الأقباط متحدون - تعليقا على موضوع آدم يسبب أزمة داخل الكنيسة المنشور في روزاليوسف !
  • ٠٥:١١
  • السبت , ٢٢ يوليو ٢٠١٧
English version

تعليقا على موضوع آدم يسبب أزمة داخل الكنيسة المنشور في روزاليوسف !

١٩: ١٠ م +02:00 EET

السبت ٢٢ يوليو ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عصام نسيم

في تحقيق صحفي نشرته مجلة روزاليوسف بعنوان " آدم يسبب أزمة داخل جدران الكنيسة " تناول ما يثار حاليا من أفكار تدعي رمزية شخصيات آدم وحواء وما تناوله كتاب

اوسم وصفي أسئلة في العهد القديم. وجاء في التحقيق أن الدراسة التي قام بها اوسم وصفي أثارت كثير من الجدل حيث انها افكار ما يعرف باللاهوت الليبرالي
وقد جاء على لسان راهب يدعى مرقس المقاري أن القضية قديمة جدا

و من المؤسف أن يصرح أبناء كنيسة الإسكندرية - تلك الكنيسة التى اعتمدت المنهج المجازى الشامل لشرح العهد القديم بناء على مذهب فيلو السكندرى وكتابات القديس بولس الرسول - بالتاريخية الحرفية لجميع شخصيات وقصص العهد القديم! من المؤسف حقًّا أن أجدادنا كانوا يبحثون عن سر المسيح المخفى فى طى الأسفار اليهودية للتدرج فى معرفة الإله المتجسد، غير مبالين كثيرا بتاريخية النص أو عدمه،

بينما ينظر الأحفاد إلى تلك الأسفار على أنها مجرد ملزمة تاريخ!

واستشهد أيضا باوريجانوس قائلا

لنستمع إلى العلامة أوريجانوس (نحن الآن فى القرن الثانى والثالث الميلادى!) ماذا يقول عن تاريخية سفر أزعم أن أحدًا يشك فى أن هذه الأمور تشير مجازيًّا إلى أسرار معينة ورغم أن القصة تبدو تاريخا إلا أنها لم تحدث فى الواقع (عن كتاب «المبادئ»)

وللتعليق على هذا الجزء نقول
أولا : ما جاء قي كتاب د اوسم وصفي ليس دراسة ولكنه نقل بكتب متأثرة بفكر لاهوت التحرر وأهمها في العربية كتاب كوستي بندل كيف نفهم قصة آدم وحواء اليوم وأيضا كتب الاباء اليسوعين في لبنان والمشبعة بهذا الفكر المنحرف وقد ردد ايضا نفس الكلام باحث في نفس التحقيق ادعى أمور حقيقية عن ان آدم يعني البشر وليس شخص حقيقي !

ثانيا بالنسبة لنا قاله الراهب مرقس المقاري في التحقيق نقول أن المؤسف حقا هو ما ذكرته من أمور غير حقيقية ونشر تعاليم يخالف تعاليم كنيستنا القبطية والاستشهاد بشخص محروم من الكنيسة وتركت كل تعاليم آباء الكنيسة القديسين فقط لإثبات وجهة نظرك ! ولكن هذا أمر اعتدناه من بعض رهبان دير أبو مقار .

أما بالنسبة لما ذكره الراهب نقول بالفعل اعتمدت مدرسة الإسكندرية في القرون الثلاثة الأولى التفسير الرمزي للكتاب المقدس عكس مدرسة أنطاكية والتي اعتدمت التفسير الحرفي وقد كان هناك رواد لمدرسة الرمزية كان اشهر هم العلامة اوريجانوس والذي تأثر فعلا بفيلو اليهودي والذي تأثر بافلطون في تفسيره الرمزي للكتابات اليونانية وما تحتويه من قصص صراعات الالهه.

ورغم المغالاة احيانا في الرمزية كما حدث مع اوريجانوس ولكن لم ينكر أحد من آباء الكنيسة حرفية قصص الكتاب المقدس ربما تم التركيز على الجانب الرمزي واهمال حرفية القصص ولكن لم يقل أحد انها غير واقعية وحتى اوريجانوس فكما قال عنه ابونا تدارس يعقوب ملطي في تفسيره لسفر التكوين :
في القرن الثاني يبدو أن العلامة أوريجانوس تطلع إلي قصة آدم وحواء وما حدث معهما كقصة رمزية بحتة قدمها الوحي للكشف عن مفاهيم روحية تمس حياة الإنسان بالله، وأن الجنة لم تكن علي الأرض بل في السماء الثالثة حيث كان آدم وحواء روحين بلا جسدين حقيقيين قبل السقوط، وأنهما هبطا من الفردوس أو الجنة إلي الأرض بسبب سقوطهما وأن ما نالاه من جسدين إنما هو من قبيل العقاب.

ثم يقول معقبا
هذه الأفكار ترفضها الكنيسة تمامًا إذ تشوه من النظرة إلي العالم الذي خلقه الله كعلامة حب لنا، وتفسد نظرتنا لتقديس الجسد... هذا وقد أعلن السيد المسيح ورسله القديسين أحداث الخلق الأولي كأحداث واقعية لا رمزية.

والبطبع بالرجوع للكتاب المقدس تجد انه في العهدين تم التعامل مع شخصيات آدم وحواء على انها حقيقة وقد علم بذلك السيد المسيح والذي جاء في سلسلة انسابه آدم نفسه لو 3 وتحدث عن قصة السقوط كقصة حقيقية موضحًا دور إبليس وخداعه (يو 8: 44).

كذلك بولس الرسول 1كو3:11
كذلك ذكر السيد المسيح هابيل البار كشخصية حقيقية وهو ابن آدم وحواء مت 23 كذلك بولس الرسول عب 4:11
الي جانب انه تم ذكر كلمة آدم في العهدين حوالي 128 مرة لم يأتي ذكره ولا مرة واحدة غير انه شخصية حقيقية وهو اب كل البشرية .
الي جانب عشرات الاثباتات من الكتاب المقدس تثبت حقيقة شخصيات آدم وحواء وواقعية قصة السقوط .

أيضا كتابات الاباء تشهد بحقيقة آدم وحواء وعلى سبيل المثال كتابات القديس اثناسيوس وايضا البابا كيرلس الكبير في كتابه الجلافيرا ( التعليقات اللامعة ) وايضا القديس يوحنا ذهبي الفم في عظاته عن تفسير سفر التكوين الي جانب آباء كثيرين ولم نجد أحد الاباء يقول ان آدم شخصية غير حقيقية لذلك يتم الاستشهاد فقط بآراء اوريجانوس رغم ان اوريجانوس أنكر قصة السقوط ولكنه لم ينكر وجود آدم وحواء !!

أن هذا التعليم المنحرف ما هو إلا نتاج فكر لاهوت التحرر المنحرف والذي يطعن في كتابنا المقدس و يشكك في كثير من قصص الكتاب المقدس وأيضا معجزات السيد المسيح وميلاده العذرواي وامور أخرى كثيرة فالأمر ليس خاص بقصة رمزية آدم وحواء فقط فما هذا إلا بداية هذا الفكر المخرب المنحرف !
ومن المؤسف أن نجد من يدافع عن هذا الفكر الخاطئ ويدعي زيفا وزورا انه تعليم الكنيسة! !! لقد سبق أن حذرنا ومازلنا من فكر اللاهوت الليبرالي المنحرف والذي يتسلل الي كثير من الشباب بل ويعلم ببعضه بعض الرعاة او الخدام فهو فكر يطعن في كتابنا المقدس وينكر العقائد المسيحية .
ومن له اذان للسمع فليسمع

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد