الأقباط متحدون - الكورنيت في أطفيح
  • ١٢:٠٥
  • الاثنين , ٢٥ ديسمبر ٢٠١٧
English version

الكورنيت في أطفيح

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٣: ١١ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٥ ديسمبر ٢٠١٧

الهجوم على كنيسة أطفيح
الهجوم على كنيسة أطفيح
د. مينا ملاك عازر
 

يخطئ من يتصور أن تهديداً للأمن القومي قد جرى على أرض مطار العريش بذلك الصاروخ الذي وُجِه للمطار في وجود وزيري الدفاع والداخلية، فبرغم أهمية الاثنين لكونهما بشر، ولكونهما مصريان، ولكونهما مسؤولان مؤثران، اختراق معرفة موعد وصولهما كارثة أمنية إلا أن التهديد الأخطر ذلك الذي جرى في أطفيح،وأطفيح منذ اندلاع ثورة يناير هي بؤرة الاشتعالات من صول لكفر واصلين تجري على أرض مصر فتن طائفية، ويؤرق مضاجع الغلابة أصوات الأجراس، ويؤذيهم رؤية الصلبان مرفوعة في حين أن رائحة المجاري لا تزعجهموأن فساد التعليم وانهيار البنية التحتية لا تفض مضاجعهم.

 

يا سادة الكورنيت لم ينطلق في العريش ولكنه انطلق من قلب العاصمة موجه لقلب الوطن، انطلق من كل وزارة تهمل في عملها ومن وزارات لاتقوم بواجبها ومسؤولياتها التنويرية، وتترك خفافيش الكورنيت تنعق في قلوب الوطن وتملأه حقد من طرف حيال آخر.
 
فرحت حين رأيت كوبري باسم الشهيد أبانوب، لكن فرحتي لم تكتمل ليس لمد غوغاء أيديهم عل الكنيسة ولكن لأن من فرح لتسمية الكوبري باسم أبانوب فرح لأنه تكريم لرجل مسيحي مواطن مصري بيد أن الحقيقة التي تدعو للفرح أن جاءت التسمية دون النظر لديانته والاهتمام دون النظر لمسيحيته،فأبانوب شهيد استشهد لأجل الوطن يستحق هذا دون النظر لمسيحيته أو لأي شيء فقط وطنيته تشهد عنه، وتكريمه ليس لكونه مسيحي لكن لأنه يستحق هذا.
 
الكورنيت يشق الدروع ويدمر الأهداف الكارثة الحقيقية في من يشق النسيج الوطني ويدمرالوطنية، فهل تدركون كيف تتصدون لهذا الكورنيت الذي يجول في وسط الوطن يلتمس من يبتلعه؟ هل تعرفون أن كارثة الصاروخ الحقيقية ليس توجيهه لمطار العريش وإنما توجيه لكنائس مصر، ليس لأن الكنيسة على رأسها ريشة، وليس لأن الأمر مفاجأة وجديد فهو في الحقيقة معتاد، وهنا تكمن الكارثة أننا اعتدناه وقبلناه ونكاد نتعايش معه، حينها سنقبله وتبدأ التفاهمات والجلسات العرفية.
 
يا سادة من حمل الكورنيت وأطلقه يبدو أنه في سيناء لكنه واحد من هؤلاء الذين امتدت أيديهم لتخريب وحرق وهدم الكنيسة، وليست الكنيسة الأخيرة هذه ولكن كل الكنائس التي تهدمت وتركناهم يفلتون بعملتهم لعلهم هربوا لليبيا، ومن ليبيا لتركيا ولسوريا ثم عادوا مدربين ليكونوا أكثر فتكاً، ولعل من بأطفيح الفرصة سانحة لهم ليرفعوا الكورنيت في وجوه آخرين، ويوجهوه بدم بارد نحو ما هو أخطر وأهم.
 
أتمنى العافية لكل مسؤولينا، وأتمنى التنوير لكل مختل تعليمياً وثقافياً، ليقي الله مصر شر الكورنيت وحامليه ومطلقيه، ومضللي حامليه والمتقاعسين عن تنويرهم وإلا صارت مصر ساحة لإطلاق القذائف ليست النارية فقط ولكن الانقسامية وربنا يستر.
 
المختصر المفيد احذروا الكورنيت الغير مرئي الذي يفتك بنا.