الأقباط متحدون - مشرحة العقل بعد كشك الفتوى وقبل سلخانة الضمير!
  • ١٠:٢٧
  • السبت , ٢٩ يوليو ٢٠١٧
English version

مشرحة العقل بعد كشك الفتوى وقبل سلخانة الضمير!

مقالات مختارة | خالد منتصر

١٧: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ٢٩ يوليو ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

قرر فضيلة المفتى د. شوقى علام إطلاق مشروع «تشريح العقل المتطرف». وقد حدد المفتى أهداف هذا المشروع قائلاً بأن المشروع «يهدف إلى فهم وتشريح الفرد المتطرف والعوامل الأساسية الدافعة نحو التطرف، والمراحل التى يمر بها المتطرف وصولاً إلى تنفيذ الأعمال الإرهابية، عبر عقد مجموعة من جلسات العصف الذهنى وورش العمل للخروج بنماذج واضحة ودليل كاشف لأنماط المتطرفين ومراحل تحولهم، سواء فى الداخل أو الخارج». أى إن المفتى يريد، باختصار، فهم كيفية تشكيل العقل المتطرف وكيف يتحول من إنسان طبيعى وصفحة بيضاء إلى تكفيرى وانتحارى وجهادى متطرف. مشروع عظيم جداً، ومحاولة نحيى المفتى عليها، ونشد على يديه، ولكن بدلاً من إقامة مشرحة لعقل المتطرف وتعرُّض فضيلته إلى أضرار رائحة الفورمالين النفاذة، وتوفيراً للجهد والنفقات، أطالب فضيلة المفتى بالتوجه إلى مكتبة دار الإفتاء المجاورة لمكتب سيادته والاطلاع على الكتب التراثية التى تحتل رفوفها وسيجد حتماً الإجابة، بدون إقامة مشرحة عقل أو كشك فتوى! على فضيلته فقط أن يطلع على تفسير الفقهاء لآية السيف وخاتمة سورة الفاتحة وتفسير «الضالين والمغضوب عليهم»، ورسالة دكتوراه عمر عبدالرحمن فى «الولاء والبراء»، وشرح القدماء لأحاديث مثل الكلام عن الذنوب التى يحملها أبناء الديانات الأخرى فى الآخرة عنا نحن المسلمين ليدخلوا بها جهنم مكاننا، ومثل «النصرة بالرعب»... إلخ، ويا ليته يطلع أيضاً على كتب التاريخ ليعرف أن المتطرف عندما قرأ ما حدث مع يهود بنى قريظة اعتبره قانوناً يجب تطبيقه مع داعش.... إلخ. وإذا كان يود أن يتعمق أكثر، وأنا أعرف جيداً عمق ثقافة فضيلته وسعة اطلاعه، فليُنزل مجموع فتاوى ابن تيمية وكتبه الأخرى من على الرفوف، وليغلق باب المكتب ويقرأ مجرد ساعة فيها، سيكفى نفسه تعب وجهد وعبء فتح المشرحة، سيجد فضيلته عبارة «يُستتاب وإلا قُتل» 428 مرة، منها 200 مرة فقط فى كتاب فتاويه!! وسأكفى فضيلته مئونة التعب وضياع وقته الثمين وأرسل له عيّنة بسيطة من فتاوى ابن تيمية مساعدة له فى تشريح عقل المتطرف:

■ من قال إنه يجب على كل مسافر أن يصلى أربعاً فهو بمنزلة من قال إنه يجب على المسافر أن يصوم شهر رمضان، وكلاهما ضلال، مخالف لإجماع المسلمين، يُستتاب قائله، فإن تاب وإلا قُتل.

ابن تيمية، مجموع الفتاوى، الجزء 22، صـ 31.

■ الرجل البالغ إذا امتنع عن صلاة واحدة من الصلوات الخمس أو ترك بعض فرائضها المتفق عليها، فإنه يُستتاب فإن تاب وإلا قُتل.

ابن تيمية، مجموع الفتاوى، الجزء 3، صـ 429.

■ لو صلى صلاة بوضوء وأراد أن يصلى سائر الصلوات بغير وضوء، استُتيب فإن تاب وإلا قُتل.

ابن تيمية، مجموع الفتاوى، الجزء 21، صـ 379.

■ ومن أنكر التوسل به بأحد هذين المعنيين فهو كافر مرتد يُستتاب فإن تاب وإلا قُتل.

ابن تيمية، مجموع الفتاوى، الجزء 1، صـ 153.

■ من زعم أن الله لا يُرَى فى الآخرة فقد كفر وكذّب بالقرآن وردّ على الله تعالى أمره، يُستتاب فإن تاب وإلا قُتل.

ابن تيمية، مجموع الفتاوى، الجزء 6، صـ 499.

■ أكل الحيات والعقارب حرام بإجماع المسلمين، فمن أكلها مستحلاً لذلك فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قُتل.

ابن تيمية، مجموع الفتاوى، الجزء 11، صـ 609.

■ من قال: «القرآن مخلوق» يستتاب فإن تاب وإلا قُتل.

ابن تيمية، مجموع الفتاوى، الجزء 12، صـ 507.

■ ومعلوم أن هذا الكلام (أى القول بالمجاز فى القرآن) من أعظم المنكرات فى الشرع، وقائله يجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قُتل.

ابن تيمية، مجموع الفتاوى، الجزء 20، صـ 564.

■ الذى قال: كلم الله موسى بواسطة فهذا ضال مخطئ؛ بل قد نص الأئمة على أن من قال ذلك فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قُتل.

ابن تيمية، مجموع الفتاوى، الجزء 12، صـ 532.

انتهت عينة الفتاوى. وأعتقد أنه لا حاجة لنا بالمشرحة، ولكنى أطالب فضيلة المفتى بدلاً منها بسلخانة ضمير لكل من سمح باعتبار تلك الكتب مراجع لحياتنا وقدوة لشبابنا.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع