السند 1- الزوجة
مقالات مختارة | بقلم : رولا خرسا
السبت ٥ اغسطس ٢٠١٧
عندما أفكر كيف تكون الزوجة سندا لزوجها لا يتبادر إلى ذهنى إلا السيدة خديجة.. رضى الله عنها وأرضاها.. تفاصيل حياتها كلها عبارة عن مساندة.. بدأت الحكاية قبل الزواج يوم أن قررت اختياره ليقوم بتجارتها عندما سمعت عن أخلاقه واحتياجه للمال.. فهو ابن واحدة من أعرق عائلات قريش وأفضلها، إلا أنه كان فقيرا.. ولأن الله رحيم كريم، أرسل إلى محمد خديجة.. «ألم تكن عَائِلا فأغنى».. وسافر بتجارتها، وعاد بأكثر مما توقعت بكثير، فأجزلت له العطاء، وقررت أن تتزوجه.. هى مَن قامت بالخطوة الأولى.. هى مَن أرسلت إليه برغبتها.. لم تفكر فى أنه لا يمتلك مالا، أو أنه أصغر منها، فقد كانت فى الأربعين عندما تزوجا، وكان يصغرها بخمسة عشر عاما.. ورغم سنى عمرها الأربعين، فإنها أنجبت له البنات والبنين. وكأن الله سبحانه وتعالى أراد بكرمه أن يجعلها سببا لسعادة سيدنا محمد الرجل بألا يحرمه من مشاعر الأبوة.. عندما وافق سيدنا محمد على طلب السيدة خديجة قال عمه أبوطالب فى حفل الزواج كلمة لابد أن يتخذها كل مَن يُقدم على الزواج نبراسا عندما يتعلق الأمر باختلاف المستوى المادى: «إن ابن أخى هذا- محمد بن عبدالله- لا يُوزَن به رجل من قريش شرفاً ونبلاً وفضلاً إلا رجح به، وهو إن كان فى المال قِلّ، فإن المال ظل زائل، وأمر حائل، وعارية مسترجعة، اليوم معك، وغداً يكون مع فلان وفلان، وهذا يكون غنياً، ثم فقيراً، والفقير يصبح غنياً، والدول هكذا»..