الأقباط متحدون - لندن تحتضن «غرام الأفاعى» بيـــــــن الإخوان وطهران
  • ٠٨:٠٦
  • الثلاثاء , ٢٢ اغسطس ٢٠١٧
English version

لندن تحتضن «غرام الأفاعى» بيـــــــن الإخوان وطهران

مقالات مختارة | إيناس مرشد

٥٥: ٠١ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٢ اغسطس ٢٠١٧

لندن تحتضن «غرام الأفاعى» بيـــــــن الإخوان وطهران
لندن تحتضن «غرام الأفاعى» بيـــــــن الإخوان وطهران

«أمين التنظيم الدولى » التقى بقيادات إيرانية فيها
أثار لقاء أمين التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية إبراهيم منير، مع قيادات إيرانية مؤخرا، على هامش المؤتمر الدولى العاشر لمنتدى الوحدة الإسلامية الذى عقد بلندن، غضبا واسعا، وألقى بالعديد من التساؤلات حول ما تنتوى الجماعة الإرهابية فعله الفترة المقبلة مع إيران.. فهل هى محاولة من الإخوان للحصول على دعم من إيران؟ وهل فقدت الجماعة دعم قطر لها وتبحث عن البديل؟ أسرار اللقاء الذى تم بين أمين التنظيم الدولى للإخوان المسلمين وبين قيادات إيرانية يكشفها الخبراء المتخصصون.

يلخص مصطفى أمين، الباحث المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية، تاريخ العلاقة بين جماعة الإخوان والجانب الإيرانى قائلا: «العلاقة بين الإخوان وإيران علاقة قديمة وممتدة منذ أيام ثورة الخمينى عام 1979، ولها جذور تاريخية، والمميز فى علاقة الإخوان بإيران أنها علاقة تتصل بالبراجماتية، أى أنها علاقة مصلحة فى الأساس على الرغم من أن الإخوان يعتبرون أنفسهم ممثلين للمجتمع السنى، مما يجعلهم بعيدين عن الشيعة والتوجه الشيعى، لكن هذا لا يمنعهم أن يبنوا علاقات معهم، كما أن تنظيم الإخوان يعمل داخل إيران دون مشاكل وليس عليه قيود مثل الأكراد أو البلوش، ومجمل الأمر أن علاقة الإخوان مع إيران علاقة مصلحة بحتة، وهناك زيارات متبادلة ووفود وزيارات بين الجانبين، والجانب البراجماتى دفع الرئيس المعزول محمد مرسى إلى زيارة إيران عام 2012 ليكون أول رئيس مصرى يزور إيران بعد قيام الثورة الإسلامية عام 1979، وذلك خلال حضوره قمة حركة عدم الانحياز، وقتها كان هناك طيران مباشر بين مصر وإيران وهذا كان مؤشر خطر شعر به حلفاؤه السلفيون، وبعد ضغوط من الجبهة السلفية حثوا مرسى على عدم التعاون مع إيران، لكنه بمنطقه البراجماتى تعاون مع إيران وفتح مجال للعلاقات معها وحاول أن يستفيد منها وينعش خزينة الدولة من خلال الزيارات الكثيرة المتبادلة، وما كان يحذر منه الجميع وقتها أن الإخوان بهذا تفتح المجال للتشيع لأن النظام الإيرانى يستفيد من علاقاته الخارجية أو الإقليمية من خلال نشره للتشيع ويحاول النظام الإيرانى عمل ذلك خاصة بعد الغزو الأمريكى للعراق فى 2003 حيث استفاد من حالة الارتخاء الأمنى بالعراق واستطاع أن يشكل من التيارات الشيعية قوة له، وأصبحت إيران هى المتحكم الأول فى القرار السياسى العراقى، ونفس الشىء حدث مع سوريا منذ أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد، وامتد حتى عهد ابنه بشار الأسد، واستطاعت إيران نشر التشيع داخل سوريا ودمشق تحديدا، وتمكنت الميليشيات الشيعية من الاستفادة من الثورة التى قامت ضد بشار الأسد عقب 2011».

ويشير أمين إلى أن القول بأن إيران تستفيد من العلاقات الإقليمية مسألة مؤكدة تقصد بها الهيمنة والسيطرة على دول الجوار، ومن خلال العلاقات التى كان ينتوى محمد مرسى إقامتها قبل ثورة 30 يونيو والإخوان كتنظيم دولى استمرت هذه العلاقات مع إيران، وطبيعى أن تحدث علاقات من هذا النوع خاصة أنها الحاضنة المقبلة للإخوان بعد أن أصبح هناك تقارب مع قطر نكاية فى دول المقاطعة الأربع فى بداية يونيو 2017. وفى السابق احتضن النظام الإيرانى تنظيم القاعدة بعد حرب أفغانستان وما قبلها. والاجتماع الذى تم بين الطرفين فى لندن فى سياق هذه المرحلة يبين أن الإخوان يرحبون بإيران، ويعتبرونها ليست عدوا بقدر ما هى حليف، وما حدث تأثيره ضعيف على النظام المصرى إذا نظرنا إليه فى سياق أن جماعة الإخوان تحاول توثيق علاقتها مع كل خصوم النظام المصرى فى الوقت الحالى وعلى رأسهم النظام الإيرانى والقطرى والتركى، وهم يحاولون الاستفادة من شبكة توترات النظام المصرى مع دول الجوار».

حسن وجيه، أستاذ التفاوض الدولى والعلوم السياسية بجامعة الأزهر، قال إن «العلاقة بين جماعة الإخوان وإيران موجودة منذ تولى الرئيس المعزول محمد مرسى الحكم خاصة عندما أعلن مرشد الثورة الإيرانية فى 25 يناير 2011 أنها ثورة دينية، وكان وقتها يخاطب جماعة الإخوان، ومن وقتها والعلاقات بين الطرفين تزداد قوة خاصة أن إيران قد وضعت أقدامها فى قطر وهى المكان الذى يؤوى عددا من قيادات جماعة الإخوان، فهناك يوسف القرضاوى يفسر دينيا بعض الأمور على أنها أشياء مشتركة بينهم كسنة وبين الشيعة فيذكر مثلا أن المهدى المنتظر شىء مشترك بينهم وذلك للتقارب مع إيران، وعلى مستوى النبوءات فالدين يستخدمه القرضاوى وإيران لتحقيق اتصال قوى بينهما، ورغم أن العلاقة بين الإخوان وإيران لها جذور منذ فترة فإن ظروف الأزمة الأخيرة بين قطر والدول العربية (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) زادت هذه العلاقة قوة خاصة فى ظل وجود تركيا وإيران ودعمهما لقطر».

ويقول وجيه إن الدول الأربع مصر والسعودية والإمارات والبحرين تمثل كتلة عربية جديدة فهناك موقف يجب اتباعه وهو إما بتحييد كل من تركيا وإيران وإما إيجاد جسر وطريق للتواصل معهما ومحاولة الوصول إلى دبلوماسية معقدة ومركبة معهما، ولا نقسم الموضوع إلى سنة وشيعة حتى لا نعطى الفرصة لإسرائيل لتحقيق مخططها بتفتيت المنطقة مهما كان فى هذا الحل من صعوبات، لكن فى الدبلوماسية كل شىء وارد، فيجب الوصول إلى حل بعقلية الدبلوماسية المركبة التى تبتعد عن الفخاخ التى تنصب للمنطقة العربية.

من جانبه، أكد جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان أن هناك علاقات تاريخية بين جماعة الإخوان وإيران طوال الوقت، وهى علاقات قوية وليست بسيطة، كما أنها ليست بالشىء الغريب أو الجديد، وما حدث فى لندن من اجتماع أمين التنظيم الدولى للإخوان وقيادات إيرانية يعتبر استمرارا للعلاقات التاريخية بينهم، والمشكلة أنهم أى التنظيم الدولى على وشك الدخول فى صراع مع السعودية وصراع مع الأنظمة الخليجية، وبذلك سيدخل التنظيم الدولى للإخوان إيران فى صراع دولى بشكل كبير لأن التنظيم الدولى دائما يعمل علاقات علنية لكن ليست معلنة بشكل مباشر كهذا الأمر، وعقد اجتماعات علنية مع قيادات إيرانية، لأن هذه الطريقة سيكون لها وقع دولى لأن إيران عليها عقوبات دولية كبيرة وبالتالى سيتأثر الإخوان بالتبعية، وطبعا الأمر المهم فى هذا الموضوع أيضاً أن التنظيم الدولى يتعاون بشدة مع جهاز المخابرات الأمريكية، وبالتالى ربما قد يكون هذا الاجتماع هو حركة إيرانية لتسهيل العلاقة أو فتح مسارات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكل ذلك يتوقف على نتائج الاجتماع.. وبما أن انجلترا هى المقر الرئيسى للتنظيم الدولى، واجتماع أمين التنظيم الدولى للإخوان بالقيادات الإيرانية تم فى لندن، فإن هذا يعنى أنها لعبة بريطانية، وإنجلترا لها علاقات تاريخية مع إيران، والفكرة واضحة فإنجلترا تقوم بتشغيل الجميع، وعلى الجانب الآخر إيران وقطر بينهما تحالف استراتيجى وربما تكون قطر هى التى رتبت لهذا الاجتماع وهو أمر غير مستبعد، كما أن قطر لديها استثمارات كبيرة فى إنجلترا وعلاقات قوية أمنية واستراتيجية، ولا أستبعد أن تكون قطر طرفا فيما يحدث».
نقلا عن مجلة الإذاعة والتلفزيون

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع