الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. عودة مومياء رمسيس الاول بعد غياب 132 عاما
  • ١٠:٢٥
  • الثلاثاء , ٢٥ اكتوبر ٢٠١٦
English version

فى مثل هذا اليوم.. عودة مومياء رمسيس الاول بعد غياب 132 عاما

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢٩: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٥ اكتوبر ٢٠١٦

عودة مومياء رمسيس الاول بعد غياب 132 عاما
عودة مومياء رمسيس الاول بعد غياب 132 عاما

فى مثل هذا اليوم 24 اكتوبر 2003م..

وسط احتفالية مهيبة شهدها مطار القاهرة الدولي عادت مومياء الملك رمسيس الاول
الي ارض الوطن بعد غربة تجاوزت 130 عاما طافت خلالها بين عدد من دول العالم حتي استقر بها الحال في متحف مايكل كارلوس بمدينة اتلانتا الامريكية .

وصلت المومياء من باريس يرافقها وفد وزارة الثقافة المصرية برئاسة الدكتور زاهي حواس امين عام المجلس الاعلي للآثار المصرية ومديرة المتحف الامريكي و13 عالما أمريكيا متخصصين في علم المصريات وقد وضعت المومياء في صندوق خاص لحفظها ملفوفا بعلم مصر.

وتم انهاء اجراءات خروج المومياء بعد موافقة الاجهزة المختصة وخرجت من قرية البضائع في سيارة اسعاف متوجهة الي 'المتحف المصري'وقد استقبلت مومياء الفرعون المصري 'أول ملوك الأسرة 19' استقبالا حافلا بمطار القاهرة شارك فيه عدد كبير من مسئولي وزارة الثقافة بحضور عدد كبير من مراسلي وكالات الانباء العالمية والعربية لتسجيل هذه اللحظة التاريخية.

المومياء خرجت من مصر عام 1871م بواسطة لصوص وتجار الآثار حتي استقرت بمتحف الفن في كندا ومنه الي متحف اتلانتا حيث استقرت لمدة 4 سنوات.. ورمسيس الاول له مقبرة بديعة بوادي الملوك بالاقصر...

132 سنة من ضياع مومياء رمسيس الأول، أمكن العثور عليها في متحف صغير بالولايات المتحدة، ونظراً لأنها المومياء الفرعونية الوحيدة الموجودة خارج مصر، وافق متحف مايكل كارلوس بجامعة ايموري، في مدينة اتلانتا بولاية جورجيا، على إعادة مومياء رمسيس الأول إلى مصر، لترقد في موقع خاص أعد لها بمتحف الأقصر بالصعيد.

كانت المومياء التي تعود إلى ثلاثة آلاف سنة، سرقت في 1859، من مخبئها غرب الأقصر ووصلت إلى المتحف الأميركي من دون أربطة أو اسم يدل على صاحبها.

وفي زيارة له إلى متحف مايكل كارلوس، أكد الدكتور زاهي حواس، أمين عام الآثار المصرية، ان المومياء لواحد من الفراعنة المصريين المهمين، واستشهد بوجود خواتم ذهبية تغطي أظافر الملك. وقبل إعادتها إلى مصر في نهاية العام الحالي، نظم المتحف عرضاً خاصاً للمومياء بدأ في 26 من الشهر الماضي، ويستمر حتى سبتمبر (أيلول) المقبل. ولا تتوقف أهمية هذه المومياء على كونها لواحد من ملوك مصر القدماء، فهناك اعتقاد بأن رمسيس الأول هو فرعون موسى الذي ورد ذكره في القرآن والتوراة.

ولد رمسيس في منطقة القنطرة شرق الدلتا منذ حوالي 3 آلاف وخمسين سنة، وكان أبوه ضابطاً في الجيش بالموقع نفسه. وصار رمسيس ضابطاً مثل أبيه، أيام حكم الملك إخناتون الذي قام بثورة العمارنة الدينية. ولما مات حور محيب آخر ملوك الأسرة 18، من دون وريث شرعي، تمكن رمسيس من تكوين الأسرة التاسعة عشرة من ملوك الرعامسة. ومات رمسيس الأول في ظروف غامضة أثناء محاولة بعض القبائل البدوية في سيناء مغادرة مصر إلى فلسطين، ولم يعثر على موميائه في مقبرته بوادي الملوك. وتمكن بيتر لاكوفارا، أمين متحف مايكل كارلوس، من الكشف عن هوية المومياء المجهولة بالمتحف، وتوصل إلى أنها لرمسيس الأول الذي كون الأسرة التاسعة عشرة. وكان المتحف قد حصل على مجموعة من الآثار المصرية يبلغ عددها 145 قطعة، من متحف خاص بجنوب كندا، وصلت إليه عام 1861 عندما اشتراها ثري أميركي من تجار العاديات (الأنتيك) في مصر. وتبين وجود عشرة توابيت للدفن فيها عشر مومياءات مجهولة ضمن المجموعة، التي اشتراها متحف مايكل كارلوس مقابل مليون ونصف المليون دولار. وعلى الرغم من عرض التوابيت في المتحف الكندي لأكثر من مائة سنة، فإن أحداً لم يدرسها أو يفحص المومياءات الموجودة بداخلها، إلى أن وصلت إلى جامعة ايموري. ومما اثار اهتمام لاكوفارا هو ان المومياء المجهولة وجدت داخل تابوت يمتاز بالفخامة وإتقان الصنع وروعة النقوش. ولاحظ وضع اليدين متقاطعتين على الصدر على طريقة اوزوريس، ووجود صفائح ذهبية رقيقة تفصل بين أصابع القدمين مما يؤكد الطبيعة الملكية لصاحب المومياء، كما ادرك الخبير الأميركي وجود شبه بين ملامح هذه المومياء ومومياء الملك سيتي ابن رمسيس الأول، وهو أصلع الرأس معكوف الأنف مثل باقي الملوك الرعامسة. وتأكد بعد فحص المومياء بأشعة اكس انها تشبه مومياءات الملوك الرعامسة الذين كونوا الأسرتين 19 و20 وحكموا البلاد حوالي قرن ونصف القرن.!!

* خروج بني إسرائيل

* يحتوي جوهر القصص القرآنية (وكذلك الرواية التوراتية)، على قصة نزول قبيلة عبرية سامية إلى مصر في عهد يوسف، ثم عودتها إلى كنعان في وقت لاحق في عهد موسى.

فقد جاء بالقرآن والتوراة أن يوسف الصديق وصل إلى مصر عبداً في بيت عزيزها، الذي اشتراه بدراهم معدودة، ثم تطور به الأمر ليصبح عزيزاً في ارض مصر وأحد وزراء البلاط الملكي، كما ولد موسى في مصر وتربى في قصر الفرعون بين أحضان الملكة المصرية، ودرس حكمة المصريين وعلومهم في قصر الفرعون. وعلى الرغم من أن بعض الباحثين الحديثين ينكرون أن يكون هؤلاء الأنبياء أشخاصاً تاريخين حقيقيين، زاعمين أنها مجرد شخصيات أسطورية، فإن معاول الأثريين أخرجت لنا أخيراً العديد من الأدلة التي تؤكد تاريخية هؤلاء الأشخاص. ولأن عمليات الكشف الأثري جعلت أحداث التاريخ المصري القديم معروفة لنا في كل مراحلها حق لنا أن نتساءل: من هو فرعون موسى الذي طارد بني إسرائيل عند خروجهم؟

عندما نحاول تحديد الوقت التاريخي لخروج بني إسرائيل من مصر من واقع المصادر المصرية، تواجهنا عقبة أساسية هي التناقض الموجود في التواريخ التوراتية، ذلك أن رواية سفر الخروج تقول: «وأما إقامة بني إسرائيل التي أقاموها في مصر فكانت أربع مائة وثلاثين سنة»، اي ان المدة التي أقامها بنو إسرائيل في مصر منذ مجيء يعقوب وعائلته إلى أرض جاسان، وحتى خروج موسى وأتباعه من رعمسيس كانت 430 سنة. وإذا ما أضفنا إلى ذلك التواريخ التي وردت بسفر التكوين بخصوص يوسف، الذي قضى في السجن سنتين وانقضت مدة سبع سنوات الخير وسنتين من سنين القحط قبل وصول يعقوب إليه في مصر، لكانت المدة ما بين دخول يوسف السجن وخروج موسى هي 441 سنة.

لهذا ساد الاعتقاد بأن الخروج حصل في آخر سنة لحكم مرنبتاح، رابع ملوك الأسرة 19. وكانت المفاجأة عندما عثر الأثري البريطاني فليندرز بيتري، عام 1896، على لوحة مرنبتاح الشهيرة باسم «لوحة إسرائيل»، وهي الوثيقة المصرية الوحيدة التي جاء فيها ذكر قوم إسرائيل، وتبين أنهم كانوا موجودين في أرض كنعان عند كتابة هذه اللوحة في العام الخامس لمرنبتاح، قبل وفاته بخمس سنوات.

هنا وجد علماء المصريات أنفسهم في مشكلة، فإذا كان بنو إسرائيل موجودين في كنعان في العام الخامس لحكم مرنبتاح، فكيف يمكن القول بأن خروجهم من مصر كان في السنة العاشرة والأخيرة لحكمه؟، هذا بخلاف الفترة التي قضاها أبناء إسرائيل في التيه في سيناء قبل دخولهم كنعان ـ بحسب الرواية التوراتية ـ التي استمرت 40 سنة. ولعجزهم عن الوصول إلى حل لهذا المأزق وإصرارهم على اعتبار تواريخ التوراة هي الأساس للبحث التاريخي، غيّر الباحثون فكرتهم السابقة. فلم يعد مرنبتاح هو فرعون الخروج، بل انهم تغاضوا النظر تماماً عن وجود فرعونين في القصة ـ واحد للاضطهاد والثاني للخروج ـ كما تنازلوا كذلك عن فترة التيه وقالوا إن رمسيس الثاني، والد مرنبتاح، هو فرعون الاضطهاد والخروج معاً. ومع أن رمسيس الثاني ـ ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشرة الذي حكم مصر 67 سنة منذ 1290 ق. م ـ أصبح في حوالي الخامسة والتسعين من عمره عند نهاية حكمه ولا يمكن تصوّر كيف استطاع هذا الملك وهو في هذه السن المتقدمة أن يمتطي عجلته الحربية ويقود جيشه في مطاردة بني إسرائيل، فإن هذا الملك هو الذي وقع عليه اختيار الباحثين ليكون فرعون الخروج، التزاماً بالتواريخ التي جاءت في التوراة.

وعندما نحاول التعرف على تاريخ الخروج من مصادر التاريخ، نجد ان المصدر الأثري الوحيد على محاولة قامت بها بعض القبائل البدوية للخروج من سيناء إلى كنعان، يرجع إلى مائة سنة قبل موت رمسيس الثاني، عند نهاية حكم جده رمسيس الأول.

فهناك نقوش فوق جدران المعبد الذي شيده سيتي الأول بمعبد الكرنك، تحكي قصة قبائل بدو سيناء، التي تعرف باسم مديان في القرآن والتوراة، التي قامت بمحاولة للخروج إلى غزة، في ذات الوقت الذي مات فيه رمسيس الأول، إلا ان سيتي خليفته تمكن من هزيمتهم ومنعهم من الخروج، فعادوا إلى التيه في سيناء. فعلى الجانب الشرقي للحائط الشمالي لقاعة الأعمدة الكبيرة لآمون في معبد الكرنك، نجد مجموعتين من المناظر موزعة بشكل منظم على جانبي مدخل المعبد، تمثل حروب سيتي الأول الذي خلف رمسيس الأول على العرش. أول هذه الحروب زمنيا موجودة في السطر الأسفل للحائط الشرقي، يمثل الحرب ضد بدو سيناء (الشاسو)، فبعد خروجه على الطريق الذي يمتد بين مدينة زارو (عند القنطرة شرق) وغزة، وهو المعروف في التوراة باسم «طريق ارض الفلسطينيين»، وعبوره المحطات المائية المحصنة مندفعاً في طريق (صحراء) النقب، فرق الملك الشاسو الذين تجمعوا من حين لآخر في أعداد كافية للقائه. ويبدو أن سيتي تبع الشاسو في هذه الحملة في منطقة شمال سيناء وأدوم، التي تتضمن «مياه مريباه»، وكذلك ارض مؤاب عند الحدود بين سيناء وكنعان والأردن، قبل أن يعود لمتابعة مسيرته على طول طريق شمال سيناء بين زارو وغزة، حتى وصل إلى كنعان نفسها.

وعبر الأراضي المصرية وصل إلى مدينة اسمها «بكنعان»، التي يعتقد انها مدينة غزة. وفي منظر آخر نجد هذه الكلمات فوق الشاسو المنهزمين: «العام الأول، ملك مصر العليا ومصر السفلى، من مارع، الدمار الذي (جلبه) سيف الفرعون الجبار.. بين الشاسو المقهورين من قلعة زارو إلى بكنعان، عندما سار جلالته ضدهم مثل الأسد حاد البصر فجعلهم هياكل عظمية في وديانهم، ساقطين في دمائهم كأنهم لم يكونوا أبدا».

كان رمسيس الأول رجلاً طاعناً في السن عندما تولى العرش، ولم يطل حكمه حتى نهاية سنته الثانية، وتبعه ابنه سيتي الأول، ويبدو أن محاولة الشاسو لمغادرة مصر قد بدأت قبل وفاة والده. فعند بداية حكم سيتي جاء رسول يحمل الأخبار: «الأعداء الشاسو يدبرون للتمرد، فقد تجتمع قادة قبائلهم في مكان واحد يقع عند سفح جبل خور (بجنوب فلسطين) يقومون بأعمال شغب وضجيج». ومع أن سيتي الأول تمكن من منع الشاسو من مغادرة سيناء، نجدهم بعد أربعين سنة في كنعان بالفعل. وبدو سيناء الذين أطلق عليهم المصريون اسم «شاسو»، يعرفون في كل من التوراة والقرآن باسم «مديان»، الذين كانوا حلفاء لموسى. ويبدو بناء على ذلك، ان بني اسرائيل لم يكونوا سوى جزء صغير من تجمع للقبائل السامية، حاولت ترك مصر إلى كنعان في الوقت نفسه الذي مات فيه رمسيس الأول...!!