الأقباط متحدون - العنصر النسائيّ والانتخابات
  • ١٨:٤١
  • السبت , ٣ فبراير ٢٠١٨
English version

العنصر النسائيّ والانتخابات

زهير دعيم

مساحة رأي

١٤: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ٣ فبراير ٢٠١٨

الانتخابات
الانتخابات

  زهير دعيم

منذ أسابيع  وأنا أراقب اسماء المُرشَّحين لرئاسة بلداتهم في مجتمعنا العربيّ  المحليّ _  على فكرة أنا لا أحبّذ أن نقول قرى ، فالقرية تعيدك الى الايام الغابرة ، الماضية ، حيث البساطة  المنتاهية  والجميلة في بعضها – 
 
  نعم راقبتُ المُرشَّحين والذين يتململون  وينوون الترّشُح ، وإذا بهم – وهذا الأمر لم يفاجئني-  فإذا الكلّ ذكور في ذكور ، حتّى الوسط اليهوديّ والذي يتباهى بالرُّقيّ فإنّه يرزح تحت هذا النير ، فقليلًا ما تجد امرأة تتجرّأ وتقترح اسمها مرشَّحة لتخوض معركة الانتخابات البلديّة.
  ولكنّ الوضع عندنا يختلف كلّيًا ، فمنذ   المرحومة فيوليت خوري
 
   أول رئيسة لسلطة محليّة في البلاد لم تقتحم زهرة تسير على قدميْنِ هذا المعترك.
  والسؤال الذي يفرض نفسه بل والاسئلة هي : 
 
  هل لأنهنّ لا يجدْن في انفسهنّ المقدرة على القيادة ؟ 
أم هو ضعف وفتور في المعنويّات ؟  أم إحباط من العنصر الرّجاليّ الذي يقف حجر عثرة أمامهنَّ  أم وهذا الاهمّ : هل هو المجتمع برمّته يقف حائلًا دونهن والسلطة ؟ 
 
 نعم مجتمعنا ذكوريّ وبامتياز ؛ ذكوريّ في كلّ شيء ، اللهمّ إلا في التعليم والتمريض والنظافة حيث التعب والمعاناة والعطاء بلا حدود.
 
  قد يتساءل  احد : هل من المنطق ان تقفز المرأة من " قاع القفّة الى  أذنيْها  "  مرّة واحدة ؟ 
 فأقول ليس بالضرورة ، ولكنني راقبت وتتبعت وعلى على مدى اشهر وسنين عديدة ، لعلّني أجد من تعمل كرئيسة او عضو في سلطة محلّية فلم اجد اللهم الا تلك التي ذكرتها سابقًا ...
 
قد اكون مخطئًا ، فتكون هنا او هناك واحدة  تعمل  ولا تعمل ، فقد اخفينا بريقها تحت  ستار : " البيت أوْلى بكِ " " أولادك أحقّ باهتمامكِ" .
 
 لقد تغيّرت المفاهيم وتبدّلت في هذا الزمن الغاطس في التقنية حيث اضحى العالم حارةً صغيرة ، فلم يعد البيت من اختصاص المرأة وحدها، بل حتّمت الظروف والاحداث ومجريات الامورعلى أن يتقاسم ركنا البيت الاساسيّان العمل ، كلٌّ في الامور التي يُتقنها وتحفظ ماء وجهه !!!.
 
  ما زال في جُعبة الوقت  أشهر ولم نقطع الامل في أن نرى من تتجرّأ فعلًا وتعلن بالصوت الجهوريّ المرنان : 
 أريد وأرغب في أن أكون رئيسة للمجلس او عضوًا فيه او في البلديّة ، أريد أن اخدم من منظوري الاموميّ  الجميل ( إن صحّ التعبير ). 
 
 أريد أن ألوّنَ العمل البلديّ بالحنان والتفاني والعطاء الذي أبذله وأمارسه في بيتي الدافيء.
 
 ما زال هناك وقتٌ و... أمل .
وما زال الباب مفتوحًا ، خاصّةً  وأنّنا اليوم نحظى بالمُثقّفات والمتعلّمات والمُحاضرات في الجامعات والكلّيات والطبيبات والمحاميّات و...
 
ما زال هناك وقت كي ما تحثُّ الهيئات والأطر النسائيّة المحليّة النساء، على طرد عنصر الخوف والتردّد ، وتدعوها الى الإقدام ، فلعلّ وضعنا المتراوح  في مكانه منذ سنين طويلة والمُغبّر في بلداتنا يتحسّن بعض الشيء.. نقول لعلّ !  فرغم خصالي التفاؤليّة فإنّني في هذا الامر سوداويٌّ ، كم ارجو ان اكون مخطئًا.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع