الأقباط متحدون - الاتحاد السوفيتي.. موطن زراعة أعضاء الجسم البشري
  • ١١:٥١
  • الجمعة , ١٩ يناير ٢٠١٨
English version

الاتحاد السوفيتي.. موطن زراعة أعضاء الجسم البشري

تكنولوجيا | arabic.rt.

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الجمعة ١٩ يناير ٢٠١٨

صوره_أرشيفية
صوره_أرشيفية

 أصبحت عمليات زراعة الأعضاء في الوقت الحاضر من المسائل الطبيعية التي لا تثير اهتماما واسعا كما في السابق، نظرا لتطور الطب ووسائله.

 
وفي السابق، لم تسمح المعدات والأجهزة الطبية وكذلك المواد المستخدمة في التخدير للأطباء بإجراء عمليات من هذا النوع.
 
وبدأت عمليات زراعة أعضاء وأنسجة الجسم بفضل اكتشاف العالم النمساوي كارل لاندشتينر لفصائل الدم، ومن ثم بالتعاون مع العالم فينر اكتشفا عامل "رايزوس" (Rhesus Factor). وباستخدام هذه الاكتشافات نجح الجراحان كاريل وغوتري في مطلع القرن العشرين بزراعة قلب وكلى للحيوانات، إلا أن هذه الأعضاء توقفت عن العمل بعد مضي فترة قصيرة.
 
واستنتج الجراح كاريل أن سبب ما حصل ليس الجراح بل الجسم، أي خصوصيته البيولوجية. بعد ذلك أجرى كاريل عمليات جديدة ناجحة أثبت إمكانية ربط الأوعية الدموية وعودة تدفق الدم عبر الأعضاء المزروعة. وقد حصل على جائزة نوبل تثمينا لهذه الإنجازات الكبيرة.
 
بعد ذلك نجح الجراح النمساوي أمريش ولمان في فيينا بزراعة الكلى لكلب، ولكن جسمه رفضها بعد مضي ثلاثة أسابيع على العملية، لأسباب لم تكن معروفة حينها.
 
وفي عام 1932، جاء دور الجراح السوفيتي يوري فورونوي وأجرى عملية زراعة كلى أخذها من رجل ميت عمره 60 سنة، لامرأة عمرها 26 عاما.
 
وقد نشرت مجلة "Minerva Chirurgica" الإيطالية مقالا أكدت فيه أن الكلية المزروعة تعمل، وأن تدفق الدم عبرها استمر يومين قبل أن تلفظ المرأة أنفاسها الأخيرة. وبعد ذلك، أجرى فورونوي خمس عمليات أخرى وكانت نتيجتها مماثلة.
 
الجراح السوفيتي يوري فورونوي
وقد أخر عدم معرفة علم المناعة تطور عمليات زراعة الأعضاء مدة 30 سنة، بيد أن عمليات فورونوي أثبتت إمكانية نقل الأعضاء من جسم ميت إلى آخر حي، وبذلك فندت نظرية "سم الميت" الذي يفرزه الجسم المتوفي.
 
وكانت نتائج الدراسة التي أجراها عالم الأحياء البريطاني بيتر ميدافار عام 1951، والتي أكدت على ضرورة كبح جهاز المناعة بواسطة الأدوية، أساس تمكن الجراح الأمريكي توماس ستارتسل عام 1963 من إجراء أول عملية لزراعة كبد في العالم، وفي نفس السنة أجرى زميله جيمس هاردي عملية زراعة رئة لرجل مصاب بالسرطان.
 
وتوالت النجاحات في هذا المجال، ففي عام 1966، نجح الجراح ريتشارد ليليهاي بزراعة البنكرياس، وفي عام 1967 نجحت أول عملية لزراعة قلب في جنوب إفريقيا، أجراها كريستيان برنارد.
 
وتبقى عمليات وطرق زراعة الأعضاء في تطور مستمر، لذلك أصبحت حاليا أكثر مجالات الطب تطورا، حيث بلغ عدد العمليات التي أجريت في العالم أكثر من نصف مليون عملية لزراعة الكلى فقط، ويوجد في روسيا حاليا 20 مركزا طبيا لزراعة الأعضاء.
 
وقد بلغت نسبة نجاح عمليات زرع الكلى وبقاء المرضى على قيد الحياة 95-100% في الوقت الراهن، بحيث يمكن إجراؤها حتى للأطفال الصغار.