الأقباط متحدون - بص أمك
  • ٠٥:٠٦
  • الاثنين , ٨ يناير ٢٠١٨
English version

بص أمك

مقالات مختارة | بقلم:حمدي رزق

٤٧: ٠٤ م +02:00 EET

الاثنين ٨ يناير ٢٠١٨

حمدي رزق
حمدي رزق

 لسبب كتابة هذا المقال، مضطراً شاهدت كليب «بص أمك» لصاحبته ليلى عامر، خشيت أن تكون شتيمة قبيحة فاكتشفت أنها أغنية قبيحة، ومنه إلى كليب «عندى ظروف» لشيما، إلى كليب رضا الفولى «سيب إيدى»، وقبلها «يا واد يا تقيل» لبرديس، وهذا غير خالص تماماً «يا واد يا تقيل» خاصة السندريلا الرائعة سعاد حسنى، مجرد تشابه أسماء، وقبل اللى قبلها «أدق الكمون» لشاكيرا المصرية، وهى غير شاكيرا العالمية حبيبة مدافع برشلونة «جيرار بيكيه»، ولم أتبحر أكثر من ذلك، صحتى لا تحتمل أكثر من ذلك، وهن العظم منى واشتعل الرأس شيباً.

 
 
القاسم المشترك فى مهرجان الغناء العارى هو الجنس، ولا شىء غيره، كليبات فاقعة تحوى صوراً ملونة مفعمة بالإيحاءات الجنسية، لا كلمات ولا ألحان ولا يحزنون، لا شىء بالمرة سوى استخدام مفرط للمواصفات الجسدية لبطلات الكليبات اللاتى يتعرين لفظياً حتى حدود التعرِّى الجسدى أحياناً.
 
وتعرِّيهن يضعهن تحت طائلة قانون العقوبات، وآخر الأخبار إحالة النيابة العامة بجنوب الجيزة «ليلى عامر»، 47 عاماً، بطلة كليب «بص أمك»، إلى محكمة جنح قسم الجيزة لبدء محاكمتها فيما هو منسوب إليها من اتهامات؛ لاتهامها بخدش الحياء العام، والتحريض على الفسق والفجور، ووجود إيحاءات جنسية بالأغنية (الكليب).
 
وهكذا سقطت ليلى، كل كليب ينتهى فى المحكمة، والبطلة إلى السجن، وتتصدَّر صور المحاكمات المواقع والفضائيات، ويجرى الحديث على الألسنة بالمنع والمحاكمة والسجن، وكأن مصر بلد يسجن الإبداع، وما هو بإبداع، هذا من البدع، ويحاكم المبدعين، وما هم بمبدعين، مجموعة من النخاسين المبتدعين، ما يصدر عن هذه الكليبات يشوِّه الصورة تماماً، أسوأ صورة تصدر من مصر صورة بطلات الكليبات بالطرحة البيضاء متشحتفات فى قاعات المحاكمات أو فى الطريق إلى السجون بعد الإدانات.
 
ظاهرة عجيبة، الكليب يصدر والبلاغ فى ديله، مباراة عبثية بين طائفة من صناع الكليبات وطائفة من محامى البلاغات، لعبة مزعجة ومقرفة تتكرر بنفس الطريقة، وبنفس الأساليب، وبنفس الأخبار، وشيّر وصدّر يا وله، خسارة محققة.. ويا ويل مصر من هؤلاء.
 
آخر الدواء الكى، المحاكمات والسجون آخر الدواء، ولكن الظاهرة الغريبة تستفحل وتنتشر وتتوغل والكليبات تحقق مشاهدات عالية، وتجتذب قطاعات شبابية، جحافل يشيّرونها تشييراً، وكأن هناك من يصدر مخدرات فى كليبات فاضحة، ويمد جمهور المتعاطين بكليبات ملونة، وكلما جرى توقيف كليب استقبلت الوسائط الإلكترونية كليباً آخر، إصرار عجيب على تسييد هذه النوعية المضروبة من الكليبات المخدرة.
 
يصح سؤال: من ينتج هذه الكليبات؟ بحثاً عن المصدر، عن المنتج، عما يتحقق من أرباح، يقيناً إذا عرف المصدر ربما أمكن تحجيم هذه الظاهرة، لا أملك إجابات ولكنها ظاهرة محيرة تستدعى سؤال الدكتور خالد عبدالجليل، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، مَن ينتج هذه الكليبات فى مصر؟..
 
لماذا تروج هذه الكليبات؟ لماذا تحقق هذه النسب العالية من المشاهدات؟ ولماذا يقبل عليها الشباب من الجنسين؟.
 
ما ألمسه شغف غريب من الشباب بهذه الكليبات رغم ركاكتها اللفظية، تثير الغثيان، هذا يستدعى انتباهة مجتمعية، هذه ظاهرة خطيرة لن يقضى عليها قانون العقوبات، العجيب والغريب أن سجن رضا لم يردع شيما، ولم تتعظ ليلى، وتوقعاً هناك بطلات أخريات فى الطريق إلى السجون بكليبات عارية، أقصر الطريق إلى السجن كليب «بص أمك».
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع