الأقباط متحدون - الضرب فى الـ«شفيق».. حرام..!
  • ٠٤:٣٩
  • السبت , ٩ ديسمبر ٢٠١٧
English version

الضرب فى الـ«شفيق».. حرام..!

مقالات مختارة | بقلم عبدالعظيم درويش

٠٦: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ٩ ديسمبر ٢٠١٧

عبدالعظيم درويش
عبدالعظيم درويش

عدا مناسبات نادرة ظل الفريق السابق أحمد شفيق عنواناً لـ«الهدوء والالتزام» على مدى نحو 65 شهراً كاملاً أقام خلالها فى دولة الإمارات التى اختارها طواعية وهروباً منذ إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية التى أجريت فى عام 2012 و«ابتلعها» منافسه «مندوب جماعة الإرهاب» محمد مرسى إلى القصر الجمهورى.

وفجأة وبدون مقدمات أصبح الفريق السابق عنواناً لـ«المتناقضات» منذ اللحظة الأولى التى فاجأ فيها الرأى العام المصرى باعتزامه الترشح مرة أخرى للانتخابات الرئاسية التى ستجرى العام المقبل، من خلال بيان وقع اختياره على وكالة «رويترز» لنشره وهو لا يزال على أرض الإمارات العربية بعيداً «جغرافياً» عن المواطنين الذين كان يأمل فى أن يقودهم من مقر إقامته فى القصر الجمهورى وهو ما أعتبره -على الأقل 12 مليون مواطن هم كل أصحاب الأصوات التى اختارته فى مواجهة استبن الجماعة الإرهابية- «سقطة» ليعيد صياغة المثل الشعبى الشهير «أول القصيدة..»!

بإعلانه الترشح من غير أن يكون وسط مواطنيه، أثبت الفريق السابق أنه مغرم بإدارة أموره بـ«الريموت كونترول» إذ سبق وأعلن تأسيس حزب «الحركة الوطنية المصرية» من موقع إقامته بالإمارات وأعلن ترأسه له بما بدا وكأنه يخطط لتأسيس نظام موازٍ من منفاه الاختيارى..!

المتتبع لخطوات «شفيق» يستطيع أن يرصد بسهولة محطات بارزة فى حياته العامة، فمن اختياره قائداً لسلاح الطيران بالقوات المسلحة إلى تنصيبه وزيراً للطيران المدنى ثم رئيساً للوزراء فى آخر عهد مبارك، ثم توزيعه «الشوكولا والبون بون» على الهواء من أحد البرامج التليفزيونية المسائية على معتصمى ميدان التحرير..! ثم «هروبه» من المواجهة فى برنامج مسائى آخر على التليفزيون المصرى وتقديمه استقالته بعدها مباشرة من رئاسة الوزراء، ثم خوضه الانتخابات الرئاسية وإعلان خسارته فيها، ثم فراره إلى الإمارات الذى تزامن مع اتهامه فى عدد من القضايا، بعد انتهاء الماراثون الانتخابى فى 2012، غير أنه حصل فى بعضها على البراءة، فيما حُفظ الباقى، وأبرزها القضية المعروفة إعلامياً بـ«أرض الطيارين»، التى قضت محكمة جنايات شمال القاهرة ببراءته منها فى 19 ديسمبر 2013، ليعود «شفيق» إلى القاهرة بعدها بـ4 سنوات بعد أن أثار ضجة مدوية باتهامه الإمارات بحظره من السفر وإعلان ذلك من على شاشة «القناة الإرهابية»، وهو الإعلان الذى ساق «تبريراً ساذجاً» لتفسيره بأنه جرى الاستيلاء على «بيانه» هذا الذى سجله بموبايل إحدى بناته فى الإمارات، وإن كان ثبات صورته على الفيديو وتوسطها لأبعاد ستارة الخلفية تشير إلى أن من قام بتصويره شخص محترف، وهو ما يتناقض مع الادعاء بأن التصوير جرى بكاميرا موبايل! إضافة إلى ادعائه بأنه لم يكن من المفترض إذاعة هذا الفيديو إذ إنه سجله فقط «احترازاً لما قد يحدث مستقبلاً».. هكذا قال، غير أنه لم يكشف عما كان يتوقعه من أحداث تستدعى الدفع بهذا الفيديو الذى يعد فى حقيقته «مغازلة واضحة» لجماعة الإخوان الإرهابية..!!

عودة «شفيق» إلى القاهرة جاءت بعد عام كامل من قبول محكمة جنايات شمال القاهرة الابتدائية فى العباسية تظلمه برفع اسمه من قوائم الترقب والوصول، وأمرت المحكمة مصلحة الجوازات بتنفيذ قرارها، ورفع اسم المتظلم من هذه القوائم بعد أن برأه القضاء المصرى من سلسلة طويلة من التهم ليكمل «شفيق» سلسلة تناقضاته إذ إنه من خلال برنامج «العاشرة مساء» يوم الأحد الماضى نفى أن تكون دولة الإمارات قد حظرت سفره أو تعاملت بغلظة معه بل أكد أنه وبناته كانوا يتمتعون بكرم الضيافة هناك، أو أن إحدى السلطات المصرية قد احتجزته أو اختطفته عند عودته إلى القاهرة مثلما ادعى بعض من مريديه وأنصاره إلى جانب رموز الجماعة الإرهابية طبعاً، التى رأت فيما قاله «شفيق» فرصة لتوجيه انتقادات حادة للدولة المصرية بهدف إسقاطها..!

على كل حال فإن «شفيق» أصبح يتمتع بكامل حقوقه القانونية والدستورية كأى مواطن مصرى عادى، بدليل دخوله إلى بلده دون عوائق أو إلقاء القبض عليه، ورفع اسمه من قوائم ترقب الوصول، ما يعنى إمكان ترشحه للرئاسة والسفر داخل مصر بشكل طبيعى وفق ما يقضى به الدستور.

وعلى الرغم من أن القاعدة القانونية تؤكد أن «المتهم برىء حتى تثبت إدانته»، فإنه بالنسبة لمن يطمح إلى أو يطمع فى أى منصب رفيع فإن هذه القاعدة تتحول لتصبح «البرىء يظل متهماً» إذ لا يصح أن تحوم الشبهات حول أى صاحب قرار مهما يكن مستواه فما بالك بمنصب رئيس الجمهورية.

واقع الحال يؤكد أن صورة «شفيق» قد اهتزت بالفعل وظهر وكأن يده امتدت لتكتب نهايته بسبب تناقضاته فى نظر مريديه الذين تجاوزت أعدادهم أكثر من 12 مليون مواطن فى انتخابات 2012، لا لشىء سوى لأنه قد خاضها فى مواجهة «استبن جماعة الإرهاب»، وبالتالى فإن خطواته «الطائشة» قد قلصت بالفعل هذه الجماهيرية.. وأنه إذا كان لا يزال مصراً على الترشح للمنصب الرفيع -وأتمنى أن يكون مصراً ليعرف حجم جماهيريته الفعلية- فإن عليه أن يترجل من على «حصان الحلاوة» الذى وصل مصادفة إلى مصر وهو يمتطيه خلال الاحتفالات بـ«المولد النبوى الشريف»، وأن يستغنى عن عادته الدائمة بأن يدير ظهره عند أى مواجهة دون أن يأبه لشىء أو لشخص سوى ما يراه فى المرآة‏ بعد أن يشرب «بيريل» و«ى س ت ر ج ل» ويصبح قادراً على المواجهة.. بدلاً من «ريد بول الذى يعطيه جوانح فيطير» بلا عودة ولا أمل فى أى منصب، حتى لو كان عضواً بـ«مجلس آباء مدرسة أحفاده»..!!
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع