الأقباط متحدون - تعرف علي حيلة عمر الشريف للفوز ببطولة صراع في الوادي
  • ١٧:٢٤
  • الأحد , ٥ نوفمبر ٢٠١٧
English version

تعرف علي حيلة عمر الشريف للفوز ببطولة صراع في الوادي

محرر الأقباط متحدون

فن

٥٣: ٠٨ م +02:00 EET

الأحد ٥ نوفمبر ٢٠١٧

فيلم صراع في الوادي
فيلم صراع في الوادي

 كتب : محرر الأقباط متحدون
نقلت إيلاف مقتطفات  من مسيرة الفنان العالمي الراحل عمر الشريف من خلال استعراض من سيرته الذاتية التي كتبتها الصحفية الفرنسية ماري تيريز جينتشار
والتي نُشِرَت تحت عنوان "الرجل الخالد" في منتصف العام 1975، حيث تحدث بصراحة عن أمور كثيرة في حياته

بداية العمل

وقال عمر الشريف أقنعت أبي بأني لم أخلق للتجارة كان علي أن ابدأ عملي بالبيع بالخسارة وكان الأمر بسيطاً للغاية. القاعدة قلبتها وعكستها. ما كنت أشتريه بعشر قروش كنت أبيعه بتسعة تارةً متعللاً بأن العميل شكا من مرض زوجته المكلف وتارةً أخرى معتذراً بأن له إبنة عاجزة أو حماة مقعدة. أمي كانت تصيح بي "حذار فهم يخدعونك بقصص وهمية" وكنت أتكتمها في أعماقي ولا أقول لها إنما أنا هو الذي يخدع.

ولم أكتفِ بهذا، بل كنت أبيع للمحتاج بالأجل أو بالدين وحاولت أن أبرر موقفي لأبي فقلت له أن الأغنياء من التجار لا يحتاجون البيع الآجل بل هو ضرورة للفقراء، واستمرت المهزلة عامين ولعل ظروف ثورة جمال عبد الناصر جاءت العامل المساعدة لأن يقول لي ابي تلك العبارة التي توقعت أن يتفوه بها مرارا "حسنا إفعل ما شئت وما شاءت الأقدار"

إلى إسبانيا
وكان من الصعب على أبي وأمي وقد تقدمت بهما السن أن يبقيا في القاهرة بعيداً عن ولديهما. لذا اتخذت في العام 1965 قراراً بأن انقل مقرهما إلى مدريد ليكونا على مقربة من أختي فمقرها هي ثابت مستقر، أما أنا فدائم التنقل بحكم مقتضيات العمل.

وفي المدينة الاسبانية الكبرى عاد والدي إلى دنياه الحبيبة إلى الأخشاب، وافتتح فعلا متجراً كبيراً يصادف كل نجاح ورواج. وكان راضٍ وسعيد. أما أمي فلا أشك بأنها وجدت من الصديقات والأصدقاء من يكمل معها شلة اللعب.

نادية ذو الفقار ابنة زوجتي فاتن حمامة في هذه الفترة كانت تدرس في سويسرا وكذلك طارق نجلنا والدارسة في ذلك البلد الأوروبي المحايد كانت شديدة الغلاء ومكلفة جداً. لذا كانت أعبائي المالية من الكبر بحيث كنت اضطر أحياناً إلى قبول فيلم ما كنت لأرضى عن دوري فيه لولا الحاجة إلى المال. وهذا لا يعني أنها كانت أفلاماً رديئة أو سيئة وإنما لنقل أنها لم تكن ملائمة لي تماماً. أما اليوم وأنا أتجول في أرجاء شقتي الباريسية المطلة علي تلك الغابة الخضراء المحيطة كالسوار الرباني بالجانب الشرقي من العاصمة، إنما أشعر أني نمر وحيد في قفص ضخم. وهذا الشعور يجعلني أحن إلى حياة الأسرة والعيش وسط عائلة أنا ربها. لقد كانت شقتي خالية أوشبه خالية. لقد انتهت أعمال الديكور بها أما الأثاث ذاته فلا زال ناقصاً، أو لعلها بلا أثاث، إذا ما استثنينا حجرة نومي والحمام الملحق بها وهي المساحة الأقل التي يمكن أن اعتبرها قد اكتملت.

كنت في العشرين من عمري عندما التقيت بفاتن حمامة للمرةِ الأولى. ذلك اللقاء الذي قدر له أن يكون منعطفاً هاماً في طريق حياتي سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد المهني. لقاؤنا تم بتدبير من يوسف شاهين ويوسف صديق من أصدقاء الطفولة. جمعتنا معاً مقاعد المدارس الإنجليزية قبل أن تتشعب بنا الطرق فيسافر هو إلى أميركا لدراسة الإخراج وأبقى أنا علي أرض الوطن أزرع شتلات البكور في أرض الفن بالقيام بأدوار البطولة في مسرحيات تقدم ضمن إطار الهواية المدرسية. ولقد عدنا إلى الاجتماع بعد أن انتهي يوسف من دراسته وبدأ يمارس الإخراج فعلاً في مصر. لقد كان صديق الأمس البعيد يستعد ليقدم للشاشة فيلمه الرابع عندما عرض علي أن يجري لي اختياراً سينمائياً. فنزلت عند رغبته ووقفت أمام الكامير لأول مرة.

كان الفيلم الذي يستعد له يوسف بعنوان "صراع في الوادي" وكانت بطلته فاتن حمامة. ولم تكن هناك من عقبة أمامه. ولقد رضي تماماً عن الاختبار ولم يبقَ إلا أن توافق البطلة الكبيرة. ولقد دعتنا فاتن حمامة لتناول فنجان قهوة في بيتها، وكانت نقطة البداية أن تشاهد نموذجاً من أدائي التمثيلي.

وأعترف هنا بأني خدعت فاتن في ذلك اللقاء وحده. ولقد اخترت مشهداً من مسرحية هاملت لشكسبير لأني كنت أعرف تماماً أنها لم تفهم كلمة واحدة من الحوار، وأن محاولتها متابعته قد تصرفها عن التدقيق في أدائي. وفعلا راحت فاتن تتابع تمثيلي وهي تتظاهر بالاهتمام ثم أبدت موافقتها ففزت بالبطولة.

الكلمات المتعلقة