الأقباط متحدون - أنتخة العيد
  • ٠٣:٠٨
  • الخميس , ٣١ اغسطس ٢٠١٧
English version

أنتخة العيد

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٤: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ٣١ اغسطس ٢٠١٧

ارشيفية
ارشيفية
د. مينا ملاك عازر
 
أكتب هذه السطور وثمة أمل قوي يملأ قلبي، أن يفشل أعداء الوطن في مخططهم المعتاد في إفساد فرحتنا في كل مناسبة دينية أو وطنية، فقد اعتادوا منذ حادث تفجيرالبطرسية الأليم أن يفعلوا أفعالهم المشينة والمؤلمة متزامنة مع مناسبات تفسد فرحة المصريين، وينصب جام الغضب على التقصير الأمني، أتمنى أن يحبط الأمن مخططات أعداء البلاد والعباد، سارقي الفرحة من الأولاد والكبار، ونازعي الإحساس بالأمان في تلك المناسبات، لا أكتب هذا راجياً من الله ذلك الرجاء، لأن الأكثر تعرضاً لخطط إفساد الفرحة وطرح النكد في الصدور والغم في القلوب هم المسيحيين، هم الحيطة المايلة في نظرهم والإيقاع بهم يسبب ألم لا يطاق لدى جمهور المصريين ولدى النظام بوجه خاص، بل أكتبه خاشياً على كل مصري من نار الإرهاب، خاشياً على مصر كلها من غدر الغادرين وخسة الخاسئين والفاجرين، وفشل الفاشلين.
 
أكتب هذه السطور وأترجى من الله ألا يسيل على أرض هذا الوطن العظيم دماً سوى دماء الأضاحي في عيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات، وعلى الوطن بكل رفعة وعزة نفس ونجاحات اقتصادية حقيقية، ونمو مالي حقيقي، وربح في كل عملية يدخلها الوطن جيش وشرطة ومدنيين، أكتب راجياً من الله أن تتبوأ مصر مكانتها بين الأمم في الصدارة -بإذن الله- راجياً أن يحمينا الله من سهم يطير في الدجى.
 
أرى الخرفان وشوادرها منتشرة في كل مكان، فأتذكر الخرفان الذين كانوا يحاولون قيادتنا فأطحنا بهم، ولأننا نتمتع بإنسانية بالغة لم نذبحهم كما نذبح الخرفان، بل قرروا هم مواجهة الموت وتصدير الموت والخوف لنا، ومنذ متى يخيف الخراف الأسود؟ ومنذ متى يهاب الأسود دماء الخراف ونطحها؟ ولذا لفظناهم، ولذا نجحنا في تكبيلهم ووضعهم في شوادر كبيرة هي السجون التي تليق بسجلهم الدموي والانتحاري والتفجيري.
 
أكتب هذه الكلمات، وأنا أكرر تمنياتي الحارة والصادقة بأن تبقى دماء الأضحيات منفردة على أرض الوطن في مكان مناسب لها، ولا تختلط أبداً بدم بشري مصري، أتمنى أن يكون عيدسعيد يحتفل به المصريين جميعاً دون تفرقة بين مسيحي ومسلم، فالعيد فرحة والفرحة يستحقها هذا الشعب الذي طالما عان وقاسى من حكام ينأون عنه، يبنون أمجاد شخصية، وينسون البلاد والعباد بل والوطن.
 
أخيراً عزيزي القارئ، لن أطيل عليك سأتركك تستمتع بإجازتك - بإذن الله-وبأنتخة مريحة، لكن قبل أن أنهي المقال سأسأل حضرتك سؤال، هل هناك فرق بين مصريو القطاع الخاص ومصريو القطاع العام؟ حتى يأخذ مصريو القطاع الخاص 3 أيام فقط إجازة أما مصريو القطاع العام يأخذون 5 أيام، مع أن مصريو القطاع الخاص هم الأكثر إنتاجاً، وأطول فترة عمل، لماذا لا يتساوى الجميع في مدة ال3 أيام؟ فمصر تحتاج لعملنا وتستحق أن نبذل لها كل غالي ونفيث، حقيقة لا أفهم أنتخة القطاع العام التي تستبيح الأيام وتستحل الراحة في الوقت الذي لا يقبل فيه الراحة لأجل مصر ولأجل أنفسنا.
 
المختصر المفيد كل عام وأنتم معيدين ولستم مأنتخين.