الأقباط متحدون - عواصم عالمية على خُطى واشنطن
  • ١٣:١٨
  • الاربعاء , ٢٧ ديسمبر ٢٠١٧
English version

عواصم عالمية على خُطى واشنطن

مقالات مختارة | بقلم : د. عماد جاد

٤٤: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢٧ ديسمبر ٢٠١٧

دونالد ترامب
دونالد ترامب

 عندما أصدر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قراره بالاعتراف بالقدس الموحَّدة عاصمة لإسرائيل، وقراره بتنفيذ قانون الكونجرس الصادر عام 1995 بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ثار العرب.. هاجوا وماجوا، عقدوا اجتماعاً طارئاً لوزراء خارجية الدول العربية، تقدمت مصر بمشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولى فسقط بفيتو أمريكى، ثم جرى التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تتساوى أصوات الدول ولا وجود للفيتو، فصدر القرار بموافقة 124 دولة مقابل 9 دول وامتناع 29 دولة عن التصويت. وحتى نذكّر مرة ثانية بأن العلاقات الدولية ونمط تصويت الدول يخضع للحسابات المصلحية لا العواطف أو الروابط، فقد صوّتت صربيا مع مشروع القرار، بينما امتنعت جمهورية البوسنة والهرسك عن التصويت على القرار، وقد سبق لغالبية الدول العربية أن ساندت البوسنة ضد صربيا لاعتبارات دينية دون أن تدخل المصلحة فى الحسابات. عموماً صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤكداً قرارات سابقة لمجلس الأمن الدولى بأن القدس مدينة محتلة وأنها جزء من الأراضى الفلسطينية التى احتُلت بقوة السلاح فى عدوان يونيو 1967،

 
اعتبرت دول عربية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة نصراً سياسياً، وهو كذلك بالفعل، واعتبرته حصاد جهودها السياسية وكافياً لمنع تهويد القدس، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق، فالتجارب التاريخية فى التعامل مع العرب أنهم يثورون وينتفضون ويُسيّرون المظاهرات والاحتجاجات لأيام وربما أسابيع، ثم يركنون إلى الدعة والهدوء من جديد، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عندما سُئل عن ردود الفعل العربية المتوقعة، فآباؤه وأجداده درسوا العقلية العربية جيداً منذ صدور قرار التقسيم عام 1974، وأدركوا جيداً أن الرد العربى يغلب عليه الانفعال وقصَر النفَس، ومن ثم فسوف ينسى العرب ما حدث وينخرطون مجدداً فى خلافاتهم وصراعاتهم الوهمية. ويبدو ذلك منطقياً بالفعل، فقد سبق للعرب أن ابتلعوا الطعم الفرنسى البريطانى فى القرار الأممى 242، ولم يلاحظوا غياب أداة التعريف فى النص الإنجليزى الذى نص على انسحاب إسرائيل من «أراضٍ» احتُلت فى النزاع الأخير، عكس النص الفرنسى الذى كان ينص على انسحاب إسرائيل من «الأراضى» التى احتُلت فى النزاع الأخير. وقد تمسكت إسرائيل بالنص الإنجليزى وقالت: نفذنا القرار بالانسحاب من سيناء التى تمثل أكثر من 90% من الأراضى التى احتلتها إسرائيل فى حرب يونيو.
 
ما نود التأكيد عليه هنا هو أن عدداً من دول العالم بدأت تنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس، بالإضافة إلى الدول التى أيّدت واشنطن فى الجمعية العامة للأمم المتحدة والدول التى امتنعت عن التصويت، بدأت دول أخرى فى نقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس، مثل رومانيا وتشيكيا، وهو أمر يُتوقع تسارعه فى الفترة المقبلة فتضيع القدس مثلما ضاعت مدن فلسطينية أخرى كانت ضمن الدولة العربية وفق قرار التقسيم وأيضاً احتُلت فى يونيو 1967 ولن تعود بسبب طبيعة العقلية العربية وأدائها السياسى.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع