الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم..وفاة الزعيم الوطني السوري إبراهيم هنانو
  • ١٥:٥٦
  • الثلاثاء , ٢١ نوفمبر ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم..وفاة الزعيم الوطني السوري إبراهيم هنانو

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٧: ٠٨ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٧

الزعيم الوطني السوري إبراهيم هنانو
الزعيم الوطني السوري إبراهيم هنانو

فى مثل هذا اليوم 21نوفمبر 1935م

"إبراهيم بن سليمان بن أغا هنانو" المعروف بـ"إبراهيم هنانو". قاد حركة الجهاد الثورية ضد المحتل الفرنسي بعد معركة "ميسلون"، ولد في حلب 1869م، وتلقى تعليمه في تركيا، وعمل في الوظائف الإدارية بسوريا، وبعد محاكمته تحول من العمل الثوري إلى العمل السياسي..
إبراهيم بن سليمان آغا بن محمد هنانو، (1286 هـ/1869م - 24 شعبان 1354 هـ/21 نوفمبر 1935م) زعيم سوري، قاوم الغزو الفرنسي. قاد الجيش السوري في معركة ميسلون.

ولد إبراهيم هنانو في بلد "كفر تخاريم" غربي مدينة حلب في سوريا. نشأ في أسرة كردية غنية، حيث كان والده سليمان آغا أحد أكبر أثرياء مدينة حلب، و والدته كريمة الحاج علي الصرما من أعيان كفر تخاريم؛ أتم الدراسة الابتدائية في كفر تخاريم، ثم إنتقل إلى حلب حيث أتم دراسته الثانوية. قام أبراهيم بأخذ أربعة آلاف ليرة ذهبية من والده بدون علمه ليدرس بالجامعة السلطانية في الآستانة، حيث كان والده يرفض سفره إلى الآستانة،و عاد إلى أهله بعد أربعة سنين ثم غادر مرة ثانية إلى استانبول لينهي دراسة الحقوق بعد ثلاث سنين أخرى.

أثناء عمله في اسطنبول، حيث تزوج أثناء بفتاة من أرضروم، و رزق وقتها بإبنته نباهت، و بعد ولادتها باثنتي عشرة سنة رزق بإبنه طارق، و توفيت زوجته بعد ولادة إبنه بخمسة عشر يوما.

بعد إنهاء دراسته عين مديرا للناحية في ضواحي استانبول لمدة ثلاث سنوات، حيث تزوج. بعد إنقضاء هذه المدة تم تعينه قائم مقام بنواحي أرضروم ليبقي فيها أربع سنوات، ثم ليتم تعينه بعدها قاضي تحقيق في كفر تخاريم، حيث بقي فيها ما يقارب الثلاث سنوات.

انتخب عضوا في مجلس إدارة حلب لمدة أربع سنوات، و عين بعدها رئيسا لديوان الولاية لمدة سنتين و ذلك عند رشيد طليع والي حلب، و الذي شجعه على الثورة في الشمال بالتنسيق مع الملك فيصل. و تم إنتخابه ممثلا لمدينة حلب في المؤتمر السوري الأول في دمشق في دورة ( 1919 - 1920 )

مقاومة الإحتلال

تم عقد اجتماع في منزل قائم مقام ادلب عمر زكي الأفيوني نهاية عام 1919 برئاسة هنانو، ضم الإجتماع كبار و وجهاء ادلب والمناطق المجاورة لها ، وعدد من الوطنيين من انطاكيا و الحفة و اللاذقية، لتنظيم شؤون الثورة، و تم الإتفاق على اختيار هنانو لتأليف قوات عربية على شكل عصابات من المجاهدين لمشاغلة الفرنسين الذين إحتلو مدينة انطاكية و التي كانت تحت سيطرة عزة هنانو أخ إبراهيم، و الذي إضطر لتسليم المدينة بناء على أوامر الحكومة العربية في سوريا.

قام هنانو بجمع أثاث بيته وأحرقه معلنا بداية الثورة وقال جملته المشهورة : لا أريدأثاثاً في بلد مستعمر ، و كان أول صدام مسلح بين الثوار و القوات الفرنسية في 23 أكتوبر 1919، حيث إستمر القتال لقرابة السبع ساعات. و أقام هنانو محكمة للثورة لكل من يتعامل مع فرنسا أو يسيء للثورة.

قامت فرق المجاهدين التابعة له،بإزعاج الفرنسين محققة نجاحات ضخمة، فذاع صيت هنانو وكثر مريديه، بل حتى ان إبنته طلبت خمسة رؤوس لجنود فرنسيين كمهر لها.

قام الأمير فيصل بالتوقيع على معاهدة الانتداب مع فرنسا في عام 1920، الأمر الذي رفضه الكثير من السوريون، حيث تصادم مع عبد الرحمن الشهبندر قائلا أنا من سلالة النبي، فرد الشهبندر: وأنا إبن هذا البلد، و أرفض كل وصاية. وأطالب بتشكيل حكومة قومية ثورية. إلا أن محمد كرد علي ساند الأمير، و إندلع الخلاف بين السوريون.

أصبح وضعه بعد فترة صعبا بسبب حاجته الماسة للسلاح و العتاد، فقد كان الضغط الفرنسي كبيرا، فإضظر إلى الإستعانة بأصدقائه في تركيا لطلب العون. مما أمن له سلاحا و ذخيرة كانت كافية لإلحاق أضرار فادحة بالفرنسيين في جميع المواجهات، سواء من ناحية الأفراد أو العتاد. و يبلغ عدد المواجهات بين الطرفين الاتي قادها بنفسه سبع و عشرون معركة. بل أنه في معركة مزرعة السيجري، إستطاع أسر جنود فرنسيين. و قام بإسترداد مناطق واسعة من السيطرة الفرنسية منها منطقته التي ولد بها كفر تخاريم.

قام الفرنسيون على إثر ذلك بدخول دمشق و من ثم حلب لقمع الثورة، ولجأ هنانو و قواته إلى جبل الزاوية؛ ضمن المنطقة الحصورة بين حماة و حلب و إدلب، فقام الكثير بلإنضمام إلبه هنالك مما سمح له بإنشاء قاعدة عسكرية و لتصبح المنطقة مقرا له. أطلق عليه أتباعه لقب المتوكل على الله بسبب قوله توكلنا على الله كلما ذهب مع قواته للإغارة على الفرنسيين.

قام بعدها بنقل منطقة قيادته إلى جبل الأربعين و ازداد عدد أتباعه بسرعة بعد انتصاراته على الفرنسيين، فقام هنانو بإعلان دولة حلب و إقامة حكومة مستقلة بإدارته. على إثر ذلك بدأت مفاوضات بينه و بين الفرنسيين ممثلة بكل من الكولونيل فوان و الجنرال غوبو، وإشترط هنانو للبدء بالمفاوضات إيقاف تحرك القوات الفرنسية.

قام مصطفى كمال أتاتورك بتوقيع إتفاقية مع فرنسا، وأوقف معونته للثوار السوريين مما أدى إلى إضعاف موقف هنانو في المفاوضات. وأصر الفرنسيون على أن تصبح الدولة التي يطالب بها في المناطق التي تخضع لثورته (إدلب - حارم - جسر الشغور - أنطاكية)، مكبلة بقيود عسكرية مع الفرنسيون. الأمر الذي رفضه هنانو، ورأى به إتفاقا مذلا. و إتضح له لاحقا أن فرنسا تجمع قواتها كلها إلى الساحل السوري. ولهذا كانت تفاوض هنانو لإلهائه فقد قام گورو بجمع 100,000 جندي على الساحل السوري.

اتصالاته مع لينين

جاء في كتاب يوسف إبراهيم يزبك في كتابه أول نوار ـ ذكريات وتاريخ نصوص: « أخبرني الزعيم إبراهيم هنانو في إحدى الليالي اصطيافه ببحمدون أن لينين أوفد إليه ضابطا من القفقاس عرف هنانو قبل بضع سنوات وعمل معه في خدمة الحكومة العثمانية في ولاية حلب . وكان الضابط يحمل رسالة مكتوبة بالتركية يعرض فيها مساعدة الثورة السورية التي حمل سلاحها إبراهيم هنانو وإخوانه فلاحو جبل سمعان على الاحتلال الفرنسي بعد نكبة ميسلون . وسالت الزعيم هنانو عن مصير الرسالة ، فأجاب أبو طارق رحمه الله : " إنها عدة رسائل وليست واحدة ، تبودلت بيني وبين بطل البولشفيك لأجل إشعال نيران الثورات على الفرنسيين والإنجليز في تركية وسورية والعراق وفلسطين ومصر . وكان لينين مخلصا فيما عرضه علي ولكنه أراد أن تكون الثورات من الشعوب الإسلامية».

الأوضاع السياسية

قام غورو بتقديم إنذار تضمن عدة شروط منها: تسليم خط رياق، حلب، و حل الجيش السوري، و قبول الانتداب الفرنسي. كما إشترط قبول العملة الورقية الفرنسية، و طالب بتغير الحكومة. فقام الملك فيصل بقبول الإنذار، وأرسل برقية لغورو يعلمه بذلك. إلا أن العسكريون رفضوا الإنذار. و قام يوسف العظمة بتقسم سوريا إلى عدة جبهات للتحضير لقتال الفرنسيين. قام بعد ذلك الملك فيصل بتكيلف ياسين الهاشمي بتشكيل حكومة جديدة. مما أدى إلى خروج السكان في مظاهرات ومهاجمة القلعة (مقر الملك) مطالبين بتسليحهم، لكن الحرس الملكي يقتل منهم ما يقارب الـ 200 شخص. و لينسحب يوسف العظمة من المؤتمر الوطني.

قام الفرنسيون بعد معركة ميسلون بتقسيم سوريا إلى خمس دول. وضعت صبحي الحديدي رئيساً لدولة حلب، بدلا من هنانو، الذي حاول إحتلال دولة حلب بدون فائدة.

الأسر

حكم على هنانو أربع أحكام غيابية بالإعدام من قبل محكمة الجنايات العسكرية الفرنسية، ومع سيطرة الفرنسيون على الطرق، ونقص الدعم العسكري لهنانو، إضطر في يوليو 1921 إلى مغادرة معاقله إلى الجنوب حيث حاول التفاوض مع الشريف عبداالله. في الطريق إلى شرق الأردن تعرض لكمين قرب جبل الشعر بالقرب من حماة في 16 يوليو 1921م، في معركة مكسر الحصان حيث فقد معظم من كان معه. و إستطاع هو النجاة بنفسه. و تم القضاء على ثورته.

تطلعات هنانو السياسية لم تكن ملائمة للشريف عبدالله و لم يتم اللقاء بينهما، فأكمل هنانو طريقه إلى القدس حيث قبض عليه الإنجليز في 13 أغسطس 1921م وسلموه إلى الفرنسيين.

محاكمة هنانو

وبعد القبض علي هنانو قدم إلى محكمة الجنايات العسكرية الفرنسية بتهمة الإخلال بالأمن و القيام بأعمال إجرامية، وعقدت المحاكمة أول جلساتها في (16 رجب 1340 هـ = 15 مارس 1922 م) في ظل إجراءات أمن مشددة، وترافع فتح الله الصقال أبرز محامي حلب للدافع عن هنانو. حيث أظهر ان التهمة باطلة كون هنانو خصم سياسي وليس مجرما، بدليل أن الفرنسيين قبلوا بالتفاوض معه مرتين ووقعوا معه هدنة.

في 25 مارس 1922م طالب النائب العام الفرنسي المحكمة بإعدامه قائلا " لو أن لهنانو سبعة رؤوس لطلبت قطعها جميعاً"· لكن القاضي الفرنسي أطلق سراح هنانو معتبراً ثورته ثورة سياسية مشروعة، معلنا إستقلالية السلطة القضائية الفرنسية عن السلطة العسكرية.

بعد إنتهاء المحاكمة وإطلاق سراح هنانو حاول الصقال أن يُدخل هنانو لشكر رئيس المحكمة على حكم البراءة، فإعتذر الرئيس عن إستقبال هنانو في مكتبه قائلا: أنا لا أصافح رجلاً تلوثت يداه بدماء الفرنسـيين، عند الحكم كنت على منصة القضاء، أما الأن فأنا مواطن فرنسي.

مرحلة السياسة

كان هنانو أحد أعضاء الكتلة الوطنية، و تولى زعامة الحركة الوطنية في شمال سورية. في عام 1928 تم تعينه رئيسا للجنة الدستور في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور السوري، إلا أن المفوض السامي الفرنسي سعى إلى تعطيل الجمعية التأسيسية والدستور مما أدى إلى خروج مظاهرات تطالب بتنفيذ بنود الدستور. و في عام 1932 وفي مؤتمر الكتلة الوطنية انتخب إبراهيم هنانو زعيما للكتلة الوطنية. و في عام 1933 لعب دورا في إستقالة حكومة حقي العظم، بسبب نيتها الموافقة على المعاهدة الفرنسية.

محاولة إغتياله

في ايلول 1933م قام شخص يدعى نيازي الكوسى، باطلاق النار على هنانو في أثناء وجوده في قريته إلا أن الرصاص أصاب قدمه، وتم القبض على الكوسى في انطاكية، وحكم بالسجن عشر سنوات، إلا أن المفوض السامي الفرنسي أصدر عفوا خاصا بحق الكوسى مما دفع الجميع للإعتقاد بعلاقة الفرنسيين بحادثة الإغتيال.

وفاته

بسبب تحركاته الكثيرة بين الجبال بدون ملجئ أو حماية من الجو أصيب هنانو بالسل، و أصبح مرضه مزمنا، و توفي بسببه في يوم الخميس الموافق 21 نوفمبر 1935م، و صلي عليه في الجامع الاموي بحلب...!!