الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم..وفاة غريب التومى الذى وصفته المخابرات البريطانية بانه اخطر رجل فى منطقة القناة
  • ٢٠:٣٤
  • الخميس , ١ فبراير ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم..وفاة غريب التومى الذى وصفته المخابرات البريطانية بانه اخطر رجل فى منطقة القناة

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢٦: ١٠ ص +02:00 EET

الخميس ١ فبراير ٢٠١٨

غريب التومى
غريب التومى

فى مثل هذا اليوم ..1فبراير 2010 م..

غريب ابراهيم الخضيرى ابن اﻻسماعيلية نفذ عمليات بطولية عديدة ضد اﻻحتلال اﻻنجليزى منذ عام 1948 وكان يعمل امين مخازن معسكر الذخيرة الانجليزى ببحيرة التمساح..وطبقا لرواية

كمال رفعت احد قيادات بوليو 1952 فى كتابه ""حرب التحرير الوطنية بين الغاء معاهدة 1936 ..والغاء اتفاقية 1954"ويحكى عن غريب التومى الذى رحل عن 83عاما.. فى مثل هذا اليوم 1فبراير 2010 ..

يحكى كمال رفعت انه استطاع تجنيد غريب واخبره ان المقاومة فى اﻻسماعيلية تحتاج للذخيرة الموجوده فى مخازن اﻻنجليز ..باسم الوطن ..ووافق غريب
وعبر 10 ايام متوالية استطاع غريب

اﻻستيﻻء من المعسكر اﻻنجليزى على مايعادل حمولة 30 عربة لورى مما اثار المخابرات البريطانية وظلت تبحث عن سر اختفاء اﻻسلحة والذخيرة
..وتكررت هذه العمليات واخيرا تم القبض عليه
وتعرض للتعذيب ولكن لم يعترف ﻻعلى كمال رفعت وﻻ على مجدى حسنيين ..وكان اﻻنجليز يطلقون النار من مدفع تومى ﻻخافته ..هو احد مشاهير الإسماعيلية، فما أن تجلس إلى أحد من أبناء المدينة المناضلة، وتسأله عنه، حتي تجده يحكي لك بحماس عن مشوار حافل من البطولة، والنضال.. إنه غريب إبراهيم خضيرى الشهير بـ «تومى» نسبة إلى المسدس الإنجليزى «توم جن» لأنه كان يحمل مسدسا من هذه النوعية، ويقال أيضا إنه سمى كذلك، لأنه كان يتحدث بطريقة سريعة، تشبه إلى حد ما الطلقات السريعة للمسدس الإنجليزى « توم جن».

كان غريب تومى أخا لثلاثة أخوة هم خضيرى، وصلاح، وسعد، كان خضيرى، وصلاح مهندسين، وقد حاول الإخوة الثلاثة مرارا الانضمام مع أخيهم فى المقاومة ضد الإنجليز، إلا أنه كان يرفض بشدة، وكان يصر على ألا يدخل أخوته فى معترك مثل هذا, لأنه كان يعلم أن من يتحول إلى فدائى فعليه إدراك انه فى كل مرة يذهب، قد لا يعود.

«تومى» خريج مدرسة الفرنسيسكان الفرنسية, كان يجيد اللغتين الفرنسية والإنجليزية، الامر الذى أهله للعمل فى معسكرات الجيش الإنجليزى، والتقرب إليهم من خلال لغته، وقد أهله كل ذلك إلى أن يكون قائدا لمجموعة من الفدائيين الذين اجتمعوا فى البداية فى بيته وهم: «غريب درويش وإبراهيم درويش ، ومحمد أبونواس، وفلفل الزعيفى ، وقوة الزعيفى ومحمد عصفورة، وخميس، فى منطقة المحطة الجديدة بالإسماعيلية، وأبوحمزة أبو عرام، وعزازى» وقد جمع هؤلاء الشباب حبهم لبلادهم، وغيرتهم عليها من أفعال الإنجليز، وقرروا محاربة الإنجليز بالإسماعيلية، مستغلين فى ذلك خبرة غريب تومى فى التعامل مع الإنجليز، وبالفعل بدأوا مع بدايات عام 1949 فى اختطاف وقتل عدد من الجنود الإنجليز، ومع الوقت تحول الفدائيون فى الإسماعيلية إلى كابوس يطارد جنود الإنجليز المتمركزين فى المنطقة.

وكان لغريب تومى دور محورى فى كل هذا،الأمر الذى دفع الضباط الأحرار قبل ثورة 1952 إلى أن يلتقى عدد منهم غريب تومى ومجموعته، ليشجعوهم على أعمالهم الفدائية، وليطلبوا منه توجيه ضربة إلى مخازن التسليح فى الجيش الإنجليزى بالإسماعيلية، مستغلين فى ذلك ما كان يملكه من معلومات كثيرة جدا عن الجيش الإنجليزى.

وفى نهايات عام 1949 هاجم غريب تومى ومجموعته من الفدائيين «كامب البومب» الإنجليزى وحصلوا على عدد كبير من الأسلحة من مسدسات وبنادق، وقنابل يدوية، وقذائف «هاون».

وكان «تومى» قد رتب لتلك العملية بأن قام بتأجير أحد البيوت القديمة بالإسماعيلية لوضع السلاح الإنجليزى فيه.

لم يكن غريب مجرد فدائى يناضل ضد الإنجليز فحسب، بل كان يقدم المأوى والمساعدات لكل الفدائيين المقبلين من القرى والمدن المصرية للنضال فى الإسماعيلية، وقد استمر نضال «تومى» ضد الإنجليز، ثم ضد القوى المعتدية على بورسعيد فى العدوان الثلاثى عام 1956، ثم شارك فى حرب الاستنزاف التى حدثت عقب نكسة 1967 واستمرت حتى عام 1970، وعبر القناة وهو جندى فى الجيش المصرى عام 1973 ليحقق حلم النصر. ..!!
قصة تروى عن غريب فى مقاهى الاسماعيلية ..

"كان يوماً من أيام صيف عام 1951 أرتدى فيه غريب تومي جلباب بائع متجول وأستأجر عربة لبيع البرتقال وعليها كمية من ثمار البرتقال اليافعه .. وذهب " يجر " عربة البرتقال إلى منطقة تمركز الجنود الأنجليز وتحديداً أمام كوبرى " سالا " الكوبرى المواجهة مباشرة لفيلا محافظ الاسماعيلية حالياً .. ووقف ينادي على البرتقال باللكنة الصعيدية مقدماً عروضاً مغرية الأسعار جذبت بعض جنود الأحتلال فالتفوا جميعاً حول عربة البرتقال وأنشغلوا فى أنتقاء أفضل ثمار البرتقال .. وهنا أطمأن تومي إلى أن عدد جنود الأحتلال مناسب لأنجاز العملية التى خطط لها وأن الجنود المنهكين من جواره أعجبتهم ثمار البرتقال .

هنا .. أنحنى إلى صندوق العربة بهدوء شديد وثقة وجذب ذراع الأمان لقنبلة موقوته كان قد وضعها داخل صندوق أسفل العربة .. وأنسحب دون أن يشعر به أحد وكانت فى أنتظاره سيارة تقف أمام فيلا المحافظ وفور ركوبها أنفجرت القنبلة وأحدث دوياً هائلا وتسببت فى مصر معظم الجنود الذين ألتفوا لشراء البرتقال .. وكانت عملية ناجحة ومن أبرز العمليات الفدائية لجماعة الاسماعيلية والتى خطط لها ونفذها المرحوم غريب تومي وأطلق عليها عملية " تومي بائع البرتقال " .....................!!
ابطال نسيناهم ..