الأقباط متحدون - كيرياليسون.. فى محبة الأقباط
  • ١٥:٢٦
  • الثلاثاء , ٩ يناير ٢٠١٨
English version

كيرياليسون.. فى محبة الأقباط

١٩: ٠٨ م +02:00 EET

الثلاثاء ٩ يناير ٢٠١٨

كيرياليسون
كيرياليسون

كتب - أسامة سلامة

 من يريد أن يعرف ماذا جرى للمسيحيين خلال السنوات الأخيرة، يقرأ هذا الكتاب فهو يسجل كل الأحداث بأمانة وصدق، من خلال عين محبة للوطن خائفة عليه متمنية له مستقبل أفضل، وعقل يجيد التحليل، وقراءة الوقائع برؤية شاملة ناقدة للخطأ باحثة عن الحل.

كتاب "كيرياليسون .. فى محبة الأقباط"، للكاتب الكبير والإعلامى البارع حمدى رزق، والصادر عن سلسلة الكتاب الذهبى بمؤسسة روزاليوسف، يؤرخ لفترة صعبة فى حياة المسيحيين، وهو مرجع مهم للمهتمين بالشأن المسيحى حاليًا، وفى المستقبل، فهو يحلل الوقائع ويحاول أن يصل للأسباب التى أدت للحوادث المختلفة، التى تعرض لها المسيحيين والكنيسة والبابا، ويطرح حلولا منطقية، لو تم الأخذ بها من قبل الجهات المعنية، لأمكن حل كثير من المشاكل.

يرصد الكتاب معاناة المسيحيين والمصريين، فى فترة صعود الإخوان بعد 25 يناير، ووصولهم للحكم قبل الإطاحة بهم فى ثورة 30 يونيو، متتبعًا موقف جماعة الإخوان من المسيحيين منذ نشأتها على يد حسن البنا، ناشرًا وثيقة مهمة وهى رسالة من حسن البنا إلى الأنبا يوساب بطريرك الأقباط وقتها، وكانت بمناسبة وقوع اعتداء من قبل من الإخوان على المسيحيين، ومحاولة تفجير عدد من الكنائس بالديناميت، وحاول خلالها تبرئة الجماعة من هذه الحوادث، ولكن حمدى يكشف من خلال قراءته لكتابات حسن البنا ورسائله لأتباعه، الموقف الحقيقى للجماعة من المسيحيين، وأنه من خلال إقامة دولة دينية، سيكون المسيحيون ذميون لا مواطنون، ويصل بنا الكاتب إلى محطة السلفيين مذكرًا بأقوال برهامى، الذى خصص له فصلا بعنوان "عدو الأقباط"، كاشفًا فى فصل آخر "فقه كراهية الأقباط"، معريًا فتاويهم الجاهلة، التى تؤدى إلى تفتيت الوطن، وموضحًا أن المعركة مع السلفيين ومن معهم، هى معركة المواطنة، ويتخذ من قانون بناء الكنائس دليلا على هذه المعركة، فقد اقتحم حزب النور السلفى، المناقشات على أرضية طائفية تخلو من الوطنية.

ورغم رفض الكاتب للقانون من منطق المواطنة الكاملة، إلا أنه يطالب بتطبيقه، خصوصا فيما ينص عليه من تقنين وضع الكنائس غير المرخصة والمغلقة، وهو ما يحل كثير من المشاكل، التى أدت إلى أحداث طائفية متكررة فى الآونة الأخيرة، وخصوصًا فى محافظة المنيا، ويعرج الكاتب إلى باقى المشاكل، التى واجهها المسيحيون أفراد وجماعات، منوهًا إلى أننا "كلنا فى الهم قبط"، وناعيًا "المواطنة المجهضة"، ولكن وسط كل هذا الظلام توجد إشارات مهمة من الضوء، تدعو للتفاؤل ومنها علاقة الكنيسة بالدولة والأزهر والوشائج، التى تجمع بين البابا تواضروس، بكل من الرئيس السيسى، وبشيخ الأزهر، ولكن الأهم هو ما أسماه الكاتب "فقه المواطنة الشعبية"، والذى أصل فيه للمحبة، التى تجمع عنصرى الأمة، وأن هناك مواقف ومبادرات، يجب الاهتمام بها والتركيز إعلاميًا عليها، من قبل مسلمين ومسيحيين، تكشف عن المعدن الحقيقى للمصريين، ولعل هذا الفصل هو خير ختام لهذا الكتاب الجامع المانع، فيما جرى للمسيحيين فى سنواتنا الأخيرة، وكما أنهى حمدى كتابه بالمحبة، فقد بدأه بمقدمة تظهر علاقته بالمسيحيين، ومدى الود الذى يكنه لهم، وكيف تربى على المحبة المتبادلة بين الجيران المسلمين والمسيحيين، عندما كان لا أحد يسأل عن ديانة الآخر، فكلنا مصريون وفقط، وكان عنوان المقدمة هو الشعار الذى يجب أن نرفعه جميعا "الله محبة".

نقلا عن مبتدأ

الكلمات المتعلقة
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع