الأقباط متحدون - جهاد النكاح فقط!
  • ٢١:٠٢
  • الاثنين , ١١ ديسمبر ٢٠١٧
English version

جهاد النكاح فقط!

مقالات مختارة | محمد أمين

٥٤: ٠٢ م +02:00 EET

الاثنين ١١ ديسمبر ٢٠١٧

محمد أمين
محمد أمين

لم نسمع كلمة عن القدس من الإخوان!

ولم تنزعج القاعدة ولا حتى داعش!

لا ندرى أين ذهبوا، أو أين تبخروا؟!

زمان كنا نسمع كلاماً من مثل «افتحوا الحدود يا عرب».. «حى على الجهاد».. الآن لا نسمع أحداً.. لم يخرج واحد فى مظاهرة.. لم يهتف أحد باسم القدس.. لأن الأوامر لم تصدر، ولا أظنها سوف تصدر.. زمان ونحن فى الجامعة كنا نسمع ضجيجاً ونشاهد مظاهرات تتحدث عن شارون السفاح وبيجين وبيريز.. ولكن بعد أن أصبح بيريز صديقاً وعزيزاً، وأصبحت تل أبيب حبيبة القلب وأولاد العم، سكت الكلام عن الجهاد!

خرج رؤساء الجامعات، أمس، فى مسيرات احتجاجية ضد قرار ترامب الغاشم.. لم نلحظ واحداً فى هذه الاحتجاجات من الإخوان.. فى جامعة الأزهر كان رئيس الجامعة الدكتور المحرصاوى يقود المظاهرات فى حرم الجامعة ضد تهويد القدس.. وفى جامعة القاهرة كان الدكتور الخشت يقود طلابه ويندد بالقرار ويصفه بأنه قرار ظالم، وسوف يسقط.. وقال إن «القدس عربية».. فأين الإخوان من هذه الاحتجاجات بالضبط؟!

والسؤال: أليست القدس عربية أيها الدواعش؟.. أليست أرض الأنبياء؟.. أليست مهد المسيح عيسى بن مريم، ومسرى النبى محمد صلى الله عليه وسلم؟.. فماذا جرى لكم؟.. أين دعوات الجهاد؟.. هل أصبح الجهاد الذى تعرفونه هو «جهاد النكاح»؟.. ألا يحرككُم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟.. ما الذى يحرككُم الآن؟.. أين أنتم؟.. أين أنتم وأين حماس وداعش؟.. هل الجهاد فقط لحرق بلادنا، وإثارة الفوضى والخراب؟!

فما علاقة القدس بالسياسة؟.. وما علاقة القدس بمشاكلكم مع زعماء الدول؟.. ألا يصدر بيان من تنظيمكم الدولى؟.. ألا تصدر كلمة واحدة فى مواقعكم وفضائياتكم؟.. هل الحكاية كلها هى مراقبة الأنظمة ماذا فعلت؟.. القدس لا تخص الأنظمة الحاكمة وحدها.. القدس قضية وطن قبل أن تكون قضية دين.. وقضية دين قبل أن تكون قضية وطن.. لا يمكن الفصل بينهما.. فكيف طاب لكم السكوت، فى وقت الكلام وزمن الجهاد؟!.

فهل تم الاتفاق بينكم وبين أطراف أمريكية وإسرائيلية ألا تتحركوا؟.. وهل تخشون أن تغضبوا أبناء العم؟.. هل نسيتم ما قاله عصام العريان عن عودة اليهود إلى مصر؟.. ألم يقل إنهم أولاد عمومتنا؟.. معناه أن زيتنا فى دقيقنا.. فهل تؤمنون بفكرة أنه «لا حدود» بين الأوطان؟.. فماذا أنتم فاعلون؟.. هل تستعدون لجمعة أخرى غير الجمعة الماضية؟.. أم أن مظاهرات «الجُمعة» كانت فقط لضرب الاستقرار فى «الوطن الكبير»؟!.

هل تنتظرون حتى تركبوا موجات الاحتجاج، كما ركبتموها فى 25 يناير 2011؟.. ماذا تفكرون؟.. وماذا تنتظرون؟.. هذا هو الجهاد الآن.. القدس تضيع.. الحدود مفتوحة لكم.. كم طلبتم فتح الحدود؟.. إلى متى تتفرجون؟.. أم إنها الخيانة؟.. أم إنها الصفقة؟.. اثبتوا أنكم تعرفون جهاداً آخر، غير جهاد النكاح!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع