الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. امريكا تسحب تمويلها لمشروع السد العالى ..لان مصر من افقر بلدان العالم ..ومياه النيل ليست ملكها
  • ٠٥:٠٢
  • الخميس , ٢٠ يوليو ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. امريكا تسحب تمويلها لمشروع السد العالى ..لان مصر من افقر بلدان العالم ..ومياه النيل ليست ملكها

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢٩: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ٢٠ يوليو ٢٠١٧

لرئيس جمال عبد الناصر
لرئيس جمال عبد الناصر

 فى مثل هذا اليوم 20 يوليو1956..

سامح جميل

الح دكتور احمد حسين سفير مصر فى واشنطن على الرئيس جمال عبد الناصر ان يقبل الشروط الامريكية لتمويل مشروع السد العالى ..وكان عبد الناصر يرد عليه امريكا لن تشترك فى تمويل السد..
 
كان ذلك فى لقاء على الغذاء بين الرئيس والسفير والكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى استراحة برج العرب يوم 8 يوليو 1956,..ودارت المناقشات حول موقف امريكا من مشروع السد العالى الذى كانت مصر تعتزم بناؤه وتقدمت مصر بطلب الى البنك الدولى لتمويله..وحسب كتاب "ملفات السويس"..لهيكل فانه ومع الحاح السفير احمد حسين على عبد الناصر وصل الرئيس الى النهاية الى ان قال له "سوف اريحك لانى اريد ان اريح نفسى واريح الكل ..سافر الى واشنطن وقابل دالاس وقل لهم انى قبلت كل شروطهم ..وسوف نرى ان كانوا على استعداد او انهم غيروا رأيهم فى عرض التمويل"..
ويروى هيكل "حان موعد عودتنا الى القاهرة وخرج الرئيس معنا الى باب الاستراحة وسال الدكتور احمد حسين متى تنوى السفر لواشنطن ؟فاجاب احمد حسين بحماسة غدا اذا استطعت وكان تعليق عبد الناصر قبل ان تسافر اشترى اى كتاب عن قناة السويس واقراه"..ولم يلفت نظر السفير اوهيكل طلب عبد الناصر هذا..
 
وسافر حسين االى واشنطن وسافر عبد الناصر يوغسلافيا يوم 12 يوليو فى زيارة كانت مقررة من قبل..وفى واشنطن طلب احمد حسين موعدا مع جون فوستر دالاس وزير الخارجية وفى الساعة السادسة يوم الخميس 19 يوليو حدث اللقاء الذى بدات معه اولى العوواصف التى عاشتها المنطقة فيما بعد..
قال حسين لدالاس "ان لديه انباء يريد اخبارها له "...فرد دالاس "ان الولايات المتحدة غيرت رأيها فى موضوع السد العالى وانها الان تعتذر عن المضى قدما فى اى مفاوضات تتعلق بتمويل المشروع وان اسبابها ان بلدا من افقر بلدان العالم لايستطيع ان يتحمل تكاليف مشروع من اكبر المشروعات فيه..ثم ان مياه النيل ليست ملكا لمصر وحدها وان هناك اخرون على مجرى النهر لهم اراء اخرى.."واضاف دالاس "ان القرار اتخذ بالتشاور بين الرئيس ايزنهاور والكونجرس "..وبهت دكتور احمد حسين قائلا لدالاس "ان هذا القرار سيكون صدمة لمصر والعالم العربى "..وابتسم دالاس ابتسامة صفراء قائلا لحسين"انك وفى هذا المكتب ومنذ شهور قليلة قلت لى ان لديكم عرضا من الاتحاد السوفيتى واذا كان على استعداد لتمويل هذا المشروع الضخم فهذا شىء طيب لهم ولكم "..
 
ولم تدم المقابلة اكثر من عشرين دقيقة ووزعت الخارجية الامريكية بيانا صحفيا قالت فيه ان الولايات المتحدة اصبحت مقتنعة بان الحكومة المصرية ليس فى استطاعتها ان تقدم النقد المحلى اللازم لتنفيذ المشروع ..وان تنفيذ هذا المشروع العملاق سوف يفرض على الشعب المصرى تقشفا لمدة تتراوح بين 12 و15 عاما والشعب المصرى لن يتحمل ذلك..والحكومة الاممريكية لاترغب فى ان تتحمل مثل هذه المسؤلية..
وفى بريونى بيوغسلافيا كان الللقاء الختامى لمؤتمر القمة الثلاثى بين الرئيس اليوغسلافي تيتو والزعيم الهندى نهرو وجمال عبد الناصر فى مثل هذ اليوم 20 يوليو 1956 ..وفى نفس الوقت يتلقى عبد الناصر التقارير من واشنطن حول الموقف الامريكى وبعدها استقل الطائرة عائدا الى مصر ومعه نهرو الذى كان سيقضى يومانن فى القاهرة قبل سفره الى بيروت ..ويصف هيكل حالة عبد الناصر وهو على الطائرة "بدا وكأن كل خلجة فيبه متيقظة ومتحفزة ..وبعد قليل قام وعدنا الى مؤخرة الطائرة وكان السؤال الذى يشغل باله هو "مالذى يهدفون اليه بالضبط ..؟ان الرفض مفهوم ولكن ماصاحب الرفض من اهانة سياسية لابد ان يكون لها معناها ولها ماورائها "..ودارت العجلة ليكون الرد..
تاميم قناة السويس ...!!