الأقباط متحدون - المصيدة
  • ٢١:٢٧
  • الثلاثاء , ٥ سبتمبر ٢٠١٧
English version

المصيدة

مقالات مختارة | بقلم:عاطف حلمي

١٥: ٠٥ م +02:00 EET

الثلاثاء ٥ سبتمبر ٢٠١٧

عاطف حلمي
عاطف حلمي

 يحكى أن الإنسان البدائى لم يكن يعترف بالحواجز المادية، وظل يحاول اختراق الأشجار والصخور الضخمة، ولم يدرك الحقيقة إلا بعد أن تورم جسده وناله ما ناله من كدمات وإصابات، فتاريخ الإنسان ما هو إلا مجموعة ضخمة من الخبرات المتراكمة، وإلا ظللنا حتى الآن نحاول اختراق الحواجز الطبيعية كما فعل أسلافنا الأوائل.

 
 الفئران
ويصنف بعض الفلاسفة والمفكرين  الإنسان على أنه «حيوان له تاريخ»، لذلك نجد الفئران منذ اختراع المصيدة وحتى قيام الساعة ستظل تقع فى المصيدة، فلم يحدث أن استفادت من تاريخها الأليم مع مصيدة البشر.
 
 تلوث
لكن الواقع يؤكد أننا فى بعض الأحيان نتخلى عن تاريخنا الإنسانى ونقع فى المصيدة، بل وقد ندخل إليها طوعا،ً سواء أدركنا ذلك أو لم ندرك، فمنذ آلاف السنين تخبرنا جدران المقابر والمعابد الفرعونية أن من أهم الأسئلة التى يواجهها الميت فى الحياة الآخرة «هل لوثت مياه النيل؟»، والآن إذا سألت شخصاً لماذا تلوث مياه النيل سيجيبك: «تلوث مين والناس نايمين».
 
 هيرودوت
ويذكر هيرودوت أن من عجائب المصريين أنهم يقضون حاجتهم فى المنازل وليس فى الخلاء مثل الشعوب الأخرى، فلقد صنعوا أنابيب فخارية للصرف الصحى، فكانوا أول من اخترع شبكات الصرف الصحى فى التاريخ، فى حين أننا الآن وصلنا إلى مرحلة «ادى ضهرك للترعة»، ففهم البعض الأمر على طريقته ومزاجه  فأدار ظهره للترعة وردمها لبناء المجمعات والأبراج السكنية فتحولنا من سلة غذاء الإمبراطورية الرومانية إلى أكب
 مستورد للقمح فى العالم.
 
 فتنة 
وفى الماضى القريب تعاملنا مع الملف الدينى بصيغة أمنية وتركنا بعده السياسى والاجتماعى، فنالنا ما نالنا من التطرف والإرهاب والفتنة الطائفية، والآن نعود مرة أخرى لنفس المصيدة بتجاهلنا الأبعاد السياسية والاجتماعية والفكرية للقضية حتى أصبحت الصلاة بحاجة إلى رخصة.
لقد ابتلعتنا المصيدة.. لقد وقعنا فى الفخ.. نعم وقعنا فى الفخ.
 
نقلا عن مجلة روز اليوم
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع