الأقباط متحدون - سيناريوهات ما بعد داعش  اكثر خطرا؟!!!
  • ١٣:٠٤
  • الجمعة , ١ سبتمبر ٢٠١٧
English version

سيناريوهات ما بعد داعش  اكثر خطرا؟!!!

سليمان المنياوي

أخر الأسبوع

٠٥: ٠٣ م +02:00 EET

الجمعة ١ سبتمبر ٢٠١٧

داعش
داعش

 سليمان المنياوي

تتوالي هزائم داعش من الموصل لجرود لبنان وتتجة نحو الرقة ، بشكل يدعوا للدهشة حول قوة داعش التي الحقت بالعالم الذعر من بحر الصين الي بحر الشمال ، وهل فعلا ما كان يروج من قوة صحيح ؟ أم ان داعش كما يروج البعض "صناعة امريكية" ؟ أم ان داعش تلجأ لمناورة جديدة لتعيد الانتقال من "حرب الجيوش المنظمة" الي "حرب العصابات" ؟ او الخ 

وسط هذة الافتراضات يقدم لنا موقع "بيزنس انسايدر" خمسة سيناريوهات لمستقبل داعش  نعيد قراتها مع الباحث أمين قمورية بصحيفة النهار اللبنانية ، وهي :
 
السيناريو الاول : أعادة الانتشار
مناورة داعشية للتراجع وأعادة تنظيم نفسة في مناطق اخري ، مثلما حدث 2014، خاصة وان الحروب المذهبية بين السنة والشيعة لن تنتهي مما يعزز وجود داعش ، أضافة لان الحرب الاهلية في سوريا لم تنتهي ، مما يجعل المناخ مهيأ لهذا السيناريو.
 
السيناريو الثاني : التمدد نحو افريقيا 
علي مدار السنوات الماضية اوجدت داعش ركائز اخري في تجمعات لها في غرب ووسط وشمال افريقيا ، وليبيا وسيناء وغيرها ، كما يمكنة الالتحام مع تنظيمات اخري علي نهجها مثل "بوكو حرام" ، وغيرها في اليمن والجزائر .
 
السيناريو الثالث :الاستمرار في سوريا والعراق
مثلما حدث لطلبان بعد دخول امريكا افغانستان ، او استمرار مقاتلي القاعدة في العراق ، وتتمكن داعش من الاستمرار بطريقة مختلفة .
 
السيناريو الرابع : أختفاء التنظيم 
التخلي عن فكرة أحياء الخلافة وأعادة النظر في الاستراتيجية التي قامت عليها داعش ، ويساهم في سيناريو اختفاء التنظيم حركة التسامح الاوربية التي تقودها الدنمارك الان حيث عرضت الحكومة الدنماركية علي الارهابيين الدنماركيين المنضمين لداعش العودة لوطنهم دون محاسبة ،ومن ثم تتحول داعش الي كيان منعزل لايجذب الشباب الاوربي ، ولكن هذا السيناريو يحمل من حسن النوايا ما يمنع تنفيذة لان هؤلاء الارهابيين يحتاجون الي اعادة تأهيل مختلف بعد ان اعيد تكوينهم بثقافة تسعي لتدمير الحضارة الاوربية .
 
السيناريو الخامس : الذئاب المنفردة
وهو اكثر السيناريوهات المرجحة حدوثة خاصة اذا راجعنا العمليات الاخيرة من الدهس والطعن التي انتشرت في اوربا مؤخرا ، مع تراجع الترويج الاعلامي للتنظيم، ولكن الامر يعتمد علي اتفاقات دولية للمواجهة .
 
في حين تطرقت وكالة "اسوسيتدبرس" الامريكية للامر في 11 يوليو الماضي وطرحت سيناريوهات اخري : نقلا عن مصدر لم تكشفه، إلى أن "داعش" يسعى إلى بناء قاعدة تنظيمية جديدة من أجل البقاء بمساعدة عدد من الجهاديين العالميين.
 
وقالت الوكالة إن تنظيم جديد سيخرج للنور قريبا سيكون مزيجا بين فلول تنظيم "داعش" المهزوم، وعدد من الجماعات والتنظيمات الجهادية المحلية في العراق وسوريا والعالمية.
 
وترتبط تلك المجموعات حاليا، بحسب "أسوشيتد برس" بطريقة رقمية، لإعادة تشكيل الصفوف، وإطلاق التنظيم مستقبلا،وسيكون التنظيم الجديد عبارة عن خلايا صغيرة من الإرهابيين الهاربين من منطقة الحرب في المنطقة ،وقالت الوكالة الأمريكية إن هزيمة "داعش" في الموصل، ومحاصرتهم في الرقة دمر دولة الخلافة المزعومة الخاصة بهم، لذلك جهز التنظيم الإرهابي خطة جديدة أكثر مرونة لمواجهة الحملة الكبيرة التي يتم شنها عليهم.
 
ويبقي السؤال حول سيناريوهات داعش نحو مصر:
سوف تتشكل استراتيجية داعش من جديد ، حيث سيتخلي عن استراتيجية احتلال المدن والسعي لاستنزاف الاعداء وبالتالي اللجوء للصحراء كخيار اكثر أمانا ، وكما قال الزعيم البارز للتنظيم ابو محمد العدناني في خطابة الاخيرقبل تصفيتة  في الموصل :"جئنا من الصحراء وسنعود اليها ".
 
اي العودة للصيغة الكلاسيكية بالخلايا النائمة ، والتخفي وفق مايسمي اسلاميا بحالة الاستضعاف ، ومن ثم سوف يحاول التنظيم التركيز في الصحراء الغربية المصرية بعد حصارة في ليبيا ، أضافة للخلايا النائمة ومحاولات ارباك الامن المصري واستهداف الاقباط والشرطة بشكل خاص .. وربما تكون مصر الاقل تضررا من التنظيم في المرحلة القادمة ، لان التحدي القادم والذي ينتظر منطقة الشرق الاوسط مخيف جداً، وقد يرتقي إلى مستوى التحدي الذي توجهه الدول في حالة الحروب الحتمية، فضلاً عن أن التداعيات الإقليمية والدولية المحتملة التي قد تفرزها خسارة تنظيم داعش للموصل  والرقة وجرود لبنان ، قد تفرض مزيداً من الضغط على دول الإقليم والعالم، بإظهار مزيد من الجدية والعقلانية في اعادة الرؤية لمواجهة الارهاب بأقل التكلفة والأضرار، ففي الوقت الذي تخشى فيه الكثير من القوى كـ(تركيا والاتحاد الأوربي) الأضرار والمخاطر المحتملة لهذه المعركة وانعكاسها عليها سلباً، هناك قوى أخرى كـ(ايران) تنطلق من حسابات جيوإستراتيجية متعددة مرتبطة بدوائر تحركها الخارجي على مستوى الإقليم ككل، من خلال ربط المكاسب المتحققة من معركة الموصل  وتلعفر بالملف السوري، وعليه فإن نظرة إستراتيجية معمقة لما ستشهده الأيام القادمة توحي بأن مستقبل تنظيم داعش مفتوح على كل الخيارات، نظرا لتشعبه وأمتداده إلى أكثر من منطقة جغرافية ، وبالتالي فإن الشغل الشاغل لدوائر التفكير الاستراتيجي اليوم هو ماهو بديل داعش بعد خسارته لمدينة الموصل والرقة..