الأقباط متحدون - اتركوا الشيخ يونس يغنى
  • ١٧:٤٦
  • الثلاثاء , ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧
English version

اتركوا الشيخ يونس يغنى

مقالات مختارة | حمدي رزق

٣٠: ٠٨ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧

الشيخ إيهاب يونس
الشيخ إيهاب يونس

باحترام بالغ وتسليم علَّق الشيخ إيهاب يونس على قرار وزير الأوقاف بوقفه عن الإمامة والخطابة وإلقاء الدروس الدينية، قائلاً: «أحترم قرار السيد وزير الأوقاف بإيقافى عن الخطابة والإمامة، وأنتظر بتمام الصبر والرضا بأمر الله كلمة القانون فى أمرى، والحمد لله على كل حال».

هل ينظر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بعين بصيرة إلى حالة الشيخ يونس، ويُقدِّر الواقعة بقدرها، ولا يترك مصيره ومستقبله عرضة لمسرور السياف فى وزارة الأوقاف، متلمظ لقطع الرقاب. نعم الشيخ يونس غنَّى لأم كلثوم، هل الغناء جريمة؟، هل حرم الغناء على الشيوخ؟، هل الغناء بالزى الأزهرى أثار حفيظتكم؟!.

الشيخ يونس لم يخالف صحيح الدين، ولم يبتدع، ولم يُفْتِ بما ليس له به علم، ولم يحلل شيئاً مما حرَّم الله، أو حرَّم شيئاً مما أباح، ولم يفارق الجماعة، ولم يناصر إخوان الشيطان، ولم يمارس السياسة، خلاصته لم يدعُ إلى دين جديد بالغناء.

فقط غنَّى لأم كلثوم أغنية «لسه فاكر» مرتدياً زيه الأزهرى، وهل بلغنا عصراً يحرم فيه الغناء على الشيوخ، أليسوا بشراً أسوياء، وأصحاب ذائقة، الله يرحم طيب الذكر الشيخ زكريا أحمد، لو عاش بيننا لسلبوه لقبه، إذا رأيتم الشيخ يغنى اقْتُلُوه أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً!.

خطأ يغتفر ويلفت نظره، وكفى الشيخ ما عاناه من تلويم وتسخيف وتجريس، حملة ضارية بلغت حدود الشتم واللعان والإساءة إلى والديه الذين أحسنوا تربيته وحفظوه القرآن الكريم، وربوه على احترام الفنون، وتذوق الأصوات الجميلة، لكن بين ظهرانينا أهل قبح وجلافة!.

من بيان الشيخ يونس تتضح الصورة جلية أمام الوزير: «أول من نشر الفيديو الصفحة المسماة (مكتب حراك مصر) الإخوانية، التى قامت بدورها المعتاد من إشعال الفتنة وتكدير الصفو العام». الإخوان يشيرون الفيديو ليس حباً فى الأزهر ولكن مكايدة فى وزارة الأوقاف، وبينهم وبين دعاة الأوقاف تار بايت، لم يرهنوا المساجد لدعوتهم، ولم يفسحوا لهم فرجة ينفذون منها إلى المصلين.

فرصة وسنحت للإخوان أن ينهشوا جسد المؤسسة الدينية المتصدية لإجرامهم، المطالبات العقورة بشلح الشيخ يونس فقط لأنه غنى «لسه فاكر» لا تدفع الوزير لذبحه، والشيخ يونس مُقِرٌّ بخطئه، ولم يكابر ولم يعاند، ورغم أن ما وقع منه غناء مستحب عند ذوى الفطرة السليمة، فإن الشيخ وجَّه على صفحته على الفيس بوك اعتذاراً، ونتمنى القبول، قائلاً: «وأما عن خطئى؛ فهو أن حمَّلت الزى الأزهرى بتصرفى الإنسانى البسيط، وهو زى يجب احترامه وتقديره، وهو شرف لى ولكل من ينتسب إلى الأزهر الشريف، الذى هو مَنشئى وبيتى ومأواى؛ فأنا أبرأ إلى الله من كل اتهام لى بعدم الحرص على مكانه ومكانته، والله تعالى أعلم بالنوايا وهو المطلع على القلوب».

فضيلة الدكتور الوزير، يسيئنا تماماً أن يعاقب شيخ على غناء لم يداخله خلاعة، الشيخ يونس يغنى لكوكب الشرق، وما أدراك ما كوكب الشرق ورقيها؟!، الشيخ يونس تغنَّى بأغنية «لسه فاكر»، رائع الشيخ يونس فى الأداء الراقى، غير موقن لو تغنَّى الشيخ يونس مثلاً بـ«القلب يعشق كل جميل»، هل يختلف الأمر كثيراً.. وفى الأخير يبقى الغناء، وأعطنى الناى وغنِّ فالغنا سر الخلود/ وأنين الناى يبقى بعد أن يفنى الوجود.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع