الأقباط متحدون - الحصاد الأسود.. ما فعله الإخوان بمصر
  • ١٤:٣٨
  • الاربعاء , ١٦ اغسطس ٢٠١٧
English version

"الحصاد الأسود.. ما فعله الإخوان بمصر"

١٤: ٠٤ م +03:00 EEST

الاربعاء ١٦ اغسطس ٢٠١٧

أرشيفية
أرشيفية

 صدر كتاب "الحصاد الأسود" لمؤلفه اللواء عبد الحميد خيرت، عن دار "روزنامة" للنشر والتوزيع ضمن سلسلة تعتزم الدار نشرها في إطار المجابهة الفكرية والثقافية للتطرف والإرهاب، ليشكل رؤية نقدية ورصد متعمق من نوع جديد للحصاد الأسود لجماعة الإخوان المسلمين وممارساتها وكشف الشرخ الجلي بين خطاب وممارسة تلك الجماعة، ويكشف الستار عن العديد من الحقائق والأسرار ويبدد سراب أسطورة تلك الجماعة في مصر بل وجماعات الإسلام السياسي بصفة عامة.

جاء اختيار اللواء عبد الحميد خيرت لعنوان الكتاب - "الحصاد الأسود.. ما فعله" – كعنوان يعبر عن خبرته العملية لكشف حقيقة تلك الجماعة وتعرية استغلالها الدين في السياسية وخداعها للشعب المصري والحصاد الأسود لتلك الفترة.
 
عمد اللواء عبد الحميد خيرت في صفحات الكتاب إلى طرح رؤية هادئة من نوع جديد لجماعة الإخوان المسلمين ومن خلال خبرة الــ 35 عامًا في التعامل مع تيارات الإسلام السياسي، موضحًا أبرز استراتيجيات وخطط جماعة “الإخوان” لهدم مؤسسات الدولة المصرية، ولماذا الإصرار على استهداف وزارة الداخلية وكسرها، وكذلك أسباب تعمد “الإخوان” إهانة الأزهر والكنيسة، حتى فشل تجربة حكم جماعة الإخوان المسلمين والتعرف على أسباب هذا الفشل الذي نسف موروثاً طويلاً من الشعارات التاريخية الزائفة لتلك الجماعة والتي ظلت لفترة كبيرة موضع استحسان وتقدير، لدى بعض أوساط الجماعات الدينية السياسية والمتعاطفين معها.
 
كما ركَّز الكتاب على فضح مخطط تنظيم الإخوان الإرهابي وجماعته في مصر، ويكشف تفاصيل خفايا تحالفات قطر مع أجهزة المخابرات العالمية لمساعدة الإخوان في الوصول لحكم مصر، ثم بعد ذلك التآمر عليها، ومعها أداتها «قناة الجزيرة»، لضرب استقرار مصر ومنطقة الشرق الأوسط.
 
وتناول الكاتب خفايا اللعبة الدولية والإقليمية والتواطؤ الداخلي من قبل جماعة الإخوان ورموزها الإرهابية، لضرب مؤسسات الدولة المصرية، وعلى رأسها جهاز الشرطة، لتسهيل المهمة لبثِّ سمومهم تمهيدًا لقمع بقية المؤسسات الأخرى «الجيش، والقضاء، والإعلام، والأزهر، والكنيسة»، ومن ثم كبت الشعب وترويضه عبر مخططات الأخونة والتمكين، لتحقيق حلمهم في حكم البلاد لما لا يقل عن 500 عام كما اعترفوا لاحقًا.
 
كما تناول الكتاب الحديث عن تكلفة الربيع العربي على المجتمعات العربية تحت مسمى الحرية والديمقراطية والكرامة الاجتماعية، وقد جاء ذلك واضحًا في حجم الخسائر على البنية التحتية والناتج المحلي الإجمالي وأسواق الأسهم والاستثمارات بخلاف التكاليف المادية للاجئين نتيجة الحروب والنزاعات السياسة التي اشعلها الربيع العربي، ولم تقف الخسائر على الناحية الاقتصادية فقط بل أصبح هناك خسائر بشرية وتقدر بحوالي 1340000 ما بين قتيل وجريح، والعدد الكبير من اللاجئين من جنسيات مختلفة، علاوة على انخفاض عدد السياح بمنطقة الشرق الأوسط لعدم توافر عوامل الأمن والأمان نتيجة النزاعات والحروب.
 
وبالقراءة التحليلية للكتاب أن اللواء عبد الحميد خيرت في "الحصاد الأسود" قد وضع يده على عدة إشكاليات:
أولاً: التأكيد على أن الدين قوة مجتمعية، ولكن تصاعد دور العامل الديني في الحياة السياسية ليس له علاقة من قريب أو بعيد بإحياء الفكر الديني أو تجديد العقيدة. وليس معناه أيضا أن يكون الدين هو أساس الحكم (الحكم الديني).
 
ثانيًا: إشكالية الشعارات المراوغة لجماعة الإخوان المسلمين مثلها كمثل أي جماعة تتخذ من الإسلام السياسي أساسًا لها، فنرى أن تلك الشعارات تنتعش في وقت التراجع الفكري للمجتمعات، ومن تلك الشعارات: الديمقراطية: لأنها طريقهم الوحيد إلى السلطة، المناداة المزيفة بالدولة المدنية والادعاء بقبول التعددية، احتكار تفسير الدين، وتنصيب نفسها كقاض أو رقيب على أي فكر مختلف.
 
ثالثً: الربط بين الشورى ومجالس الإرشاد والديمقراطية لتبرير الانخراط في السياسة، فاعتادت جماعة الإخوان على سبيل المثال على تصوير نفسها ضحية للنظام لكسب الدعم الجماهيري والتعاطف الشعبي، ولكن سرعان ما انكشف زيف خطابها.
 
رابعًا: التناقض بين الديمقراطية وفكرة الحاكمية التي ينادي بها أنصار وكوادر جماعة الإخوان المسلمين بتطبيقها، فمبدأ الحاكمية يترتب عليه محاصرة العقل والفكر وحصره ضمن دائرة النصوص وإعادة تفسيرها وإنتاجها، مما يكرس حالة من التخلف والجمود.
 
خامسًا: إشكالية الخلط بين الدين والسياسة، فمسألة دمج وإقحام الدين في السياسة هي أهم ركائز عمل تيار الإسلام السياسي على اختلاف حركاته وجماعاته بما يعني توظيف الدافع الديني لتحقيق أغراض غير دينية (سياسية أو حزبية أو شخصية).
 
سادسًا: افتقاد النضج والخبرة السياسية، التي تمكن جماعة الإخوان المسلمين من قيادة الشعب أو المشاركة من الأساس في عملية صنع القرار السياسي.
 
إن كتاب "الحصاد الأسود" يشكل إضافة معرفية نوعية إلى المكتبة العربية بشكل عام ومكتبة دراسات الإسلام السياسي والدراسات المختصة بمجابهة التطرف والإرهاب بشكل خاص، حيث يقدم قراءة متميزة وجديدة من نوعها حول الحصاد الأسود لجماعة الإخوان المسلمين وفترة حكمهم بمصر ونقض المنابر الفكرية وأسسها وآرائها وأفكارها.  لتلك الجماعة الإرهابية. 
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.