الأقباط متحدون - جهاد عودة: الزعم أن الانتخابات الرئاسية أقرب للاستفتاء يسيء لصورة مصر
  • ٢٢:١٧
  • الخميس , ١٨ يناير ٢٠١٨
English version

جهاد عودة: الزعم أن الانتخابات الرئاسية أقرب للاستفتاء يسيء لصورة مصر

٢٢: ٠٤ م +02:00 EET

الخميس ١٨ يناير ٢٠١٨

جهاد عودة
جهاد عودة

الغرب يقلقه شعبية السيسي وإنجازاته

*السيسي مطالب بتعويض الفقراء الذين دفعوا ثمنا باهظا للإصلاح الاقتصادي في فترة رئاسته الأولى
*الوحيد الذي لديه القدرة التنافسية في الانتخابات الرئاسية 2018 هو السيسي
*احذر من تعديل البرلمان للدستور ليستمر الرئيس لفترة رئاسية ثالثة
*مطالبة الإخوان بتوفير نفقات الانتخابات لأنها محسومة كلام فاسد هدفه التشكيك في الانتخابات
*توفر الأمان أهم إنجازات المرحلة الأولى للسيسي والمشكلات الاقتصادية وغلاء الأسعار أبرز السلبيات.

"الكلام عن الانتخابات الرئاسية هو حديث الساعة، تصريحات تخرج بين الحين والآخر للإعلان عن مرشحين، وإعلان الفريق أحمد شفيق عدم ترشحه للانتخابات ثم إعلان الفريق سامي عنان ترشحه لخوض الانتخابات حتى اقترب عدد من حررت لهم توكيلات نحو 20 مرشحا.

"فيتو" حاورت الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية جامعة حلوان، للبحث عن إجابات لتساؤلات عدة، منها ما هو متعلق بما يجري الآن فأكد أن الرئيس السيسي سينجح في الحصول على فترة رئاسية ثانية بـ"جهوده الذاتية"، باعتبارة المرشح الأقوى حظا وحجم الإنجازات التي تحققت في عهده، التي أصبحت واقعا ملموسا على الأرض.

وأضاف أن هناك تجمعات شبابية رافضة للسياسات الحالية لكنها لم تحدد موقفها من الانتخابات الرئاسية.
 
ويرى أن مصر ستشهد انتخابات رئاسية غير مسبوقة في تاريخها، محذرا أن هناك محاولات للتشكيك في الانتخابات لإحباط الناس والزعم أنها أقرب إلى الاستفتاء واصفا هذا الكلام بالفارغ، وإلى نص الحوار:

**في البداية كيف تقرأ خريطة الانتخابات الرئاسية بعد أن ظهرت ملامحها بظهور مرشح يراه البعض قويا مثل سامي عنان وآخرين كمالة عدد؟

*هذا الكلام غير صحيح لأن الخريطة لم تعلن بعد، وكل من حصل على توكيل أصبح مرشحا محتملا بما فيهم جمال مبارك ومبارك وأحمد شفيق وسامي عنان وخالد علي، وبالتالي عندما يغلق باب التوكيلات ويعلن كل مرشح موقفه تتضح الصورة، لكن الواضح أن لدينا مرشحا مؤكدا هو الرئيس السيسي، وبدأت حملته الانتخابية بالفعل في عرض إنجازاته وبالتالي الصورة المقروءة حاليا تعتمد على إطارين الأول خارجي وهي التحديات التي تواجهها مصر وهي إقليمية وداخلية تتعلق بالموارد المصرية، وفي كافة الأحوال هناك توجه لتعظيم فرص السيسي رغم وجود مجموعات شبابية غاضبة ولم تحدد اتجاهها ولديها تساؤلات عميقة عن الخطط المستقبلية والسياسات في المرحلة المقبلة لكن الوحيد القادر على المنافسة والفوز هو الرئيس السيسي.

**هناك أطروحات ترى أن الانتخابات الرئاسية في شكلها الحالي أقرب للاستفتاء فما قولك؟
*هذا الكلام غير صحيح ومرفوض لأنه محاولة مسبقة للتشكيك في نزاهة الانتخابات وأنه لا يجب في إطار الديمقراطية أن تتحول الانتخابات التنافسية إلى استفتاء، وعلى القائمين في الدولة توفير الشروط الملائمة لإعطاء الانتخابات مصداقية فالكل يعلم أن الرئيس السيسي له شعبية كبيرة تقتضي أن تكون الانتخابات تنافسية تفرز فائزا يقف خلفه الجميع حتى لا نعطي فرصة لهواة التشكيك ومروجي الشائعات.

**بعض أعداء الوطن من جماعة الإخوان الإرهابية تطالب بإلغاء الانتخابات وتوفير نفقاتها التي تصل إلى 4 مليارات جنيه لتحسين أوضاع المصريين كيف ترى هذا الطرح؟

*هذا الكلام فارغ، لأن الإخوان أنفسهم لا يؤمنون بشيء اسمه انتخابات وهذا يعود إلى مرجعيتهم وكلامهم غير منطقي، الهدف منة التشكيك في نزاهة الانتخابات وتحريض للناس لعدم النزول والمشاركة في العملية الانتخابية باعتبارها محسومة، ومن جهة أخرى نفقات الانتخابات لا تمول من ميزانية الدولة إنما تمول من ميزانية المعونات الدولية، وهذا بند للانتخابات في الأمم المتحدة وبالتالي الانتخابات ضرورة لإظهار مصر أمام العالم بوجهها الصحيح وليس الذي يحاول الإخوان تُشويهه.

**ما السر في تغيير موقف دول الغرب من الرئيس السيسي هل تزايد شعبيته والتفاف الناس حوله أم لقناعتهم أن الإخوان إرهابية و30 يونيو ثوره حقيقيه وأن السيسي رئيسا أمر واقعي؟

*يجب أن نعلم أن موقف الغرب الأوروبي وعلى رأسهم أمريكا من مصر هو موقف مزعزع اليقين وإلا كنا رأينا موجة من تدفق الاستثمارات، لكنهم يتعاملون معنا بطرف السكين أي بحرص شديد وبالتالي تزايد شعبية السيسي وإنجازاته التي أصبحت حقيقة على أرض الواقع جعلت الغرب يعيد حساباته، خاصة أن أمريكا كانت لا تريد رئيسا له توجه وطني يؤدي إلى الاستقرار الإقليمي بدليل إعلانهم القدس عاصمة لإسرائيل واعتراض السيسي على القرار ومن هنا هم يريدون خلق مناخ من الحرب الباردة في المنطقة وإيجاد فراغ إستراتيجي والسيسي الوحيد في المنطقة الذي يسعى لإقامة دولة في مواجهة مؤامرات السودان وتركيا وقطر والإرهاب وبالتالي لم يجدوا سوى التعامل مع الواقع.

**كيف تقيم لنا فترة الـ4 سنوات التي قضاها السيسي في الحكم؟
*من الإنصاف عند التقييم أن ننظر إلى الظروف المحيطة في هذه الفترة من إرهاب وتوقف عجلة الإنتاج ومؤامرات داخلية وخارجية لإسقاط الدولة ورغم ذلك نجح السيسي في إعادة الاستقرار والهدوء والأمان ثم بدأ عملية البناء بمشروعات عملاقه متخذا من مواجهة المشكلات سبيلا لعبور المرحلة وعدم التأجيل، وعلى الساحة الخارجية استعاد العلاقات مع القارة الأفريقية وفتح علاقات جديدة مع الدول الخارجية مثل ألمانيا وروسيا، إلا أن المشكلة البارزه كانت في الأزمة الاقتصادية واستمرار الغلاء في الأسعار بما يفوق طاقة المواطن العادي وليس الفقراء، وأتوقع أن نجني ثمار السياسات التي طبقت في فترة الرئاسة الأولى في السنوات المقبلة، بالإضافة إلى ذلك فترة الرئاسة الأولى أظهرت عدم أداء الدبلوماسية المصرية لدورها كما يجب وهنا علينا أن نفرق بين الدبلوماسية المصرية والإستراتيجية المصرية التي تقوم على الحكمة والتدقيق، أما على مستوى الإرهاب فقد تم القضاء على 90%من المجموعات التي تمارسه.

**وما الملفات التي لم يستكمل السيسي تنفيذها خلال فترة رئاسته الأولى؟
*هناك العديد من الملفات التي تحتاج إلى وقت كبير على رأسها ملف استكمال بناء الدولة، بحيث تصبح منضبطة بيروقراطيا وذات كفاءة إنتاجية، فضلا عن ملف محاربة الفساد والقضاء عليه وهذا ظهرت بوادره بالإضافة إلى أنه خلال عام أو عام ونصف نبدأ في جني ثمار المشروعات التي تمت وحدوث انفراجة في الأسعار ومزيد من الانفراج الديمقراطي والليبرالي يسمح للناس بالتعبير عن نفسها بشكل منضبط، وهناك ملف غاية في الأهمية وهو التوازن بين الدخول والأسعار، ويتبقى ملف أزمة سد النهضة وهو أمر يتعلق بالأمن القومي وأنا مع التشدد في هذا الأمر لأن الدبلوماسية لم تحقق شيئا وهنا موقف الرئيس واضح عندما عظم عبد الناصر في مئويته بعدم سماحة بالنيل من حدودنا أو مواردنا.

**في ظل ما يروج من آراء ما توقعاتك لنسبة حضور الناخبين؟
*يجب أن نعلم أن الشعب المصري يظهر معدنه الأصلي وقت الشدائد، رغم أن دعايات الإعلام أساءت للدولة ومن الممكن أن يكون لها آثار سلبية على الناس من أن الانتخابات شبه محسومة، وهو ما يؤدي إلى عدم ذهاب الناس للصناديق للتصويت أو أن يكون هناك حشد مصنوع، لكن في نفس الوقت الشعب يدرك مدى اهمية وحساسية المرحلة وسيشارك بشكل كبير في العملية الانتخابية.

**هل يمكن أن تحدث مفاجآت وينجح مرشح آخر غير السيسي؟
*هذا الكلام ممكن نظريا إنما عمليا صعب، لأنه لا يوجد منافس يتمتع بشعبية السيسي وبالتالي السيسي سيفوز بفترة رئاسة أخرى، لكن المفاجأة التي يمكن أن تحدث ألا ينجح السيسي بنسبة كاسحة، كما حدث في الانتخابات الماضية خاصة أن هناك جزءًا من الشعب المصري غير راضِ عن السياسات التي تتبع حاليا وهؤلاء يمثلون 7% وعلينا أن نكون حريصين ألا تزيد هذه النسبة، ووجود مرشحين آخرين يعني أن هناك فئة لديها قبول للسياسات المضادة.

**وما  الاستحقاق السياسي الذي يجب على الرئيس تنفيذه في حال نجاحه؟
* الاستحقاق السياسي الأول الذي يجب أن يقوم الرئيس السيسي بتنفيذه في حالة فوزه بفترة رئاسة ثانية هم الفقراء الذين دفعوا ثمنا باهظا للإصلاح الاقتصادي في السنوات الماضية ومنهم كثيرون من أنصار السيسي وبالتالي اتخاذ قرارات من شأنها تعويض الناس وتحسين أوضاعهم المعيشية.

**هل هذا يعني توقعك حدوث تحسن الأحوال المعيشية للمصريين خلال الـ4 سنوات المقبلة في حالة فوز السيسي؟
*بالفعل أتوقع هذا الأمر خاصة أن الرئيس يدرك مدى خطورة السياسات التي لا تراعي البعد الاجتماعي للمواطنين خاصة نحن لدينا شعب أغلبه من الفقراء ومحدودي الدخل وهذا ما يجعل الرئيس يعد برامج من الآن لتحسين أوضاع الشعب المصري اقتصاديا.

**هل تتوقع تعديلا في الدستور من جانب البرلمان حتى يستمر الرئيس لفترة رئاسية ثالثة؟
*هذا الأمر احذر منه، فالرئيس شخصية قيادية ووطنية لكني أربأ به وبالبرلمان من العبث بالدستور لأنه يعني الرجوع مرة أخرى إلى ممارسات مبارك والسادات وعبد الناصر وهو فكرة المرشح الوحيد للأبد وهنا يصدق قول الإخوان.

**البعض يرى أن البرلمان خلال الـ3 سنوات الماضية كان برلمان الحكومة وليس برلمان الشعب هل يستمر على أدائه خلال فترة الرئاسة الثانية للسيسي؟

*البرلمان كان برلمان الحكومة في الفترة الماضية وكان مجرد خاتم وخادم لسياسات الحكومة وبالتالي نحن نريد مفارقة بين مؤسسات الدولة الثلاثة كل منها له دوره، لأن البرلمان كان يقوم بالتشريع فقط تاركا الرقابة للرقابة الإدارية وهي تابعة للسلطة التنفيذية أما الرقابة السياسية فهي غائبة ولا بد من إحيائها في الفترة المقبلة.

**هل تعتقد أن تحمل الشعب المصري الغلاء نتيجة حبهم للسيسي أم لقناعتهم أن البلد ليست في حاجة لحراك ثوري؟
*الإثنين معا، لأن الرئيس السيسي كان يقال إنه رئيس الضرورة، وهنا تفسير أن الشعب كان لا يريد الإخوان لأن طبيعته ليبرالي رغم وجود سلفيين كثيرين فيه لكن جوهر شخصيته هي التعدديه وبالتالي الرئيس السيسي استخدم هذه السمة التعددية الكامنة في الشعب المصري وبلورتها في عمل موقف ضد الإخوان والجماعات السلفية وبالتالي الناس تحملت الغلاء للاستمتاع بلحظة الليبرالية المصرية والرئيس عمل على تنميتها من أجل الوصول إلى التوازن الطبيعي الذي تعبر عنه اللحظه المدنية والليبرالية، فضلا عن أن الشعب ذاق مرارة الفوضى وبالتالي أصبح لا يميل إلى أي حراك جديد.

**وكيف ترى ملف الحريات في فترة رئاسة السيسي الأولى ؟
*لا بد أن نعترف أن هناك طفرة حدثت في ملف الحريات خلال الفترة الأولى للرئيس السيسي بدليل تشكيلة لجنة للعفو الرئاسي، وتم الإفراج عن أعداد كبيرة من المحبوسين ونأمل أن يتم تقنين هذه الشروط وتعمل الدولة بدور أكثر كفاءة في هذا الملف في ظل هذه المرحلة من الأزمات العميقة للدولة حتى لا يستغل هذا الملف ضدنا خارجيا.

**البعض يرى أن مصر لا يصلح معها في ظل التهديدات الإرهابية إلا رئيس ينتمي للمؤسسة العسكرية؟
*هذا الكلام غير صحيح، لأن المنصب الذي تولاه السيسي وهو مدني وليس عسكريا بدليل استقالته من القوات المسلحة قبل الترشح وبالتالي أصبح مدنيا بغض النظر عن خلفيته العسكرية التي تعنيه هو، فهو تولى بصفة مدنيا وهذا ما لا بد أن نحافظ علية لبناء الدولة وبالتالي من يردد هذا الكلام يردد حق يراد به باطل ولو نظرنا إلى وزير الأمن الداخلي عندما انتقل إلى مدير البيت الأبيض لعمل انضباط لم يقال إنه عسكري.

**وكيف ترى علاقات مصر مع الدول العربية ودول العالم من خلال الفترة الأولى للسيسي؟
*الرئيس السيسي سعى إلى عمل توازن في العلاقات من خلال الأمم المتحدة ومن خلال اهتمام دولي بقضايا المناخ والسلام ومكافحة الإرهاب والغرب حتى هذه اللحظة يريد قمع فكرة أن مصر تنهض والواضح أن المنطقة بها مشكلات وصراعات عديدة والدولة الوحيدة المستقرة هي مصر وبالتالي السيسي نجح في خلق اللبنات الأساسية لنظام عام قوى والفترة المقبلة في إطار تطوير هذا النظام العام تكون سياساته مرتبطة بالعدالة والمدنية ومحاربة الفساد بشكل جاد وليس انتقائيا ونحن مقبلون على لحظة حاسمة والسيسي عمل أكثر مما يجب في ظل القيود التي عمل فيها.

**هناك من يرى أن السيسي راهن بالخطأ على مشروعي حفر قناة السويس والعاصمة الإدارية وكان يمكن تأجيلهما والبعض الأخر يرى أنها مشروعات بفكر إستراتيجي للأجيال المقبلة فايهما تؤيد؟

*الرئيس لم يخطئ في تنفيذ هذه المشروعات بدليل أن مشروع العاصمة الجديدة يمثل خلق حياة جديدة وينظر إلى جبل الجلالة في سيناء وهذا تطور إستراتيجي واضح في سياسة السيسي الذي يعتمد على البناء للأجيال المقبلة وهنا دور على الإعلام أن يعكس الصورة للناس حول أهمية هذه المشروعات.

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.