الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. سيد قطب يطالب قادة ثورة يوليو بالديكتاتورية
  • ٠٠:٣٢
  • الثلاثاء , ٨ اغسطس ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. سيد قطب يطالب قادة ثورة يوليو بالديكتاتورية

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٠٣: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٨ اغسطس ٢٠١٧

 سيد قطب
سيد قطب

 فى مثل هذا اليوم 8 اغسطس 1952م..

سامح جميل
حين قامت ثورة 23 يوليو 1925 لم يكن سيد قطب منتميًا لأى حزب سياسى، ولا عضوا فى أى جماعة، وإن كانت جماعة الإخوان تعده من المتعاطفين معها وصديقا على البعد، حسب تأكيد حلمى النمنم فى كتابه «سيد قطب وثورة يوليو» ميريت للنشر والمعلومات– القاهرة، مضيفا: «كان بعض شباب الإخوان يتصلون به، معجبين ومقدرين منذ صدور كتابه «العدالة الاجتماعية فى الإسلام»، بل إن عددا من شباب الجماعة استقبلوه بميناء الإسكندرية حين عودته من بعثته إلى أمريكا «1950»، لكن الثابت أن سيد قطب كان من أشد الكتاب تحمسا فى تأييد ضباط يوليو، بعد قيامهم بحركتهم وخلع الملك فاروق، واندفع إلى التأييد الزاعق والمباشر، والكتابة بصوت عال وصاخب فيما يجب أن يحدث».
 
كان أول مقال لسيد قطب يدخل فى صميم الأحداث الجارية، حسب تعبير»النمنم»بعد أسبوعين من إعلان الحركة ونشره فى مثل هذا اليوم 8 أغسطس 1952فى جريدة «الأخبار» بعنوان «استجواب إلى البطل محمد نجيب»، ونشره مرفقا بصورته، وأعلن فيه أنه ليس هو المتحدث إليه، ولا يعبر عن فئة أو جماعة بعينها، ولكنه يتحدث باسم الشعب المصرى أو«الملايين الذين باسمهم قد عزلت الملك الراحل، وباسمهم قد أعلنت ميلاد فجر جديد». عاتب سيد قطب، محمد نجيب وزملاءه لأنهم اكتفوا بخلع الملك، ولم يواصلوا طريقهم فى التطهير، بل أخذوا يتهيأون للعودة إلى الثكنات، ويتركون المجال للسياسيين ورجال الأحزاب: «يا سيدى بدلا من أن تسيروا فى هذا الطريق حتى نهايته، بدلا من أن تضربوا الحديد ساخنا، بدلا من أن تقتحموا أوكار اللصوص، أثرتم أن تنسحبوا إلى الثكنات وأن تتركوا الميدان لرجال السياسة، الرجال الذين امتطى الملك الراحل ظهورهم فى أغراضه، واتخذ منهم أدوات لإذلال الشعب وإهانته، الرجال الذين ساهموا فى تموين إسرائيل وأنتم مشتبكون معها فى حرب حياة أو موت، الرجال الذين مونوا الإنجليز فى القتال ودم الفدائيين يقطر، الرجال الذين لم يكونوا رجالا فى يوم من الأيام».
 
مضى المقال فى صيغة أربعة استجوابات يقدمها «قطب»إلى محمد نجيب يطرح فيها أسئلته ويقدم الإجابة عليها بطريقة تبدو وكأنها برنامج عمل يقدمه إلى قادة يوليو، وفى استجوابه الأول يقول: «هل حملت رأسك ورءوس معاونيك الأبطال فقط لمجرد عزل شخص فاروق عن العرش وإبعاده عن الحدود، لكى تبقى لأفراد الأسرة المالكة ألقاب وراثية تولد معهم من بطون أمهاتهم ومخصصات لا تمحى محوا إنما تخفض تخفيضا».
 
أما الاستجواب الثانى: «هل حملت رأسك ورءوس معاونيك الأبطال لتبقى الدوائر والتفاتيش وتبقى معها الملكيات الضخمة الفاحشة دون تحديد حقيقى للملكية الزراعية، اكتفاء بالتفكير فى ضرائب تصاعدية تحدد الدخل ؟.
 
أما الاستجواب الثالث فيقول فيه: «هل حملت رأسك ورءوس معاونيك الأبطال لكى يجلس السياسيون المحترفون النحاس«مصطفى النحاس باشا «وهيكل» محمد حسين هيكل باشا وعبد الهادى إبراهيم عبد الهادى باشا، ومن إليهم موقف من القضاة من أحزابهم يطهرونها من التلوث، فأنت وكلت إلى أمثال هؤلاء الرجال أن يتولوا تطهير أنفسهم كما يقال»، وفى الاستجواب الرابع يسأل: «هل حملت رأسك ورءوس معاونيك الأبطال لتبقى جميع جذور الرجعية ثابتة فى أعماق الحياة؟».
 
وفى رده على الذين يطالبون باحترام الدستور يقول: «دعك يا سيدى من تلك الخدعة التى يطنطن بها رجال السياسة ليفرقوا فيها وثبتكم المباركة، إن الرجعية اليوم تتستر وراء الدستور وتثبت بهذه الخدعة لتعيش، إن الدستور الذى سمح بكل ما وقع من الفساد، هذا الدستور لا يستطيع حمايتنا من عودة الفساد، إن لم تمضوا أنتم فى التطهير الشامل الكامل الذى يحرم الملوثين من نشاط دستورى ولا يبيح الحرية السياسية إلا للشرفاء».
 
ويكتمل المعنى الذى ذهب إليه سيد قطب بقوله: «لقد احتمل هذا الشعب ديكتاتورية طاغية باغية شريرة مريضة مدى خمسة عشر عاما أو تزيد، أفلا يحتمل ديكتاتورية عادلة نظيفة شريفة ستة أشهر، على فرض أن قيامكم بحركة التطهير يعتبر ديكتاتورية بأى وجه من الوجوه».!!