتهم، ولا معنى لديهم عن حرية الأوطان. نتوقف عند هذه القصة لنتابع في المقال القادم -بإذن الهج- قصتين آخرتين عما جرى بمصر، ولأثبت لكم أن المسألة ليست مصرية صرفة، سأرصد لكم أخرى من خارج البلاد، بل من خارج القارة جمعاء، وفي بلاد تبعد عنا أميال وأميال، انتظرونا - بإذن الله-

المختصر المفيد الثائر لأجل مجتمع جاهل، هو شخص أضرم النيران بجسده كي يضيء الطريق لشخص ضرير.