الأقباط متحدون - قضية عم عيد المسيحى!
  • ١٦:٢٠
  • السبت , ٣ فبراير ٢٠١٨
English version

قضية عم عيد المسيحى!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٢٩: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ٣ فبراير ٢٠١٨

حمدي رزق
حمدي رزق

أنتظر تبرعاً كريماً من مصرى محب يسدد غرامة المواطن المصرى عيد عطية الذى غرّمته محكمة جنح الصف بالجيزة فى قضية كنيسة «الأمير تادرس» بكفر الواصلين بأطفيح بمبلغ 360 ألف جنيه، وعام سجن مع الإيقاف.

لا تعليق ولا تعقيب، هناك درجة استئناف لتخفيف الحكم، أرجو أن يتحرك المحامون الوطنيون لاستئناف الحكم، وإلى أن يتحركوا موقف عم عيد يحتاج لتبرع سريع لإنقاذه من السجن لحين الاستئناف، وهذا أمر هين ويسير على المَيَاسير (جمع ميسور)، ولكنه يستحيل على عم عيد الذى يترجى الله فى حق النشوق.

لا أذهب كما يذهب نفر من الخبثاء مشعلى الحرائق لنقد الحكم، فلا تعليق على الأحكام، وفى الاستئناف فسحة قضائية لإحقاق الحق، وأستنكف مقولات ماسخة من عينة (ما الكنيسة تدفع له وتتكفل بالغرامة.. أليس من شعب الكنيسة.. أو يكفله المسيحيون).. هذا كلام عيب، آية المواطنة أن يكفله المصريون محبة.

عم عيد لم يرتكب كبيرة، لم يرتكب جناية، ولم يشرع فى سفك دماء، ولم يحرّض على أهله وناسه، وما أشيع أنه يفتتح كنيسة من قبيل اللغو والشائعات الخبيثة، فكنيسة «الأمير تادرس» أقدم بكثير، واسمه ليس عليها، وباع المبنى قبلا للمطرانية، ولم يعلق صلباناً، ولم يدق الأجراس.

إذ فجأة الرجل وجد نفسه فى مواجهة مظاهرة رهيبة تهجم وتهتف وتحطم محتويات الكنيسة مستهدفة الصلبان والنواقيس، مَن ذا الذى يكره الصلبان؟.. للأسف معروفون فى كل نجع وقرية، مَن فى آذانهم وقر من الأجراس معروفون فى كل قرية ونجع، وفى حالتنا المحزنة هناك 19 حكماً عليهم بالسجن لمدة عام مع الإيقاف وخمسمائة جنيه غرامة، ومسيحى واحد بالسجن لمدة عام مع الإيقاف وبـ360 ألف جنيه غرامة، وهو رقم معجز يعجز عنه مواطن كان يدافع عن كنيسته التى هى فى الأخير بيت من بيوت الله.

وإذا لم يتكرم مُوسِر بسداد الغرامة، فليتنافس المتنافسون فى حب الوطن على جمع المبلغ جنيهات، كل جنيه تعبير صادق عن المحبة، وتأكيد على أن المسيحى المصرى فينا لا يضام أو يقهر، وإذا كانت عدالة المحكمة قررت هذه الغرامة عقابا، فلنضرب مثلاً فى المحبة، وتُدْفَع غرامة هذا الرجل البسيط الذى لم يبادر بشر ولم يتأبط شراً ولم يسع إلى حك أنوف أهل قريته الوادعة التى ضربتها شائعة خبيثة، فقلّبت قلوب أهلها، فصاروا متحاربين بعد أن كانوا متحابين، وعمقت القضية العداء بين الجيران، وكانوا يعيشون فى وئام ومحبة.

أعتبر للحكم الذى صدر، ولا أذهب مذهب المجترئين على الأحكام التى تصدر، ويجب سلوك الطريق القانونية لنيل العدالة فى مرحلة الاستئناف، ولا أملك عقلاً حسابياً يضرب 500 جنيه فى 19 متهماً يساوى 9500 جنيه جملة غرامات المعتدين على الكنيسة، مقارنة بمبلغ 360000 ألف جنيه غرامة على عم عيد الذى دافع عن الكنيسة، مبلغ يقطم الوسط.

أعتبر ذلك من ترف القول، ولكن القول السديد تسديد الغرامة بتبرع أو تبرعات المحبة، وليتولّ الأمر أحد المؤتمنين على المحبة الوطنية، لا نعدم ثقات محترمين يرفدون نهر المحبة برافد جديد، وليعمقوا المعنى الذى نتحدث عنه ليلاً ونهاراً دون أن نسجله على الأرض ليحتل مكانه فى فصل «فقه المواطنة الشعبية» الذى نشهد منه آيات رائعة كل حين من نفر طيبين من المصريين.

عم عيد لا تحزن.. يقول الإمام الشافعى رحمه الله: «ضاقت فلما استحكمت حلقاتها.. فرجت وكنت أظنها لا تفرج».. فرجه قريب.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع