الأقباط متحدون - اليوم ذكرى إعادة تعيين البابا شنودة بعد عزله بقرار من الرئيس السادات فى اعتقالات سبتمبر 1981
  • ١٥:٠٥
  • الاربعاء , ٣ يناير ٢٠١٨
English version

اليوم ذكرى إعادة تعيين البابا شنودة بعد عزله بقرار من الرئيس السادات فى اعتقالات سبتمبر 1981

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٩: ١٢ م +02:00 EET

الاربعاء ٣ يناير ٢٠١٨

البابا شنودة و الرئيس السادات
البابا شنودة و الرئيس السادات

كان البابا شنودة، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى دير وادى النطرون، حين أعلن الرئيس مبارك قراره بإعادة تعيينه فى منصبه الروحى يوم 3 يناير «مثل هذا اليوم» عام 1985، واحتوت ديباجة القرار على: «بناء على ما عرضه علينا وزير الداخلية.. يعاد تعيين الأنبا شنودة الثالث، وعلى وزير الداخلية تنفيذ هذا القرار».

كان قرار «إعادة التعيين» تصحيحا لقرار سابق اتخذه الرئيس السادات يوم 5 سبتمبر 1981 بعزل البابا من منصبه، وجاء ضمن حملة اعتقالات واسعة شملت كبار السياسيين والصحفيين والمفكرين من مختلف الأحزاب والتيارات السياسية المعارضين لسياسة السادات.

وكان موقف «السادات» من «البابا شنودة» عنيفا، ويذكر محمد حسنين هيكل «أحد المعتقلين فى هذه الحملة» فى كتابه «خريف الغضب»، اللحظات التى فيها عزل «البابا»، قائلا: إنه كان موجودا فى دير وادى النطرون، وفى صباح 5 سبتمبر عرف أن الدير جرى تطويقه بواسطة قوات من البوليس والأمن المركزى، وكانت صحف الصباح تقول إن السادات سيتحدث اليوم عن الأوضاع الراهنة فى البلاد، بما فى ذلك أسباب حركة الاعتقالات الواسعة التى قام بها، وأدرك البابا من فرض الحصار حول الدير، أن هناك إجراء منتظرا ضده هو الآخر، وذهب سكرتيره الأنبا ابشواى إليه يسأله، ما إذا كان يريد مشاهدة خطاب الرئيس على التليفزيون، فرد البابا بأنه لن يفعل، وسوف يأوى إلى غرفته ليقرأ.

تولى «ابشواى» مهمة متابعة الخطاب على شاشة التليفزيون، ووفقا لهيكل: «سمع قرار السادات بسحب اعتراف الدولة بانتخاب البابا، وبتعيين لجنة بابوية مؤقتة من خمسة أعضاء أبرزهم، الأنبا صموئيل أسقف الخدمات «اغتيل مع السادات يوم 6 أكتوبر 1981»، وتوجه ابشواى إلى غرفة البابا متحرجا لا يعرف كيف يبلغ النبأ، لكنه وجد البابا على استعداد لتقبل ما هو أسوأ من العزل»، يضيف هيكل: «فور انتهاء خطاب السادات وصلت تعزيزات أخرى إلى الحصار المضروب حول الدير، وتقدم قائد القوة الجديدة يقرع باب الدير، وفتح له أحد الرهبان يسأل ماذا يريد، فإذا هو يقول: إنهم يريدون الأنبا ابشواى، وذهب ابشواى إلى البابا يسأل، ماذا يفعل، وكان رد البابا: اذهب معهم واقفل باب الدير».

يرسم الدكتور غالى شكرى، خط تصعيد الخلافات بين البابا شنودة والرئيس السادات، مشيرا فى كتابه «الأقباط فى وطن متغير» عن «كتاب الأهالى - القاهرة» إلى أن «السادات كان قد انتهى إلى توصيف رئيس الكنيسة بأنه يريد أن يصبح زعيما سياسيا، واستقر فى وعى الرئيس أنه يمكن التخلص من البابا بعزله من منصبه، وتصور أو صور له البعض أنه يستطيع ذلك بموجب قرار جمهورى يلغى قرارا سابقا، وكان من بين هذا «البعض» جناح قبطى يضم علمانيين وأكليروس، ممن اتفقوا على تأييد سياسة الرئيس الخاصة بالقضية الفلسطينية والعلاقة مع إسرائيل».

يؤكد «شكرى»، أن «إسرائيل» كانت هى مصدر انقلاب السادات على الكنيسة المصرية عموما، ومن الأنبا شنودة خصوصا: «أصدرت الكنيسة إلى أبنائها تعليمات تمنعهم من الحج طالما ظلت القدس تحت سلطة الاحتلال الصهيونى، وطالما ظل العرب المسلمون يقاطعون زيارة المدينة المقدسة، وكانت إسرائيل تعلم أن الأنبا شنودة الذى أصدر كتابين ضدها فى سنة 1966 و1971، هو نفسه البابا شنودة الذى حرم على الأقباط زيارة القدس»، والكتابان هما: «إسرائيل فى رأى المسيحية» نص محاضرة ألقاها فى نقابة الصحفيين بتاريخ 26 يونيو 1966، والثانى «المسيحية وإسرائيل»، نص محاضرة ألقاها فى نقابة الصحفيين بتاريخ 5 ديسمبر 1971، يضيف «شكرى»: «للكنيسة القبطية إذن بشكل عام موقف ثابت من الصراع العربى- الإسرائيلى، وموقف البابا شنودة هو تجسيد حى لهذا الثبات، وكان هذا الموقف منسجما إلى حد كبير مع موقف السلطة، حتى كانت زيارة القدس المحتلة «19 نوفمبر 1977» ومضاعفاتها التى انتهت إلى التطبيع الرسمى للعلاقات، فكان هذا التوتر الحاد الذى انتهى بالسادات إلى مهاجمة البابا علنا فى أحد خطبه «14 مايو 1980»، ثم اتخاذه القرار غير القابل للتصديق ولا للتطبيق باحتجازه فى دير وادى النطرون».

هكذا يرى «شكرى» أن موقف الكنيسة من إسرائيل هو الذى أدى لتوتر العلاقة بين «شنودة» والسادات لتنتهى إلى العزل، ويلخص البابا لغالى شكرى، كيف عاش فترته التى استمرت أكثر من ثلاث سنوات: «هو احتجاز بالنسبة لمن أصدروا الأوامر، فهم نسوا أننى راهب متوحد فى الأصل، فالعزلة بالنسبة لى ليست شرا، لقد قرأت وتأملت، وكتبت فى ثلاث سنوات ما كان يحتاج فى ظروف العمل إلى ثلاثين سنة»...!!