الأقباط متحدون - اعتذار شخصى منى لكل ضحايا الخطاب الدينى الإرهابى ... لكل ضحايا التعصب!
  • ٠٨:٥٤
  • السبت , ١ يناير ٢٠١١
English version

اعتذار شخصى منى لكل ضحايا الخطاب الدينى الإرهابى ... لكل ضحايا التعصب!

مروة رخا

الدنيا خيارة

٤١: ٠٥ م +02:00 EET

السبت ١ يناير ٢٠١١

فى البداية أحب أن أهدى هذا الجزء من كتابى الدنيا خيارة إلى كل إنسان عاقل مفكر معتدل متزن ... هذا الجزء يعتبر وقفتى الخاصة ضد التطرف و ضد كل من يستخدم الدين لإبادة الآخر!

بقلم: مروة رخا

كنت في بداية مراهقتي عندما اصطدمت بالموت لأول مرة. مات ياسر نادر جلال و هو في مقتبل العشرينات و لأول مرة أدركت أن الموت لا يلاحق العواجيز و كبار السن و المرضى فقط. سألت عن الموت و ما بعد الموت و لم أجد إجابات وافية لدى أمي أو أبي و بدلا من أن أبحث عن اجاباتي بين صفحات الكتب التي اعتلاها التراب، استكان عقلي إلى صوت الدكتور عمر عبد الكافي و سلسلة الدار الآخرة.
بعد أول شريط حطمت الصور و التماثيل في بيتنا.
بعد ثاني شريط دمرت شرائط الكاسيت القليلة في خزانة أبي.
بعد ثالث شريط كفرت أمي و أبي.
بعد رابع شريط بدأت البحث عن الدكتور عمر عبد الكافي! اقتفيت أثره في مسجد أنس ابن الفرات و ندوات نادي الصيد و خطب الجمعة و دروس الدين. أدمنت صوته و نكاته و ضحكته و لهجته ... و علمت أمي ادمانه! ملأ الفراغ العاطفي لدى الفتاة المراهقة ... و أمها و خالتها و جارتها!
اليوم أدركت المعنى الحقيقي للافتتان ... لقد افتتني هذا الرجل في دنيتي و ديني ... و وقعت في حبه كما وقعت فتايات هذا الزمان في غرام عمرو خالد و مصطفى حسني و معز مسعود. بعين الفتاة المراهقة رأيت فيه صورة رسول الله و تمنيت الزواج به – أيوة طول عمري طموحة و بـ ارمي شباكي في الغميق!
 بدأت نشاطي في تفريغ محتوى الشرائط على الورق ثم طبعها – على حسابي طبعا – و توزيعها على رواد نادي الصيد و طلبة مدرستي ثم كليتي. لقد أعطى عمر عبد الكافي معنى لحياتي و مخرج لطاقتي و منحني الحب الذي احتاج إليه على أمل اللحاق بزوجات الرسول – هكذا كنت أرى زواجي منه. و كنت أرى نشاطي نوع من أنواع الجهاد و شهادة دخولي الجنة.
تقربت أكثر إلى الأخوات و علمن بنشاطي و أبلغن الدكتور عمر الذي طلب لقائي. ذهبت إلى منزله و الذي تصادف أنه كان في نفس شارع بيتي و كنت متأكدة أنه سيعرفني ... سيعرف تلك الأعين التي حاصرته في دروسه و ندواته. عرفني – أو هكذا تخيلت – شكر مجهودي ... قام بمراجعة الآيات و الأحاديث المفرغة في الورق و بارك نشاطي.
رأيت زوجته! شعرت بغيرة رهيبة منها! تذكرت كلامه عن الزوج و الزوجة و العلاقة بينهما و ازدادت غيرتي ثم تذكرت كلامه عن الرسول و زوجاته فغبطتها ... و تمنيت أن تبارك زواجنا! تخيلته الرسول فى بيته و أردت أن أفترش خيمة في الصحراء و نستعيد أيام الدعوة الأولى في عصر الكفار!
كنت مثلي مثل الكثيرون اليوم ... لا أريد أن أقرأ! لا أريد أن أبحث! لا اريد أن أفكر!
"الموضوع سهل! حجاب و اتحجبت! خمار و لبست! ولاد و قاطعت! سلام و بطلت! جهاد و جاهدت! يبقى أنا أتجوزه و أضمن الجنة! هنعيش في بيت كله طاعة و عبادة و الشيطان مش هيعرف لنا طريق!"
لم أدرك أني وضعته في مرتبة الرسل و الأنبياء و لم أدرك أني تركت الجوهر و تفرغت لتوافه الأمور ... طول الخمار ... الجوانتي ... الشراب ... العطر و التعطر ... النامصة و المتنمصة ... التليفزيون ... الأغاني ... دعاء دخول الحمام ... دعاء السوق! لم أدرك أني أردت اتمام المظهر المثالي للأسرة المسلمة بالزاوج من قمة شيوخها!
مرت السنوات و شارفت مراهقتي على الانتهاء ... و بدأت أسأل
و كان أول سؤال
"حضرتك قلت في أول شريط من شرائط السيرة النبوية أن سيدنا جبريل ختن سيدنا محمد علشان ماحدش يشوف عورته ... فين الكلام دا؟"
و طبعا انقلب السحر على الساحر
و توالت الأسئلة ... و انتهت ايام الجماعة
هذه القصة من خيال مؤلفتها و أى تشابه بين الأحداث و الأسماء و الواقع هو مصادفة غريبة!