الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم..إغتيال والي مصر عباس باشا الأول
  • ٢٠:٢٠
  • الخميس , ١٣ يوليو ٢٠١٧
English version

في مثل هذا اليوم..إغتيال والي مصر عباس باشا الأول

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٦: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ١٣ يوليو ٢٠١٧

إغتيال والي مصر عباس باشا الأول
إغتيال والي مصر عباس باشا الأول

 في مثل هذا اليوم13 يوليو 1854م..

سامح جميل
هو من سميت منطقة العباسية على اسمه، وهو ابن أحمد طوسون باشا بن محمد على باشا لكنه لم يرث عن جده مواهبه وعبقريته، ولم يشبه عمه إبراهيم باشا فى عظمته وانتصاراته، وكان خلوا من المزايا التي تؤهله لحكم بلد مثل مصر بما صارت عليه من قوة ومكانة في حياة جده.
 
ولد عباس ابن أحمد طوسون في جدة في ١٨١٣، ولم يدخر جده محمد على باشا جهدا في الاعتناء به وتأهيله لحكم مصر باعتباره أكبر أفراد أسرة محمد على سنًا وأحقهم بولاية الحكم بعد عمه إبراهيم باشا، فعهد إليه جده بالمناصب الإدارية والحربية، قلده منصب مدير الغربية لكن عباس الأول لم يكن في إدارته مثلا للحاكم الجيد ولم يتميز سوى بالقسوة في تصرفاته حتى قبل توليه الحكم، وكان جده ينهاه عن ذلك ويحذره من عواقبه ولكن طبيعته كانت الغالبة.
رغم أن محمد على بذل شيئاً من العناية فى تهيئة عباس لولاية الحكم، إذ كان أكبر أفراد الأسرة العلوية سناً، وبالتالى أحقهم بولاية الحكم بعد إبراهيم باشا، فقد عهد إليه جده بالمناصب الإدارية والحربية، فتقلد منصب مدير الغربية، ثم منصب كتخدا وكان له من التصرفات ما يهم عن القسوة، وكان يبلغ جده نبأ بعض هذه التصرفات فينهاه عنها ويحذره من عواقبها لكن طبيعته كانت تتغلب على نصائح جده وأوامره.
وكان مما ترك فى الغربية قصر الإقامة «بنك مصر حالياً» كما رمم عدداً من المساجد والقباب وأنشأ محطة السكك الحديدية القديمة ومبنى العمودية للمدينة بصندفا.
 
ثم تغير اسم مديرية الغربية إلى مديرية روضة البحرين بعد ضم مديرية المنوفية للغربية ثم نقل عاصمة الغربية من المحلة إلى طنطا بعد حكم دام قروناً عديدة.
 
كان عباس حلمى الأول شارك مع عمه إبراهيم باشا فى الحرب السورية، وقاد أحد الفيالق لكنه لم يتميز فيها بعمل يدل على البطولة أو الكفاءة ولم يملك من المزايا التى تلفت النظر سوى كونه حفيد رجل عظيم أسس ملكاً كبيراً، فصار إليه هذا الملك، دون أن تؤول إليه مواهب مؤسس هذا الملك، فكان شأنه شأن الوارث لتركة ضخمة جمعها مورثه بكفاءته وحسن تدبيره وتركها لمن خلى من المواهب والمزايا.
وكان إبراهيم باشا لا يرضيه من «عباس» سلوكه وميله إلى القسوة وكثيراً ما نقم عليه نزعته إلى إرهاق الناس حتى اضطره إلى الهجرة للحجاز، وبقى هناك إلى أن داهم الموت عمه.
 
كان عباس باشا فى الحجاز حينما لقى إبراهيم باشا ربه، فاستدعى إلى مصر ليخلفه تنفيذاً لنظام التوارث القديم، ويقول بعض المؤرخين إن عباس طيلة سنوات حكمه كان غريب الأطوار، شاذاً فى حياته كثير التطير، فيه ميل إلى القسوة، سيئ الظن بالناس، ولهذا كان كثيراً ما يأوى إلى العزلة، ويحتجب بين جدران قصوره، وكان يتخير لبنائها الجهات الموغلة فى الصحراء أو البعيدة عن العمران، فيما عدا سراى الخرنفش، وسراى الحلمية بالقاهرة.
وبنى قصراً فخماً بصحراء الريدانية التى تحولت إلى العباسية أحد أشهر أحياء القاهرة سميت منذ ذلك الحين باسمه. وقد أساء الرجل بأفراد أسرته وبكثير من رجالات محمد على وإبراهيم وخيل إليه الوهم بأنهم يأتمرون ضده فأساء معاملتهم وخشى الكثير منهم على حياته فرحل بعضهم إلى الأستانة والبعض إلى أوروبا، خوفاً من بطشه واشتد العداء بين الفريقين طوال مدة حكمه وبلغ به حقده على من يستهدفون غضبه أنه حاول قتل عمته الأميرة نازلى هانم، واشتدت العداوة حتى هاجرت إلى الأستانة خوفاً من بطشه.
 
وسعى إلى أن يغير نظام وراثة العرش ليجعل ابنه إلهامى باشا خليفة للحكم بدلاً من سعيد باشا لكنه لم يفلح فى مسعاه. وانتشرت الجاسوسية فى عهده انتشاراً مخيفاً فصار الرجل لا أمن على نفسه من صاحبه وصديقه ومن يغضب عليه ينفيه إلى السودان ويصادر أملاكه.
وعلى الصعيد العسكري شارك عباس مع عمه إبراهيم باشا في الحرب في الشام لكنه لم يتميز فيها بأي عمل ينم عن كفاءة، ولم تكن له ميزة سوى أنه حفيد رجل أسس ملكًا كبيرًا ودولة قوية فكان كالوارث لتركة ضخمة جمعها مورثه بكفاءته وحسن تدبيره وتركها لمن هو خلو من المواهب والمزايا وكان عمه إبراهيم باشا لا يرضيه منه ميله إلى القسوة ونزوعه لإرهاق الآهلين، حتى اضطره إلى الهجرة للحجاز فلما مات عمه إبراهيم استدعى ليخلفه في الحكم في ٢٤ نوفمبر ١٨٤٨.
 
وظل في الحكم لخمس سنوات ونصف، أساء خلالها الظن بأفراد أسرته وبكثير من رجال جده وعمه وخيل له أنهم يتآمرون عليه فأساء معاملتهم وخشى الكثير منهم على حياته فرحل بعضهم إلى الأستانة وأوروبا خوفًا من بطشه، وكان أيضا خلال فترة حكمه يبدو غريب الأطوار شاذًا في حياته كثير التطير سيئ الظن بالناس، ولهذا كان كثير ما يأوى إلى العزلة، ويحتجب بين جدران قصوره التي كان يتخير لبنائها الجهات الموغلة في الصحراء بعيدا عن العمران.
 
ففيما عدا سراي الخرنفش وسراى الحلمية بالقاهرة، بنى قصرًا بصحراء الريدانية التي تحولت إلى العباسية فيما بعد، وكانت قبل ذلك في جوف الصحراء، كما بنى قصرًا آخر على طريق السويس وقصرًا في بنها على ضفاف النيل، وهو القصر الذي قتل فيه في ١٣ يوليو ١٨٥٤.
قصص تروى إغتيال الخديوى عباس:
تولى عباس حلمى الأول حكم مصر فى الفترة من نوفمبر 1848 إلى يوليو 1854، هو حفيد محمد على وابن أخ إبراهيم باشا، مات مقتولا فى قصره فى بنها فى ١٣ يوليو ١٨٥٤م، نتيجة مؤامرة من مؤامرات القصور،
وحول حقيقة ذلك روى العديد من القصص فكان منها ما يؤكد أن الخديو عباس كانت له حاشية من المماليك يقربهم إليه ويصطفيهم، وكان يعطيهم الرتب العسكرية العالية حتى وإن لم يكن لهم الحق بها، حتى أصبح أكثرهم على رتبة قائم مقام، وكان كبيرهم يُسمى”خليل درويش بك” ونتيجة لسوء معاملة خليل لباقى المماليك وقعت مشادات فيما بينهم، مما أثار غضبه، ودفعه لشكوتهم عند الخديو عباس، فأمر بجلدهم وتجريدهم من ثيابهم العسكرية، وأرسلهم إلى الاصطبلات لخدمة الخيل لكن مصطفى باشا أمين الخزانة طالب الخديو بالعفو عنهم فوافق.
وكان من عادة عباس عند نومه أن يقوم على حراسته غلامان من مماليكه،
وفى 14 يوليه عام 1854 أتى عدد من المماليك واجتمعوا عليه حتى قضوا عليه، وفى الصباح اتفق الجميع على عدم إذاعة الخبر حتى نقل الخديو إلى القاهرة فى عربة ووصلا إلى قصره بالحلمية.
وتروى بعض القصص حسبما ذكر موقع الملك فاروق أن الأميرة نازلى هانم عمة الخديو عباس أمرت مملوكين من أتباعها بقتله، من خلال التنكر كونهما عبيد بسوق الرقيق بالقاهرة، كى يشتريهما عباس ويدخلهما فى خدمته، فاشتراهما بالفعل وأسند إليهما مهام حراسته ليلا، وفى ثانى أيام حراستهما له استعدا فور استغراقه فى النوم فانقضا عليه وقتلاه، وفور انتهائهم نزلا اصطبلات الخيل الملحقة بالسراى، وطلبا إلى السائس أن يجهز لهما فورا جوادين بحجة أن الباشا يطلب حاجة له من قصره بالعباسية، فلم يشك الخادم بالأمر، وجهز لهما الجوادين فسارا بهما إلى خارج القاهرة للهروب إلى الأستانة، حيث أعطتهم الأميرة نازلى مكافأة سخية على إنفاذ المؤامرة. 
 
يقول نوبار باشا كبير النظار عن مقتله انه قتله اربعة من مماليكه حيث طعنوه اثناء نومه ،وهناك قصة طويلة عن كيغية تنفيذ القتل،ويذكر ايضا نوبار باشا ان التحريض جاء من عمة الوالى عباس باشا نازلى هانم هى التى حرضت على قتله حسبما قيل لنوبار..وانها اغرت اثنين من المماليك بجسدها ..قبل الحادث بايام قليلة..ويقول نوبار انه ليس هناك مايعطينى الحق فى تصديق هذه الرواية ولكن ﻻيوجد مايمنعنى من اﻻخذ بها..
 
وقالت الدكتورة عفاف لطفي السيد - جريدة الأخبار 23/12/2008م السنة 57 العدد 17685 ويسألونك عن التخلف: مصر وأسرة محمد علي لم يكن إسماعيل وحده السفاح. ظهر سفاح آخر في اولاد محمد علي هو حفيده عباس، من ابنه طوسون، الذي كان أيضا شاذا جنسيا. وقد اصبح هذا السفاح الشاذ خديوي لمصر!!