الأقباط متحدون - أغسطس 2008
  • ١٩:١٣
  • الأحد , ٥ ديسمبر ٢٠١٠
English version

أغسطس 2008

مروة رخا

الدنيا خيارة

٢٩: ١٠ م +02:00 EET

السبت ٤ ديسمبر ٢٠١٠

خبيرة العلاقات العاطفية تعلن ان ملهاش فى العلاقات العاطفية

بقلم: مروة رخا
الشركات الكبيرة بتقيس نجاحها بحاجة اسمها ال TURN OVER RATE يعنى نسبة الاحلال و الابدال فى الموظفين؛ كل ما النسبة كانت قليلة ده معناه ان الموظفين مبسوطين و عندهم ولاء و ان الشركة قدرت توفى وعدها لهم بالنمو و التقدم و التنمية المستمرة و كل ما النسبة دى زادت معناها ان الشركة مش بيعيش لها موظفين و طبعا عمرها ما هتتقدم و لا هتكبر لانها محلك سر ... كل مواردها مستنفذة و كل طاقتها مهدرة و كل خططها فى الدرج لان كل موظف بيتعين بيبقى عايز يشطب على اللى قبله و يبدأ من أول السطر. حياتى العاطفيه عاملة زى الشركة اللى مش بيعيش لها رجالة دى ... شوفتوا سخرية القدر!!

العلاقات العاطفية بالنسبة لى بقت عاملة زى الافلام المحروقة ... ادخل الفيلم من دول و اول ما البطل يفتح بقه اعرف البطلة هتقول ايه و الاحداث هتمشى ازاى و طبعا النهاية هتكون ايه. حاجة بقت مملة و مقرفة! علشان اتغلب على الموضوع ده بقيت بوزع ملخصات بدل ما دنجوان عصره يحتاس فى دليل التشغيل؛ اى والله ... قلت له مش بحب النكد و الكآبة و لوية البوز. فهمته انه مش هينفع حد يعمل فيها راجل و حمش و بتاع لأنى عنيدة و مستقلة و مش ناقصة قرف. شرحت له انى مش ملهوفة و لا مسروعة ولا شرقانة ... يعنى مش هنام و اقوم الاقى نفسى بحبه و متيمة. وضحت تماما ان انا مش ليا فى التمثيل و السهتنة و المجاملات ... يعنى لو مش واحشنى مش هقول انه واحشنى علشان سبع البرمبة غروره بينقح عليه.
و طبعا قلت له انى مش بنت امبارح فموضوع الغيرة و الحصار العاطفى ده اخرته وحشة ... انا امرأه حرة مستقلة و اخترت بكامل ارادتى انى اكون معاه ... ليه بقى الاسئلة الغبية و الخيالات المريضة؟ اما بقى موضوع الزن و الابتزاز العاطفى ده مش بينفع معايا ... العيل السخيف الزنان اللى بيدبدب فى الأرض بدل ما اخده فى حضنى هياخد بالقلم ... بذمتكم ممكن ابوس واحد مادد لى “شلاضيمه” و مسبل عينيه و كأنه بيشحت؟ هو ليه الناس مش بتفهم ان المشاعر ديه مش شجرة شيطانى بتكبر فجأة فى قلب البنى آدم ... ده الحب ده زرعة ضعيفة ممكن اى غباوة تقتلها و علشان تكبر محتاجة وقت و مواقف و رضاء العقل قبل القلب.
المهم ... على الرغم من انى فعلا كنت مبسوطة و فرحانة و مقبلة على العلاقة ديه لكن ابتديت احس انى محاصرة بطاقة سلبيه انهزاميه كئيبة بتمتص كل محاولاتى للتفائل و للايجابية ... صوته على طول نايم كده و مش فيه حماس لأى حاجة ... عنيه مطفية زى ما تكون مخاصمة الطموح ... حياته كلها احلام منسيه ... فكرة واحدة مسيطرة عليه ... الجنس ... مش لأنه مدمن أجساد ... لأ ... لانه مدمن حب ... و هى ديه الطريقة الوحيدة اللى هو اتعود ياخد بيها حب ... حتى لو كان مزيف و مقرف! يفتعل خناقة علشان يتصالح! يقلب وشه علشان يعرف غلاوته! يزن علشان يعرف كام قاعدة هتتكسر علشانه!

حطة الإيد على الخد بتجيب الفقر و احنا شعب وقع فى غرام النكد و الشجن و الدراما – مش مصدقين؟ اسمعوا الاغانى العاطفية – الحب لازم يكون ألم و سهر و وجع قلب. و انا كمان غلطانة فى اختياراتى ... ليه دايما بختار البطة السودا؟ ايه اللى بيشدنى للعصفور ابو جناح مكسور؟ أصحابى قالوا لى انى ممكن اعمل احسن من كدة I can do better بس انا كنت فاكرة نفسى بشوية التفاؤل بتاعى ده ممكن ادخل الشمس اجدعها عشة و ممكن بالأمل اعمل المعجزات ... انا فعلا غلطانة ... انا مش ربنا و المعجزات ديه اختصاص ربنا!
نهايته ... ابتديت احس ان فيه حاجة بتشدنى لحفرة سودا تحت ... حفرة انا عارفاها كويس و تعبت قوى على ما قدرت اخرج منها ... و اتحطيت قدام خيارين ... يا أنا يا هو ... و اخترت نفسى ... اخترت حياتى ... اخترت نجاحى و مستقبلى و طموحى ... و هربت ... جريت بعيد عنه بكل عزمى و سرعتى و سبته ورايا مع الاشباح اللى كان عايز ياخدنى ليهم. اتهمنى بالقوة و القسوة ... قال انى لازم اسامحه و اسمعه ... قال انه هيتغير ... قال انه بيتغير ... بس انا عارفة الفيلم ده كمان ... اخرته زفت ... مش لاعبة ... دك الدور!!