الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم..وفاة الزعيم الوطني مصطفى كامل
  • ٠٠:١٢
  • الجمعة , ١٠ نوفمبر ٢٠١٧
English version

في مثل هذا اليوم..وفاة الزعيم الوطني مصطفى كامل

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٠٨: ١٠ ص +02:00 EET

الجمعة ١٠ نوفمبر ٢٠١٧

الزعيم الوطني مصطفى كامل
الزعيم الوطني مصطفى كامل

 فى مثل هذا اليوم 10 نوفمبر 1908م..

سامح جميل
(ولد عام 1874) جاهد من أجل تحرير مصر من الاحتلال الإنكليزي. أسس الحزب الوطني في مصر عام 1906، وأشرف على عملية تأسيس الجامعة المصرية (جامعة القاهرة)، سعى إلى تنوير الرأي العام في بلاده، وإحياء الشعور الوطني، ونقل قضية الاستقلال إلى وعي وأذهان الشعب وهيئات كانت خامدة، وقام بتأسيس الجمعيات الأدبية والكتابة في جريدة الأهرام، والمؤيد، كما استطاع طرح مطالب مصر في الاستقلال على الرأي العام في أوروبا كلها، وتصدى لتأليف المحكمة الخصوصية بأغلبية من الإنكليز، فطاف في سبيل ذلك أغلب أقاليم مصر للتعريف بقضيته لدى الأعيان.
 
وقد تجلى موقفه الوطني خلال مجزرة قرية "دنشواي" وتنفيذ حكم الإعدام بفلاحي تلك القرية الصغيرة من قرى المنوفية، حيث وقعت ملحمة زعزعت الوجود الاحتلالي الإنجليزي لمصر، بعد نحو ربع قرن من نزوله إلى البلاد (1882 ـ 1906) وهي الحادثة التي دارت رحاها بالقرب من أبراج حمام القرية، حيث تجاهل الضباط الإنجليز تحذيرات الفلاحين من أهالي القرية من مخاطر صيد الحمام في هذه المنطقة، وكانت النتيجة إصابة إحدى الفلاحات، فظن أهل القرية أنها قتلت فهاجموا الضباط الإنجليز وهم: الميجر باين كوفن قومندان الكتيبة، والكابتن بول، والملازمان بورتر وسمستيك، والطبيب البيطري بوستك وحاول شيخ الخفراء والخفراء تخليصهم منهم، لكن ثورة الأهالي كانت أقوى، فحاول الضابط إطلاق بعض الأعيرة النارية لإرهاب الأهالي وإبعادهم، فزاد هياجهم وزادوا هجوما على الضابط ضربا بالعصي والأحجار، وحاول الكابتن بول الذي أصيب بشج في رأسه أن يفر هو وبوستك من المكان فقطع مسافة طويلة حوالي ثمانية أميال تحت حرارة الشمس، فلم يكد بول يصل إلى باب سوق قرية سرسنا، حتى سقط من الإعياء وضربة الشمس ومات بعد ذلك، أما الطبيب بوستك فقد عبر ترعة الباجورية سباحة، ووصل إلى المعسكر، حيث أبلغهم بالحادث، فهب من كانوا بالمعسكر، متوجهين إلى سرسنا ظنا منهم أنها دنشواي، وهناك وجدوا الضابط بول مسجى وبجواره أحد الفلاحين يسقيه مساء وهو (سيد أحمد سعيد) فظنوا أنه المعتدي فقتلوه ضربا ووخزا بالبنادق، وعرف بشهيد سرسنا.
 
وسرعان ما انعقدت المحكمة بسراي المديرية بشبين الكوم، وأصدرت أحكامها يوم 27 حزيران (يونيو) العام 1906 في الوقت الذي كانت فيه المشانق معدة، واستكمالا لفصول هذه الملحمة كانت إجراءات التنفيذ إرهابية وأمام الأهالي الذين جمعتهم السلطات لتبث في نفوسهم الرعب، وبنفس الطريقة التي وقع فيه الحادث، كان الجلد يتم مناوبة مع عمليات شنق المحكوم عليهم بالإعدام.
 
وكان المنظر أقسى من الوصف، واهتزت له الدوائر السياسية في مصر والخارج ونجحت الحركة الوطنية المصرية، تمثلها صحيفة "اللواء" برئاسة مصطفى كامل أن تنشر الخبر على العالم، وتثير الرأي العام حتى وصل الأمر إلى دوائر الحكومة البريطانية ومجلس العموم في لندن، مما نتج عنه إنهاء عمل كرومر ممثل الاحتلال في مصر، وإعادة الحكومة البريطانية النظر في سياستها مع المصريين وظهور الروح القومية والوطنية، التي نضجت لتدخل في ثورة شعبية جارفة العام 1919. ..!!