الأقباط متحدون - فرص مصر فى أزمة ألمانيا وأردوغان
  • ١٤:١٣
  • السبت , ٢٢ يوليو ٢٠١٧
English version

فرص مصر فى أزمة ألمانيا وأردوغان

مقالات مختارة | محمود مسلم

٤٣: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ٢٢ يوليو ٢٠١٧

محمود مسلم
محمود مسلم

العالم يموج بالمتغيرات والاضطرابات، وأعتقد أن الدبلوماسية الناعمة لم يعد لها مكان بين دول العالم، بل أصبحت الدبلوماسية العنيفة هى سيدة الموقف.

هنا فى ألمانيا لا صوت يعلو على الأزمة بين برلين وأنقرة، التى تُعتبر الأعنف فى تاريخ علاقات البلدين. وبالطبع مثل هذه العلاقات المتوترة ستنعكس على مصر بشكل أو بآخر، فنصائح الحكومة الألمانية لسياحها بعدم الذهاب إلى تركيا يمكن أن تمثل فرصة جديدة لمصر لاستقطاب السياح، كما أن تحذير الحكومة لشركاتها بعدم الاستثمار فى تركيا سيفتح بالتأكيد آفاقاً جديدة للاستثمار فى القاهرة. والأهم من السياح والاستثمار انعدام التأثير التركى فى السياسة الألمانية نحو مصر، حيث لعب الأتراك بعد 30 يونيو دوراً قذراً فى تشويه الثورة.

جئت إلى برلين منذ أيام ضمن زيارة نظمتها الجامعة الألمانية بالقاهرة، برئاسة د. أشرف منصور، وبالمناسبة معظم كبار المسئولين يرون فى الجامعة النموذج الأمثل للتعاون بين البلدين. وضم الوفد الزملاء الأعزاء: علاء ثابت، عماد الدين حسين، خالد ميرى، محمد السيد صالح، أمل فوزى، فؤاد منصور، رؤساء تحرير صحف الأهرام، الشروق، الأخبار، المصرى اليوم، نصف الدنيا، الأهرام إيبدو، بالإضافة إلى الكاتب الصحفى والمحلل السياسى أحمد المسلمانى. وتهدف الزيارة إلى فتح حوار مع كبار المسئولين الألمان حول العلاقات الثنائية، وحضرها السفير النشيط بدر عبدالعاطى الذى أشاد بأدائه كل من قابلناهم من كبار المسئولين الألمان، سواء فى البرلمان أو الحكومة أو وزارة الخارجية.

ورغم أن معظم اللقاءات غير قابلة للنشر، وكان الهدف الرئيسى لها بحث العلاقات الثنائية، فإن الأزمة التركية طغت على الحوار، خاصة أن وزير الخارجية الألمانى «جابرييل» قد قطع إجازته الصيفية بعد أن رُزق بمولود جديد، ليعلن القرارات الأخيرة ضد أردوغان رغم صعوبة الموقف، فألمانيا تتمتع بعلاقات قديمة ووطيدة مع تركيا، فهما زميلتان فى حلف الناتو، وهناك مشاركة فى عمليات عسكرية، كما أن هناك 3 ملايين تركى يعيشون فى ألمانيا، لدرجة أنك عندما تركب القطار فى بعض المناطق فى برلين تشعر كأنك فى إسطنبول، كما أن الجالية التركية هى الأكبر فى ألمانيا، ومع ذلك كانت القرارات، فالتحذيرات التى وجهت بعدم الاستثمار هناك تعنى أن الحكومة الألمانية لم تعد ضامنة لشركاتها من أى أضرار اقتصادية أو سياسية تلحق بها، وبالتالى فإن شركات التأمين، بالتبعية، إما سترفع أسعار خدماتها أو ستلغيها نهائياً فى حال الاستثمار فى تركيا.

بعض المسئولين الألمان يرون أنهم اتبعوا سياسة الصبر والنفس الطويل مع «أردوغان» لكنه لم يتعظ ورفض مقابلة وزير الخارجية الألمانى خلال زيارته الأخيرة لتركيا، كما قام بسجن 10 مواطنين ألمان على ذمة قضايا الانتماء لمنظمات إرهابية دون أدلة قاطعة، ورفض زيارة الألمان لهم، كما أدرج 63 شركة ألمانية على قوائم الإرهاب، ومع ذلك يفسر البعض أن السبب الرئيسى لتصعيد أردوغان يرجع إلى قيام ألمانيا بقبول طلبات لجوء سياسى لعدد من الذين تعرضوا لاضطهاد من النظام الأردوغانى بعد محاولة الانقلاب فى تركيا.

ومما لا شك فيه أن الخلاف الألمانى التركى يمثل فرصة حقيقية للسياحة والاستثمار الألمانى فى مصر، خاصة أن أجواء العلاقات بين البلدين هى الأفضل خلال السنوات الماضية، وأدركت ألمانيا بعمق طبيعة الظروف والتحديات داخل مصر، فهل ستتحرك القاهرة أم تنتظر حتى تبكى على اللبن المسكوب؟!
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع