فى مثل هذا اليوم..السادات يقرر اقالة "الشاذلى "من رئاسة اركان الجيش

 

 

 

 

رن جرس الهاتف فى منزل الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس اركان حرب القوات المسلحة المصرية ...كان وزير الحربية المشير احمد اسماعيل على

الطرف الاخر ..واخبره انه يود ان يحضر الى مكتبه ..فتوجه الشاذلى اليه ..فى الساعة الثامنة من مساء مثل هذا اليوم 12 ديسمبر 1973 ..وةفى اللقاء دار بينهما جوار كان بمثابة النقطة الفاصلة فى العلاقة بين الشاذلى القائد العسكرى لحرب اكتوبر وبين قائدها السياسى انور السادات ....والمعروف ان الاثنين دخلا فى خلاف عميق اثناء الحرب بلغ ذروته مع ثغرة الدفرسوار ..وينقل الشاذلى فى مذكراته "حرب اكتوبر 1973"..الصادرة عن دار رؤية القاهرة وقائئع ماحدثبين الفريق والمشير فى لقاء 12 ديسمبر ..

 

الوزير:ان رئيس الجمهورية يقدر ماقدمته من خدمات للقوات المسلحةوتقديرا منه لهذا الدور فقد قرر انهاء خدمتكم كرئيس اركان حرب القوات المسلحة ..واصدر قرارا جمهوريا بتعينكم سفيرا فى وزارة الخارجية ..وعليكم التوجهاعتبارا من الساعة الثامنة صباحا لوزارة الخارجية فى ميدان التحرير..

 

الشاذلى :اشكر الوزير على هذا التقدير وارجو ان تقوم بأبلاغه اننى اعتذر عن قبول منصب السفير ..وافضل البقاء فى منزلى..

 

الوزير :هل تعنى انك ترفض طاعة امر الرئيس الذى يقضى بذهابك الى وزارة الخارجية ؟..

 

الشاذلى: سيادة الوزير يمكنك ان تفسرها كما تشاء ..اذا كان الرئيس يعتبر ان هذا التعيين خدمة فمن حقى ان اقبل الخدمه او ارفضها ..واذا كان هذا التعيين

هو العقاب فانا ارفضه ..وافضل ان يكون هناك تحقيق ومحاكمة حتى تظهر الحقائق..

 

 

الوزير :ماتقوله شىء خطير ..هل اقوم بابلاغ الرئيس بما قلته ؟..

 

الشاذلى : طبعا الهاتف بجوارك ويمكنك ان تبلغه الان وفورا..

 

يتحدث الشاذلى عن محاولات احمد اسماعيل باقناعه بقبول القرار واصراره هو على الرفض ثم تقديمه خطابا مكتوبا يشكر فيه السادات على هذا التقدير ..واعتذاره عن قبول منصب السفير واستقالته من منصبه كرئيس اركان القوات المسلحة ..

 

ويقول الشاذلى بعد حوار حوالى نصف ساعه اكدت للوزير اننى سابقى فى منزلى ولن اذهب للخارجية..

ثم غادرت مكتب الوزير..وابلغ زوجته بان هذا اليوم هو نهاية الخدمه بالقوات المسلحة..واتصل به محمد حسنى مبارك قائد القوات الجوية طالبا مقابلته ورجاه قبول منصب السفير..

 

وفى اليوم التالى صدرت الصحف بتعيين الجمسى رئيسا للاركان ..دون اية اشارة لمصير الشاذلى ..!!