الأقباط متحدون - خالد منتصر لماذا يكره البرلمان البنات؟!
  • ١٤:١١
  • الجمعة , ١١ اغسطس ٢٠١٧
English version

خالد منتصر لماذا يكره البرلمان البنات؟!

مقالات مختارة | بقلم: خالد منتصر

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الجمعة ١١ اغسطس ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

بعدما انتفض النائب عجينة، مطالباً بالكشف على عذرية البنات، ينتفض الآن نائب آخر هو سميح بك، مطالباً بتخفيض سن زواج البنت إلى ١٦ سنة!!، وكأن المشرحة ناقصة قتلى!!،

لماذا البنت والمرأة وتاء التأنيث عموماً عاملة أرتيكاريا للبرلمان؟، لماذا يكره مجلس النواب بنات مصر؟!، لماذا هذا التربص والخصام والعداء معها؟!، ولماذا لا يتحرك النائب المحترم لاستعادة حقوق المطلقات اللاتى يدرن كعب داير فى المحاكم؟!، لماذا لم يغضب من ظلم الرجال وقهرهم للمرأة وضربها وممارسة كل أنواع القمع تجاهها؟، لماذا لم يطالب بسن قانون يحد من التعدد؟!.. إلخ،

لكنه انشغل جداً، لكى يزيد نسلنا بتخفيض سن الزواج حتى يسمح لطاقاتنا الأرنبية بالانطلاق بدون فرامل، وحتى يسمح لسماسرة زواج الأطفال وباعة لحم البنات إلى عواجيز الخليج بتضخيم ثرواتهم أكثر، إلى النائب المحترم أهدى هذا المشهد لعل قلبه يتحرك لإنقاذ البنات اللاتى يُبعن فى سوق نخاسة إحدى قرى الجيزة للعواجيز الآتين عبر البحر الأحمر لاغتصاب زهرات فى سن البراءة، إنها للأسف حقيقة يا سيادة النائب تحدث كثيراً عندنا فى مصر وسيناريو عبثى سريالى كابوسى أبطاله رجل رضى على نفسه أن يبيع لحم ابنته الطفلة بالقطاعى لرجل آخر قبل على نفسه أن يعاشر طفلة فى سن البراءة، الرجل الأول كاذب ومزور، والرجل الثانى جشع وشهوانى.

ملخص المشهد اغتصاب مقنن بورقة عليها شهود، اغتصاب ليس فى السر، وإنما هو فى العلن يقام له احتفال ويوزع فيه الشربات ويدعى له المعازيم الذين يجلسون، ليمارسوا النميمة ويملأوا بطونهم بكل سرور وحبور وراحة ضمير، إنها جريمة يشارك فيها مأذون مأجور وطبيب باع ضميره وكتب شهادة تسنين مزورة وأب عرض طفلته فى مزاد «ألا أونه ألا دو ألا ترى ومين يزود»، وعريس مفجوع لا يريد زوجة، وإنما يريد وعاءً لتفريغ كبته وشهواته، والضحية زهرة بريئة بنت إمبارح، كانت حتى ليلة أمس تلعب فى الطين، وتجرى وراء صاحباتها فى الاستغماية، وتبكى حين تنام فى العتمة، ولإقناعها وغسل دماغها يكفيها قطعة لبان أو عسلية، وفجأة بين عشية وضحاها يطلب المجتمع منها أن تترك ساحة الاستغماية الفسيحة، لتتمدد فى سرير نوم متر فى متر تحت جثة من اللحم والشحم والعرق لشبه إنسان يؤدى غرضه فى ثوانٍ، ثم ينام ليغطى صوت شخيره على نهنهات دموعها، ويسد كرشه الأسطورى كل مسام التنفس لديها خانقاً إياها، والمدهش أن الأهل يأتون ليلة الدخلة لتهنئتها، مطالبين إياها بعدم الشكوى، لأن الزواج سترة وهى مجرد فتاة «جيشا» تدلع وتدلك وتدغدغ وتزغزغ، والزوج إمبراطور يابانى آمر ناهٍِ، عليها السمع والطاعة وعليه الاستمتاع والاستنطاع!!.

أتمنى تقديم استجواب وطلب إحاطة حول هذا المشهد، بدلاً من السعى لترسيخه وتوسيع مساحته وزيادة عدد ضحاياه!!.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع