الأقباط متحدون - من هؤلاء الذين يسوقوننا إلى المذبح؟!
  • ٢١:٠٣
  • الجمعة , ١٠ نوفمبر ٢٠١٧
English version

من هؤلاء الذين يسوقوننا إلى المذبح؟!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٤٣: ٠٧ م +02:00 EET

الجمعة ١٠ نوفمبر ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

ناقص يصلبوه، بعد أن استباح «المحتسبون الجدد» سمعة الدكتور خالد منتصر على منابر فضائية مسموعة، أسرعوا إلى الإبلاغ عنه زورا وبهتانا ليحاكموه قضائيا، فعلوها سابقا، وأرهبوا المفكرين، وأهدروا دم المغدورين، وفرقوا بين المرء وزوجه فى المضاجع، لا يطيقون تفكيرا، يتلمظون تكفيرا.

عجبا ركبوا المنابر الفضائية بعد أن أنزلهم وزير الأوقاف الشجاع عن المنابر المسجدية، فطاحوا فى الخلق باتهامات كالحيات تسعى، يتقفون صفحات المفكرين والأدباء والفنانين تقفيا محموما، ويجيشون، فى قلوبهم مرض من الفنون جميعا!.

ماكينة التكفير العقورة لها صرير يصم الآذان، البعض يخشى منهم، وهم لا يختشون، من هؤلاء الذين يسوقوننا إلى المذبح؟ من أين لهؤلاء هذه السطوة على العقول؟ إلى متى نظل أسرى مقيدين أمام تفحش «المحتسبين الجدد»؟ يتوعدوننا، محملين بروح تكفيرية عاتية، تعجب الذى فى قلبه مرض.

لعنة التكفير أصابت العصب المصرى منذ زمن بعيد، وتمكنت من العقل الجمعى. التكفير صار أقرب إلينا من حبل الوريد، نسبح عراة فى بحيرة التكفير، ونجدف بما أوتينا من عزيمة للإفلات من تماسيح التكفير ترقد ممدة تنتظر فريستها منهكة، التكفير صار (لبانة) فى الأفواه، يمضغونها، ثم يبصقونها فى وجوه الذين أبدعوا، وقالوا إنا مفكرون.

العاجل إيقاف ماكينة التكفير الفضائية قبل أن تجز مزيدا من الرقاب، فليهب المثقفون دفاعا عن حق مشروع فى التفكير، لا تتركوا الساحة أمامهم خالية للتكفير، لا تخشوهم، إنهم لا يختشون، قضية خالد منتصر نموذج ومثال لما ينتظرنا على أيدى هؤلاء المحتسبين الجدد، الحرية تستحق، والإبداع الحر حق مستحق، حرية الإبداع من حقوق الإنسان.

خلصنا من مكفراتية المساجد احتل منصة «الحسبة» شيوخ الفضائيات، المحتسبون الجدد ظهروا مجددا، أخشى تماماً، خطير جداً تفشى حالة المطاردة العقورة التى تعد الأنفاس فى الصدور، هذه الكائنات الفضائية التى تنوح على الفضيلة، ويتسمون زورا وبهتانا «أصحاب الفضيلة»، تضع المبدعين فى قفص الاتهام ابتداء، ويطرحونهم كاللحم المكشوف على قارعة الطريق ليرجمهم بعض السيارة بالكفر والعياذ بالله.

المحتسبون الجدد يستحلون عقول البسطاء، يرموننا بكل نقيصة، يحرضون علينا، يتهموننا بما ليس فينا، يستغلون عاطفة البسطاء بثنائية الحلال والحرام، خلاصته يهدرون دماءنا على قارعة الطريق، ويفسحون المجال واسعا أمام المتهوسين لسفك الدماء بسيف تغيير المنكر.

مهنته وأكل عيشه التكفير، اللوم على من فتح الشباك لينفذ منه المكفراتى ليكفر الآمنين، البرامج التكفيرية فى الفضائيات الشعبية خطر داهم، خطير التكفير الفضائى، يشير تشييرا، حية تسعى بين الناس، لسنا معصومين ولا نطلب عصمة، وليس هناك من هو فوق النقد، فارق كبير بين جرح الحديث وذبح المحدث، المجتمع الصحيح يقتات الحوار ليس الخوار، الحوار من سمات الإنسان السوى، والخوار من فعل من لا يحسنون الحوار.

صمت الدولة لم يعد مستساغا، عندما ترى الدولة محرضا على الدماء، فلتقل له قف مكانك.. من أنت؟ من ولّاك عليهم؟ من نصبك قيما على الإبداع؟!، يستعيذون بالله إذا مس أحدنا طرف جلباب شيخ من شيوخهم، ولكنهم يستحلون دماءنا مبسملين محوقلين.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع