الأقباط متحدون - دهشة طفل هى كل ما نريده لنتقدم
  • ١٥:١٢
  • السبت , ٥ اغسطس ٢٠١٧
English version

دهشة طفل هى كل ما نريده لنتقدم

مقالات مختارة | بقلم :خالد منتصر

٥٤: ١٠ م +02:00 EET

السبت ٥ اغسطس ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

 ما حدث مع الطفل شارلى إدواردز، البالغ من العمر عشر سنوات، خلال زيارته لمتحف التاريخ الطبيعى البريطانى، يستحق أن ندرس دلالاته ونحلله ويطلع عليه وزير التعليم د. طارق شوقى، الحكاية ببساطة أن «شارلى» تنبه لوجود خطأ علمى بشأن معلومات مقدمة عن الديناصورات، فما كان منه إلا أن أخبر القائمين على المتحف الذين اعترفوا بالخطأ وقاموا بإصلاحه.

 
وبالطبع تصحيح خطأ للمتحف البريطانى الشهير فى لندن يعد أمراً جللاً يتصدر مانشيتات نشرات الأخبار، وكما تقول وكالات الأنباء ربما يكون ما فعله طفل العشر سنوات حلماً لعلماء كبار ومتخصصين بارزين، قالت إذاعة مونت كارلو إن «إدواردز» الشغوف بالديناصورات لاحظ أثناء الزيارة التى قادته مع شقيقه ووالديه إلى المتحف، خطأ بأحد الرسوم البيانية المتعلقة بنوع حيوانى انقرض منذ نحو 65 مليون سنة، وقال الطفل «قرأت بطاقة تعريفية بديناصور كامل وضع إلى جانبه مجسم لإنسان حتى نتمكن من إدراك حجم الحيوان الحقيقى. وهنا لاحظت أن هنالك مشكلة فى شكل الديناصور». وأردف شارلى «وضع على البطاقة الملصقة اسم وصورة الديناصور، حيث يمكن أن نقرأ أنه من نوع أوفيرابتور، غير أن الديناصور لم يكن من هذا النوع، بل من نوع بروتوسيراتوبس على الأغلب»!!، يعنى الطفل لم يعرف أن هذا ديناصور فقط وهو عندنا غاية المراد من رب العباد.. لا إنه يعرف الأنواع ويفرقها أيضاً!!، ورغم الملاحظة التى قدمها الطفل إلا أن والديه لم يأخذاها على محمل الجد، فلا يمكن لطفل فى العاشرة أن يكون على صواب، ومتحف التاريخ الطبيعى على خطأ، لكن «شارلى» -كما يقول الخبر- وهو من عشاق ومتابعى علوم ما قبل التاريخ منذ أن كان فى الثالثة من عمره، أصر على رأيه وأجبر والدته على الحديث مع موظف المتحف، وبعد التحقق اللازم اعترف الموظفون بالخطأ، وأرسلوا فيما بعد رسالة شكر إلى منزل «شارلى»!!، يا الله معقول هذا التصرف الحضارى النبيل من موظفى هذا المتحف العظيم الذى يعتبر من وجهة نظرى أعظم المتاحف فى العالم، والذى عندما دخلته سرت فى جسدى رعشة رهبة من هذا الجهد الرهيب لهؤلاء العلماء فى الاهتمام بكل التفاصيل العلمية، إنه العلم يا سادة هو ما يعلمنا التواضع، العلم هو ما ينقذنا من التطرف لأن من يحب العلم ويفهمه ويطبقه يعرف تمام المعرفة أن كل شىء نسبى وقابل للنقد، يتخلى عن تأليه الأشخاص سواء كانوا حكاماً أو رجال دين، العلم لا يعرف القداسة للأشخاص والعصمة للعلماء، علماء هذا المتحف تعلموا من طفل، والطفل تعلم من المدرسة الجرأة فى النقد، والتفكير خارج القطيع، وعدم قبول الفكرة لمجرد أن قائلها فلان أو لأنها قيلت من ألف سنة.. إلخ، علموه فى المدرسة أن يفكر بحرية وجسارة ويحلق خارج الصندوق ويحلم وينطلق، لذلك اكتشف الخطأ، الفرق بيننا وبينهم أنهم هناك يحتفظون بالطفل داخلهم حتى فى سن السبعين، أما هنا فنقتل الطفل وهو ما زال فى السابعة!!.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع