الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. ميلاد إيما لازاروس، شاعرة أمريكية
  • ٢٣:١٨
  • السبت , ٢٢ يوليو ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. ميلاد إيما لازاروس، شاعرة أمريكية

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٨: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ٢٢ يوليو ٢٠١٧

إيما لازاروس، شاعرة أمريكية
إيما لازاروس، شاعرة أمريكية

فى مثل هذا اليوم 22يوليو 1849م..
إيما موسي لازاروس هي شاعرة أمريكية-يهودية، من رواد الحركة الأدبية الأمريكية في القرن التاسع عشر. اشتهرت بقصائدها ومؤلفاتها الأدبية الرفيعة التي نالت استحسان معاصريها من النقاد والأدباء، غير أن أشهر أعمالها كانت قصيدة التمثال الجديد والتي ألفتها عام 1883 في إطار جهود جمع التبرعات لبناء قاعدة تمثال الحرية. في عام 1903 - أي بعد 20 عاما من كتابة هذه القصيدة و 16 عاما من وفاتها - تم حفر كلماتها علي لوح من البرونز لتوضع في مدخل قاعدة التمثال. توفيت عن عمر يناهز 38 عاما فقط ويرجح أن يكون ذلك بسبب إصابتها بالسرطان.

ولدت إيما في مدينة نيويورك الأمريكية عام 1849 لعائلة ثرية مكونة من الأب (موسي) والأم (إستر) وسبعة أشقاء كانت هي الرابعة بينهم. منذ طفولتها أظهرت إيما نبوغا مبكرا في مجال الأدب مما حدي بوالدها إلي تشجيعها للاستمرار. وهكذا في السابعة عشر من عمرها أصدرت أول مؤلفاتها بعنوان "قصائد وترجمات كتبت بين الرابعة عشر والسابعة عشر"

تنوعت اهتماماتها بين الأدب الأميركي وذلك الأوروبي، وساعدها علي ذلك إلمامها باللغات الإنغليزية والإيطالية والألمانية إلي جانب كونها ذات ثقافة مزدوجة (أمريكية - يهودية) مما كان له أثر كبير في إثراء ثقافتها وشخصيتها وبالتالي انعكس ذلك علي مؤلفاتها. واسترعت موهبتها انتباه واحدا من أشهر الشعراء الأمريكيين في تلك الفترة وهو رالف والدو إيمرسن حيث أصبح بمثابة الأب الروحي والموجه لها حتي وفاته في عام 1882.

إتسمت أعمالها بالميل نحو الرومانسية حيث كانت تؤمن بمدأ الفن من أجل الفن، كما كانت تؤمن بكتابة الأشعار التي تدعو إلي تحقيق العدالة الاجتماعية. ووبالإضافة إلي كتابة مقالاتها وأشعارها الخاصة، فقد قامت بتبسيط العديد من الأشعار الألمانية والإيطالية وبخاصة أعمال كل من يوهان غوته وهاينرش هاينه وبصفة عامة فقد نشرت أعمالها وتناولتها دوريات مشهورة في ذلك الوقت حيث لاقت رواجا كبيرا بين الأدباء والتقاد والجمهور.في بداية حياتها لم يكن العداء لليهود كبيرا، لكن مع مرور السنوات بدأت تنتشر في أوروبا موجات عديدة للعداء لليهود خصوصا في روسيا حيث عاني اليهود في أواخر 1880 من مذابح ارتكبت ضدهم. في نفس الوقت كانت إيما قرأت رواية دانيل ديروندا للأديبة الإنجليزية جورج إليوت . وهكذا تضافرت هذه العوامل لكي تبدأ في إيما في الاهتمام بمشاعر أهلها من اليهود، وأن تكون أحد الأصوات الداعية لحسن معاملتهم حتي داخل أمريكا ذاتها. وشهدت أعمالها الكثير في هذا الإطار حيث قامت بكتابة العديد من المقالات بالإضافة إلي قيامها بترجمة الأشعار اليهودية إلي الغة الإنجليزية.

ونتيجة لشهرتها وثقافتها المزدوجة فقد أصبحت من أكبر المتحدثات باسم مجتمع اليهود الأمريكيين في الولايات المتحدة في الفترة بين عامي 1882-1883. وشاركت في أعمال الإغاثة لليهود الروس المضطهدين الذين رحلوا إلي أمريكا. ويعتبر الكثيرين أن إيما من أوائل الداعين إلي إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وهي بذلك سبقت فكرة ثيودور هيرتزل في إنشاء الحركة الصهيونية بثلاثة عشر عاما...في عام 1883 كانت الاستعدادات تجري علي قدم وساق في كل من فرنسا وأمريكا من أجل توفير التمويل اللازم لبناء وتقل تمثال الحرية الذي أهدته فرنسا إلي أمريكا بمناسبة الذكري المئوية للثورة الأمريكية (1775-1783). وقد شاركت إيما في هذه الجهود بكتابة قصيدة في 2 نوفمبر 1883 - اي قبل وفاتها بـ 4 أعوام فقط - وكانت بعنوان التمثال الجديد تعبر كلماتها عن الأرض الجديدة التي تستقبل المهاجرين إليها لينسوا فيها ما عانوه من اضطهاد وظلم في أوطانهم ويبدؤوا حياة جديدة. وقد استقبلت هذه القصيدة بحفاوة بالغة. فيما بعد، في 1903 تم حفرها علي لوحة برونزية ووضعت في مدخل قاعدة التمثال لتكون كلماتها في استقبال المهاجرين لأمريكا.

قامت إيما برحلتان إلي أوروبا: الأولي في مايو 1885 بعد وفاة والدها في مارس من نفس العام، والثانية في سبتمبر 1887. وعندما عادت إلي نيويورك بعد رحلتها الأخيرة كانت مريضة مرضا شديدا وتوفيت بعدها بشهرين في 19 نوفمبر 1887، ويرجح أن وفاتها ترجع لإصابتها بسرطان جوبكنز. في 1940 تم إعادة إلقاء الضوء علي مسيرة حياتها ومؤلفاتها في اقتراب الذكري المئوية لميلادها. ..!!