الأقباط متحدون - يوليو 1997
  • ٢١:٠٢
  • الأحد , ١٠ اكتوبر ٢٠١٠
English version

يوليو 1997

مروة رخا

الدنيا خيارة

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الأحد ١٠ اكتوبر ٢٠١٠

بقلم : مروة رخا
أنا اتعينت فى فندق ماريوت القاهرة فى يونيو 1997 كمنسقة للعلاقات العامة و دى كانت نقطة من نقط التحول فى حياتى. مش هحكيلكم دلوقتى عن شغلى و سجلى الحافل لكن أنا هحكيلكم عن أول مرة أركب فيها طيارة لوحدى و أروح الغردقة. مدير عام ماريوت الغردقة قرر إنه يعزمنى أنا و مديرة العلاقات العامة و كام واحد من موظفى الحجز و المبيعات علشان نتعرف على الفندق و خدماته و نقدر نسوقه بقلب و عن تجربة.

وقتها أنا كنت 22 سنة إلا كام شهر و كنت فى بداية قصتى المنيلة اللى أنا مش هحكيلكم عليها. التجربة كلها كانت مرعبة بالنسبة لى ... أول مرة أسافر لوحدى ... أول مرة أبات لوحدى ... أول مرة أبقى بعيد عن عين أهلى لمدة 3 أيام متواصلة ... و أول مرة أكون مهزومة و مكسورة بالشكل دا بسبب الحكاية المنيلة.
من لحظة وصولى للفندق و أنا كنت حاسة بغربة وسط زمايلى اللى كانوا مسافرين معايا من القاهرة ... مش لأنهم وحشين ... لأ ...لأنى كنت صغيرة أوى ... صغيرة سنا و صغيرة خبرة و مش فاهمة هما بيقولوا إيه و لا بيتكلموا عن إيه. حتى نكتهم و مناقشتهم كانت غريبة عليا. كلام عمرى ما سمعته فى بيتنا و لا من صاحباتى فى الجامعة و لا من زمايل المدرسة. كلام كبار!
انطلقت لوحدى فى الفندق!

 لقيت البنات بيرقصوا إيرويكس على البحر رقصت معاهم ... لقيت الناس نايمة على الرمل بتاخد tan نمت جنبهم ... لقيت الناس بتلعب speed ball لعبت معاهم ... و ابتديت أفك و أضحك من قلبى ... و اتعرفت على جروب طلاينة و فعلا انبسطت.
بطل القصة المنيلة اللى مش هجيب سيرتها كان موصينى أسلم على Viola ....

مين فيولا؟
فيولا هى قائد فرقة الراقصات بتوع الـnight club  ... زى الشاطرة رحت الـ night club لوحدى و دخلت قعدت و اتفرجت على الـ show ... أنا طول عمرى كان نفسى أبقى راقصة باليه أو فنانة إستعراضية و أحلامى دى ماتت أول مرة فى طفولتى لما كل من شافنى قال لى "يا تخينة" و بعدين ماتت تانى لما كبرت و كل من شافنى قال لى "يا قليلة الأدب". المهم بعد الإستعراض سألت على  Viola و شاوروا لى عليها.

كانت ست كبيرة فى منتصف الاربعينات بشعر أحمر نارى و إبتسامة جميلة. أكيد كانت حلوة أوى و هى صغيرة. أنا مش فاكرة حاجة عن جسمها و لا صوتها و لا طولها و لا عرضها ... كل اللى فكراه نظرة عينيها لما قلت لها إن فلان بيسلم عليكى. مافهمتش ... هى لا فرحت و لا زعلت ... لا قالت لى سلمى لى عليه و لا قالت لى إيه اللى فكره بيا ... نظرتها كانت مبهمة تماما ... شفقة على خوف على أمومة ... و أخدتنى من إيدى علشان أتفرج على الراقصات و هما بيتمرنوا ... الناس دى بتتعب اوى!

سيبت فيولا و مشيت ... رحت ناحية البحر و كنت عايزة أعيط من الهم اللى جوايا. لسة هقعد و أركز فى النكد لقيت راجل جاى عليا. بصيت له بـ استغراب و هو بيكلمنى بـ إنجليزى يقرف الكلب و بيسألنى عن إسمى ... ماعرفش ليه رديت عليه بالإنجليزى برده و قلت له إن إسمى Alexa . دى كانت أول مرة أنكر جنسيتى و لغتى و أستخبى ورا اسم أجنبى.
أخينا قعد يقول كلام كتير أنا ما سمعتش منه غير أقله ... ما بين لغته اللى زى الزفت و التفتفة و التهتهة و الريالة على المزة الأجنبية - اللى هى انا - كلامه صفصف على:
"إنتى لطيفة .. إنتى جميلة ... أنا عايز نكون أصدقاء ... أنا بحب الأجنبيات ... مراتى مش بتتكلم معايا ... أنا عايز أتكلم معاكى ..."
و ضوضاء تانية من المراهق أبو كرش و فانلة مخططة أخضر فى أصفر فى أزرق بالعرض.
شكله كان شارب ... ريحته غريبة ... و فى قشرة خيار صغيرة جدا كانت بتبان على نابه الشمال كل ما يضحك لى الضحكة الغبية اللى كان بيفصل بيها بين الجملة و التانية. بصيت له "بصة السمكة الميتة" و قمت علشان أرجع الأوضة ... شدنى ... شديت إيدى و مشيت ... مشى ورايا ... فضل ينده عليا مرة باسمى و مرة بالصفير و مرة بالبسبسة و الفحيح ... دخلت الأوضة ... و هو فضل واقف برة ... عيطت ... عيطت كتير أوى ... و مش عارفة ليه لقيتنى باسأل نفسى هو ممكن بابا و لا عمى و لا اخويا يبقوا كدة؟ هى الريالة على الخوجات من صفات الذكر المصرى؟ هو الوفاء و الإخلاص اختيار و لا أمر واقع نابع من قلة الفرص؟

صورة الراجل دا اتحفرت فى ذاكرتى ... صوته ... نفسه ... مخارج ألفاظه ... شكل ابتسامته ... التسبيلة المستكينة فى عينيه ... هزهزة كرشه ... غباء نظرته ... ريحة بارفانه القديم أوى ... ريحة نتانة تصرفاته ... شكل صوابع إيديه و رعشتها ... شكل كرشه و هو ساقط بين ريجليه المفرشحة ... شكل بقه المفتوح و إبتسامته المتشنجة ... نقط العرق على جبينه و تحت مناخيره ... خنزير .. خرتيت آدمى!
يوليو 2010

شوفت نسخ مكررة من الراجل دا بعد كدة فى الشغل و فى الشارع و على النت و فى وشوش ناس كتير ما كنتش أتخيل إنهم يطلعوا كدة ... صورة بقراها بين سطور الـ emails اللى بتتبعت لى من كل بنت حبت راجل و طلع متجوز و لا طلع طفس و لا طلع دنئ ... و مهما حذرتها برده بتلبس فى الحيط!
و سميته الراجل السيس و صفاته كالتالى:
•    ماشى – أو قاعد - مع مراته و بيبصبص لكل ما هو مؤنث و فاكرها خفة دم و روشنة.
•    بنته هتقرطسه و هو فاكر نفسه عم الفتك – ما هى أصل الدنيا دى داين تدان.
•    ملقح على النت ليل نهار و مشغل اسطوانة الزوج المظلوم:
"أصل أنا اتجوزت و أنا صغير ... أصل أبويا كان نفسه يفرح بيا ... أصلى ما كنتش فاهم الدنيا صح و لا عارف احتياجاتى إيه ... أصل مراتى مش فاهمانى ... أصلى رومانسى ... أصلى محتاج للحب و الاهتمام ... أصل مراتى جسمها اتبهدل و اهملت نفسها ... يا ريتنى قابلتك من زمان ... أنتى اللى أنا بـ أدور عليها ... أنا بـ أحب أتكلم معاكى ... أنا عمر ما كان ليا فـ الشات و الكلام دا غير لما عرفتك ... ربنا قال مثنى و ثلاث و رباع ... و الله أعلم النصيب فين"
•    قالع الدبلة و عامل فيها جيمس بوند أو لابس الدبلة و بيقول عليها صراحة: "أنا مش باضحك على حد ... و بعدين أنا راجل"
•    بيتحرش بالسكرتيرة و الموظفات فى الشغل ... يا تلاغيه يا هيقطع عيشها
•    بيتحرش بيا أنا شخصيا على الفيسبوك و زى اللى على راسه بطحة بيقول: "أنا مش سيس"!