الأقباط متحدون - كهنوت المرأة وانحراف الأيام الأخيرة
  • ٠٦:٢٠
  • الخميس , ١٨ يناير ٢٠١٨
English version

كهنوت المرأة وانحراف الأيام الأخيرة

١٨: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ١٨ يناير ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
عصام نسيم
أثير في الأيام الأخيرة بعض الجدل بعد ان قام أسقف الكنيسة الأرمنية في طهران بسيامة امرأة شماسه تخدم في المذبح ( وهنا يجب ان نوضح أن هناك فرق بين شمامسة بمعنى خادمة فقط لا علاقة لها بالكهنوت وخدمة المذبح وقد ذكر بولس الرسول بعض هؤلاء مثل الشماسة فيبي وتترجم بخادمة في رسالة رومية 16 وحاليا هناك شماسات في كنيستتا بهذا المعنى وهن مكرسات للخدمة العامة فقط ) فما قام به الاسقف سيامة امرأة شماسة لخدمة المذبح اي أحد الرتب الكهنوتية الثلاثة هذا الأسقف ، فمن يخدمون المذبح هي الرتب الكهنوتية الثلاثة الشماس والقس والاسقف، لذلك يعتبر ما فعله هذا الأسقف انحراف عن نظام وترتيب وقوانين الكنيسة بل وتعليم الكتاب المقدس الذي منع كهنوت المرأة وخصصه للرجال فقط . بل ونجد في العهد القديم ان الكهنوت كان خاص بسبط واحد فقط هو سبط لاوي فقط .
 
وفي العهد الجديد أصبح الكهنوت لا يخص سبط او شعب معين بل دعوة للكل ولكن للرجال فقط . فالمسيحية لم تعرف ابدا كهنوت المرأة بل منعته ورفضته وكان هناك ديانات وثنية تسمح بأن تكون هناك سيدات كاهنات وثنيات بل وكانت تمارس أحيانا الرزيلة خصوصا عند اليونانيين والرومانفكهنوت المرأة كان موجود قديما في العبادات الوثنية . ولا يوجد أي تعلبم كتابي مسيحي يبيح كهنوت المرأة ولم يوجد في تاريخ الكنائس كلها ان قبلت او سمحت بهذا الأمر ولكن كما ذكرنا يشهد الإنجيل والتاريخ الكنسي وقوانين المجامع والكنائس لم تبيح ذلك بالمرة .
 
وعرف كهنوت المرأة في التاريخ المعاصر بعد ان قامت بعض الكنائس المشيخية أو اللوثرية سيامة سيدات كاهن واسقف كذلك سمحت بعض الكنائس البروتستانتية بسيامة المرأة قس وهي رتبة غير كهنوتية حيث لا يعترف البروتسانت بالكهنوت وفي مصر مؤخرا تم سيامة سيدات شيخة في الكنيسة الإنجيلية . ولم تقم أي كنيسة رسولية بقبول هذا الأمر الذي تعتبره الكنائس الرسولية عمل مشين ضد تعليم الكتاب والكنيسة . وتعتبر هذه الكنيسة الأرمنية اول كنيسة من الكنائس التقليدية تقوم بهذا العمل المخالف . 
 
وبالبحث وجد أن هذه الكنيسة هي إحدى الكنائس الأرمنية وهي في طهران واسقفها له بعض المواقف الغريبة والتصريحات المثيرة أيضا وعن باقي الكنائس الأرمنية مازلت ترفض هذا الأمر وعمل المرأه عندهم يقتصر على مردات الألحان فقط ! وأيا ما كان فقط وقع هذا الاسفف في خطأ كبير وانحراف عن تعليم الكنيسة الجامعة بهذا العمل. الغريب أيضا أننا وجدنا بعض ردود الأفعال من قبل البعض الذي رحبوا بهذا الأمر مدعيين انه انفتاح وتطور ورفع من شأن المرأة ! بل ووجدنا بعض هذه الأصوات الشاذة تهاجم الكنيسة وتتهمها بالجمود لأنها مازالت متمسكة يالتعاليمالإنجيلية وقوانين الكنيسة وترفض كهنوت المرأة ! بل والبعض قال ان هذه الكنيسة تشترك معنا في الإيمان وضمن الكنائس الغير خلقدونية وكأنه مبرر لقبول هذا الانحراف !
لذلك يجب توضيح الآتى :
 
أولا كما سبق وذكرنا كهنوت المرأة أمر رفضته الكنيسة منذ البدء ومن العهد القديم اقتصر الكهنوت على المرأة وفي المسيحية الكاهن على مثال كهنوت السيد المسيح نفسه والرجل هنا يقف كممثل للرجل والمرأة والخلفية كلها لذلك اختار الله منذ البداية الرجل للخدمة الكهنوتية حتى قبل الشريعة والكهنوت الرسمي كان رب العائلة يقدم الذبيحة عن عائلته وأولاده مثلما حدث مع نوح النبي وابونا إبراهيم واسحق ويعقوب . 
ثانيا ليس لأن هناك كنيسة قبلت أمر مرفوض ايمانيا او كتابيا ان نقبله او نوافق عليه بل على العكس يجب علينا أن نكشف الحق الإنجيلي والتعليم الكنسي السليم حسب قوانين ونظام الكنيسة . 
 
ثالثا الدعوات بأن قبول كهنوت المرأة هو نوع من المساواة كلام فارغ لأن ليس بمخالفة قوانين الكنيسة وتعاليم الإنجيل تحدث المساواة كذلك هل ستحدث المساواة عندما تصبح المراة كاهنة بالمخالفة ؟ أعتقد أن المساواة موجودة في المسيحية ولكل فرد دوره سواء كاهن او شماس او خادم رجل او امرأة . فليس جميع الرجال كهنة ولكن من يختارهم الرب حسب دعوته فهل الباقي لا يشعر بالمساواة وقتها ؟!
لذلك فهي حجج ومبررات فارغة الهدف منها مسايرة العالم وأفكاره تحت مسميات خادعة كمن يبيحون الشذوذ الجنسي ويسمحون به من باب الحرية الكاذبة ! . 
الكنيسة لها نظام وترتيب وضعه الله منذ البدء وسارت عليه الكنيسة قرون عديدة لم يشعر الناس فيها بالظلم او عدم المساواة بل كانت كالرجال جميعهم أعضاء في جسد المسيح . وأخيرا حذرنا السيد المسيح والرسل من انه في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة تنتشر التعاليم المنحرفة والغريبة بل وان رب المجد أخبرنا انه في مجيئه الثاني انه لعله يجد الإيمان على الأرض لو 18:8 والإيمان هنا ليس الإيمان المسيح فقط بل الإيمان السليم الايمام الذي سلمه الرب للرسل وسلموه الرسل للكنيسة هذه الإيمان الذي تركه الكثيرين اليوم للأسف تحت مسميات كثيرة كاذبة وأخيرا ستظل كنيستنا القبطية وكل كنيسة تحافظ على الإيمان الأرثوذكسي تشهد للحق الكتابي كما كانت دائما صوت الحق وسط جيل معوج وفاسد . الرب قادر ان يحافظ على كنيستنا القبطية كنيسة ارثوذكسية أمينة في وديعة الإيمان الي يوم مجيئه .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع