الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. زواج انور وجدى وليلى مراد وضجة كبيرة حول الحدث
  • ١١:٠٧
  • السبت , ١٥ يوليو ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. زواج انور وجدى وليلى مراد وضجة كبيرة حول الحدث

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٥٨: ٠٤ م +02:00 EET

السبت ١٥ يوليو ٢٠١٧

زواج انور وجدى وليلى مراد
زواج انور وجدى وليلى مراد

فى مثل هذا اليوم 15يوليو 1945م..

سامح جميل

دخلت ليلى مراد إلى الاستديو لتلعب دور البطولة فى فيلم «روميو وجوليت» أمام المطرب «إبراهيم حمودة»، وذات صباح وهى تجلس فى غرفتها جاء من يقول لها: «أنور وجدى فى الاستديو يريد مقابلتك». لم تكن التقت به من قبل وحين دخل عليها، تحدث عن هدفه مباشرة دون لف ودوران، قال لها: «وضعت كل ما أملك من مال مع مجموعة من الشركاء لإنتاج فيلم ألعب بطولته أمامك ويخرجه كمال سليم، قالت ليلى: «أنا أجرى كبير جدا»، رد: «أنا حطيت كل فلوسى فى الفيلم ده ومش عايز غير ليلى مراد»، قالت: «أنا أجرى 15 ألف جنيه»، رد: «أنا بأبدأ حياتى، وإنتى لازم تساعدينى». هكذا بدأت مسيرة «أنور وجدى» و«ليلى مراد» بفيلم «ليلى بنت الفقراء» عام 1945، تخلله قصة حب بينهما صارت واحدة من أشهر قصص الحب التى عرفتها مصر فى القرن العشرين، توجت بالزواج لكنها انتهت بالطلاق. كانت قصة ليلى مع أنور فارقة فى حياتها الشخصية والفنية، قصة تداخلت فيها الغيرة والنميمة والمكيدة، شهدت أحزانا وأفراحا، دموعا، وضحكات، طفولة فى الحب، ونضوجا فى العقل، وأحزانا لفت حياتها منذ أن كانت طفلة صغيرة، وتركت فى عينيها مسحة حزن رغم عشرات

الأغانى التى شدت بها، ورقصنا معها فرحا وشجنا. كانا معا «حياة عاصفة» حسب ما يقول «صالح مرسى» فى كتابه «ليلى مراد» الذى يعد جزءا من سيرتها الذاتية روتها له، حياة احتوت على حقائق أغرب من الخيال، فهى وافقت على إلحاحه بأن تلعب أمامه بطولة فيلم «ليلى بنت الفقراء»، واقترحت عليه أن يقوم بإخراج الفيلم بدلا من كمال سليم الذى داهمه المرض فجأة قبل التصوير بأيام، كان وقتئذ ممثلا يلعب الأدوار الثانية، وكانت هى نجمة ملء السمع والبصر، أثناء التصوير اصطحبها ذات يوم بعد انتهاء العمل فى سيارته، قال لها: «يا سلام يا ليلى لو اتجوزتك وعشت معاكى على طول؟، صعقت ليلى»، علقت ساخرة: «ياه، مرة واحدة كده؟»، رد: «وفيها إيه يعنى، أهو ساعات ربنا يستجيب دعا الواحد»، ثم ترك عجلة القيادة رافعا يديه إلى السماء، صائحا بأعلى صوته: «يا رب.. تتجوزينى يا ليلى». انفجرت «ليلى» ضاحكة، وفى لذة شديدة بدأت تشعر بهذا «الغريب» الذى يغزو القلب فيهتز، وكأنه يتحرك من مطرحه، جربت هذا الشعور قبل سنوات قليلة حينما دخلت فى تجربة حب عنيفة، لكن الحبيب الذى ألهبها بكلمات الغزل لمدة ثلاث سنوات اشترط عليها أن تعتزل الفن حسب رغبة أسرته، لكنها رفضت وافترقا، ليكون هذا الفراق عنوانا جديدا فى قصتها مع الألم، التى بدأت منذ طفولتها حين كانت تشاهد أمها تبلل مخدتها بدموع الألم من الأب صاحب الغزوات النسائية المتعددة. جاءها «أنور» بعد فراق الحبيب الأول، وبعد أن كتبت قصتها مع الصعود الفنى والشخصى، فمع الملك توطدت

علاقتها، وأصبحت واحدة من المفضلين فى شلته، لكنها لم تقع فى حبه، بدأت علاقتها به حين فوجئت وهى فى الإسكندرية باستدعائها فى سراى رأس التين للغناء، وفى القصر ومع الحاشية غنت الكثير، وشدت بأغنيتها المفضلة عند الملك: «يا ريتنى أنسى الحب يا ريت»، انتهت الليلة، لكنها لم تنته مع «فاروق» صاحب الأطوار الغريبة، عادت إلى الفندق، وفى شرفة غرفتها راحت تسترجع مع صديقتها «نوال» ما حدث مع «الملك»، كان الظلام معتما، والحديث ينساب بين الاثنين، وفجأة أضيئت الأنوار، انتفضت: «مين؟»، رد: «أنا يا لا يلى»، هكذا كان يناديها «فاروق»، دعاها من جديد لتلحق به لتواصل الغناء، فعلت ذلك حتى توطدت العلاقة بينهما، كما توطدت العلاقة مع أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى. من هذه الخلفية حطت «ليلى» على قلب «أنور» وحط هو على قلبها، فبعد أيام من قوله لها: «تتجوزينى يا ليلى» كانت قصتهما معا حديث الوسط الفنى كله، وتزوجا قبل أن ينتهى تصوير «ليلى بنت الفقراء»، كان الزواج فى مثل هذا اليوم 15يوليو 1945 وأحدث ضجة كبيرة، رحبت به الصحف ونسجت حوله الحكايات، كان «أنور» فتى وسيما خفيف الظل، وكان محبوبا، أما ليلى فتحولت مع الأيام إلى نموذج لفتاة الأحلام لشباب مصر.

كانت تمثل دور الفتاة الطيبة المرحة التى تغنى دائما، وفى تلك السنوات التى تلت الحرب العالمية الثانية كانت مصر تغلى، كانت أحداث كوبرى عباس تلهب الوجدان الشعبى، والمظاهرات لا تكف والصراع السياسى يأخذ شكلا جادا، كان الإحساس بالقهر عاتيا فى صدور الناس، وعندما عرض فيلم «ليلى بنت الفقراء» لأول مرة فى سينما «استديو مصر» يوم 5 نوفمبر 1945، نجح نجاحا شديدا، كانت قصة الفيلم تحكى حكاية حب بين فتاة فقيرة تسكن فى حى السيدة زينب وضابط غنى أرستقراطى، وتقف العقبات الاجتماعية والطبقية فى طريق حبهما، تلك العقبات التى ينتصر عليها الحب فى النهاية، ومع قصة الحب الحقيقية فى الحياة بين ليلى وأنور وجدى، ازدحمت دور السينما بالناس.أكثر..!!

كانت «ليلى» تبلغ من العمر وقتئذ 27 عاما فهى من مواليد 17 فبراير 1918، وكان عمر أنور 41 عاما فهو من مواليد 11 أكتوبر 1904، وكان بينهما اختلاف فى الديانة، فهى «يهودية» وهو «مسلم» غير أن هذا الاختلاف لم يكن له تمدد يذكر فى حياتهما، كانت «ليلى» هى أقرب بنات والدها إلى قلبه، ولهذا سمح لها بحضور جلسات الغناء التى كان يعقدها فى منزله، ومن ضمن حضورها الموسيقار المصرى اليهودى «داود حسنى»، الذى أولاها رعاية خاصة، وفى عام 1932 كان موعدها مع الجمهور لأول مرة، وهى بعد لاتزال فى الرابعة عشرة من عمرها، كان الحفل على مسرح رمسيس، وحضره بمصاحبة صديقه الفنان محمد عبدالوهاب. بعد مسرح الريحانى، وأقام الحفل جدها لوالدتها «إبراهيم روشو»، وأسهم فيه أمير الشعراء أحمد شوقى...!!