الأقباط متحدون - إصلاح ماسبيرو يبدأ من المايوه
  • ١٨:٠٢
  • السبت , ٢٢ يوليو ٢٠١٧
English version

إصلاح ماسبيرو يبدأ من المايوه

مقالات مختارة | خالد منتصر

٤٥: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ٢٢ يوليو ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

انتفضت الهيئة الوطنية للإعلام، كما نشرت الصفحة الأخيرة لـ«الوطن»، وقررت أن ثورة الإصلاح تبدأ من منع المذيعات من نشر صورهن على الشاطئ بالمايوه أو الفساتين القصيرة على وسائل التواصل الاجتماعى نظراً لغضب المتابعين وخدش حيائهم!! المذيعات المقصودات اتضح أنهن مذيعة واحدة قال الخبر إن آراءها تزعج الهيئة الوطنية، والطامة الكبرى أنها تنتمى لأحد الأحزاب السياسية!! والعياذ بالله وأستغفر الله العظيم. أنا لا أعرف المذيعة، ولكنى أعرف أن الانتماء لحزب سياسى ليس جريمة، وأعرف أن الإجراءات الأمنية المفروض أن تمنع المنتقبات من دخول ماسبيرو وليس أن تمنع المايوهات من مارينا!! فالمنتقبات يملأن استوديوهات وطرقات ماسبيرو دون أن تعرف ملامحهن، ولو حدث أى انفجار أو اعتداء فلن تتعرف الكاميرات على هوية الجانى أو بالأصح الجانية، لم يطلب أحد من الهيئة أن تسمح لمذيعة بدخول ماسبيرو بالمايوه، لكن المنتقبة حرة فى بيتها، ومن ترتدى المايوه حرة على الساحل، ومن الخطأ الخلط بين السياسى والاجتماعى، ولا يصح عقاب مذيعة على رأيها السياسى بالنبش فى خصوصياتها الاجتماعية والأسرية.

هذا التربص الداعشى الذى سكن عقل ووجدان الكثيرين، ومن ضمنهم إعلاميون كبار، لا أستطيع له تفسيراً إلا المزاج السلفى الذى اجتاح المجتمع المصرى. السؤال: هل لم يدخل واحد من الهيئة الوطنية للإعلام حمامات ماسبيرو التى هى مصانع نشادر مركّز ومراكز أوبئة على شط النيل، رائحة كريهة لا تطاق تصيب من يفكر فى دخولها بالإغماء والجلطة!! هل دخل أحدكم استوديوهات الإذاعة وشم الرائحة المكمكمة وشاهد التنجيد يطل من مصارين الكراسى؟ هل لم تشاهد الهيئة الكاميرات «المهنّجة» وأجهزة المونتاج المتحفية التى تنتمى لعصر بتاح حتب والميكروفونات الملصوقة ببلاستر وأمير؟! هل لم تسمع عن فنيين لا يحضرون إلى ماسبيرو أحياناً لأنهم لا يجدون ثمن المواصلات؟ هل لم يتجول أحدهم فى طرقات المالية والحسابات ليرى الموظفات وهن يقمعن البامية ويحشين الكوسة؟! هل لم تنتفض الهيئة الوطنية للإعلام وهى ترى البؤس البرامجى والكساح الفنى لماسبيرو؟! هل لم تنزف الهيئة الوطنية للإعلام دماً وهى تشاهد شاشة ماسبيرو مهجورة فى رمضان كالصحراء الجرداء والأطلال المحطمة والخرابة المهجورة تنعى من بناها؟! هل شاهد أحدهم مسلسلاً تائهاً من إنتاج قطاع الدراما الذى أنتج فى الماضى ليالى الحلمية ورأفت الهجان وكل الدرر وأيقونات الدراما المصرية فى زمن ممدوح الليثى؟! هل لم يسمع أحدهم ولو إشاعة عن استضافة أطباء «مضروبين» فى برامج على تليفزيون الدولة وكتابة تليفوناتهم وعناوينهم وكأننا فى كباريه درجة تالتة؟!، ألم يسمعوا عن رشاوى الزيس، وما أدراك ما الزيس؟؟! ألم تصلهم صرخات المخرجين والمذيعين من ضعف الرواتب وتهالك الأجهزة؟! ألم يعرفوا أن هناك إدارات معطلة بالكامل مثل إدارة الرسوم المتحركة والتمثيليات... إلخ، ألم يدركوا أن الموظفين، وهم البطالة المقنّعة، يمثلون عشر أضعاف المبدعين ويلتهمون ثلاثة أرباع الميزانية؟! بالطبع لا، فهم مشغولون بمايوه المذيعة، أعانهم الله على احتمال المشهد الرهيب المثير للمشاعر المهيج للجوارح.. حقاً ماسبيرو يحتاج إلى ثورة تبدأ من البوركينى وتنتهى بالبكينى!!
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع