الأقباط متحدون - ما نعرفه ونقوله وما تعرفونه وتتحاشون قوله
  • ١٨:٤٨
  • الاربعاء , ١٢ يوليو ٢٠١٧
English version

ما نعرفه ونقوله وما تعرفونه وتتحاشون قوله

فاروق عطية

مساحة رأي

٤٩: ٠٧ م +02:00 EET

الاربعاء ١٢ يوليو ٢٠١٧

ما يعرف وما لا يقال
ما يعرف وما لا يقال
فاروق عطية 
  قرأت مقال الصحفية السعودية زينب البحراني بعنوان "ما يعرف وما لا يقال "، قرأته عدة مرات ولم أجد فيه ما أغضب الكثيرين في مصرنا المحروسة، وأري أنها قالت بعض مما تعرف وما يجب أن يقال من وجهة نظرها، وأنا أتفق معها خاصة في الحقائق التالية:
ـ هل تستطيع مصر إرجاع المليارات التي تم دفعها مقابل “تيران وصنافير”؟ أنا أجيب قبلها بلا . فقد وثقنا في من توهمنا أنه الزعيم المنتظر الذي سوف  يخلص مصر من كبوتها حتي أطلقنا عليه لقب أحموسيسي، وعضدناه ونزلنا خلفه بالملايين، وكانت النتيجة بيع جزء عزيز من تراب مصر شهد دماء الآبطال ترويه دفاعا وصونا. باعه بعدة مليارات كما وضّحت الكاتبة ولم ينكره أحد من الأسرة الحاكمة البدوية، أنفقها في تفريعة خائبة لا لزوم لها في وقت يسوده كساد تجاري يعم العالم، ووجود البدائل الأرخص، وإنشاء عاصمة إدارية لسنا في حاجة ملحّة لها قدر حاجتنا لمشاريع تنموية حقيقية سريعة العطاء لتنعش اقتصادنا الآيل للسقوط. وحين ثار الغيورين علي تراب مصر وحكمت المحكمة الدستورية العليا بما لا يدع مجالا للشك بمصرية الجزيرتين منذ فجر التاريخ وقبل وجود أي مجتمع حضاري يسكن جزيرة البدو القاحلة. وأمام عجز الدولة في رد ما أخذ مقابل بيعهما، أُخرِجت مسرحية مجلس العار الهابطة بقيادة عبعار وشركاه مصطفي بعري ومرتضي مهزوم، وميديا مرتشية علي رأسها عرة الصعايدة أحمر موسي. وكان العرض الأول للمسرحية الفاشلة ليلة العيد حين وقّع من لا يملك التنازل لمن لا يستحق فغابت شمس الفرحة في نهار العيد عن كل المصريين، وسوف يذكر التاريخ بأحرف من نار كل من خان ومن ارتشي والتاريخ لا يكذب ولا يتجمّل.
 
ـ  لو تم دفع مليار لكل مواطن مصري مقابل أن يترك مصر، ويتخلى عن الجنسية المصرية، ويأتي للإقامة في السعودية مقابل أن تأخذ السعودية مصر كلها وتسجلها باسمها هل سيرفض كل المصريين ذلك أم سيقبله أكثرهم ويرفضه أقلّهم؟ أنا أجيب قبلها أن الظروف الصعبة التي يعيشها شعب مصر وما تقوم به الحكومة الفاشلة من سياسات خاطئة نتيجة جهل اقتصادي أو سوء نية جعلت الطبقة الوسطي التي كانت مستورة تنحدر بسرعة الصاروخ نحو الطبقة الدنيا ومعدومة الدخل، جعل الكثيرين ممن لا خلاق ولا وطنية لهم يسارعون بقبول الفتات الذي يقدم لهم لبيع مصر وتاريخ مصر وحضارتها بأبخس الأثمان.
 
ـ جزء من الشعب المصري يرتدي ثوب “الثائر لكرامة أرضه” ثم سرعان ما ينسى الأمر عندما يلمح “عقد عمل” في السعودية. نعم سيدتي فنحن نعيش زمن التدني وانعدام الوطنية وذلك بفضل وهّابيتكم التي شوهت الدين وملأته بالخرافات والخزعبلات والتي بثثتموها في مصرنا الغالية وأوهمتم الناس أن لا وطن ولا حدود وكل البلاد بلاد المسلمين فهانت الأوطان وطز في مصر وشعب مصر. صدقكم الناس لسيطرة الدين علي عقولهم واقتناعهم بما يبثه أتباعكم أمثال محمد حسان وبرهامي وأبو يعقوب ورابعهم كلبهم وجدي غنيم.
 
ـ وكل ما قالته عن ملايين العاملين في جزيرة البداوة وعدم الحاجة الفعلية لجهودهم ووجود من هم أكفأ وأرخص منهم من الهنود والباكستان وبلاد تركب الأفيال، وعدم مقدرة مصر علي إيجادأعمال لهم لو عادوا. وأزيد عليه أن خبراتهم فعلا متدنية وأقل من أمثالهم الآسيويين لتدني التعليم في مدارس مصر وجامعاتها منذ انقلاب الجيش علي الحكم الملكي وتغلغل الإخوان في وزارة التربية والتعليم وخلط الدين بالعلم وبث الكراهية بين الطلاب وانتشار الدروس الخصوصية وفساد الذمم، وسرقة مجهود النابهين في الكنترولات لمصلحة أبناء الصفوة من الفاشلين، ودخول العجزة والفاشلين جامعة الأزهر متخطين مكتب تنسيق الجامعات وتخريج أجيال من الإرهابيين في صورة أطباء ومهندسين وقانونيين.
 
   مع تأييدي واحترامي لكل ما قالته عن بعض مما تعرف وصراحتها فيما قالت، ولكن هناك الكثير مما هي تعرفه ويعرفه الكثيرون من أهل البداوة ولا تستطيع ولا يستطيعون ويتحاشون قوله، لكني أقوله فقط لأذكرها وأذكرهم. أنتم تكرهون مصر وتتمنون وتعملون علي إفقارها وزوالها ولكم أسبابكم التي تعلمونها وتتحاشون الحديث عنها وأهمها:
ـ حين قامت أول دولة لكم في وسط الجزيرة العربية بزعامة محمد آلـ سعود بن مقرن أمير الدرعية متحالفا مع محمد بن عبد الوهاب آلـ شيخ عام 1744، أزعجت بسبب تطرفها الديني الباب العالي الذي طلب من واليه في مصر (محمد علي باشا) أن يجرد جيشه عليهم، الذي لبي أمر السلطان عام 1811 وأرسل إبنه طوسون بجيش مصري استطاع هزيمتهم عام 1812 وفتح المدينة، في أغسطس 1816 أرسل ابنه إبراهيم باشا من القاهرة فَسحَقَ الوهابيين سَحْقاً حتى تراجعوا إلى عاصمتهم الدِّرْعِيّة وتحصنوا فيها، فحاصرهم إبراهيم باشا في أبريل 1818 طوال الصيف. وفي 9 سبتمبر1818 استسلم الوهابيون، ودَكّت جيوش إبراهيم باشا الدِّرْعِيّة دَكاً، وأسر أميرهم عبد الله بن سعود، وأرسله لوالده محمد علي باشا الذي أرسله إلي الباب العالي بالأسيتانة، فطافوا به في أسواقها ثلاثة أيام ثم قتلوه، ونال إبراهيم باشا هدية ثمينة من السلطان كما نال أبوه محمد علي باشا لقب خان وهو لقب لم يحظ به سواه.
 
ـ وحينما قامت الدولة السعودية الثانية، بقيادة الإمام تركي بن عبدالله عام 1820م، قام محمد علي باشا في عام 1836م بإرسال الأمير خالد بن سعود بن عبدالعزيز، الذي كان يقيم بمصر منذ الأسر، إلى نجد مع قوة بقيادة إسماعيل بك للإطاحة بحكم الإمام فيصل بن تركي، جد الملك عبدالعزيز، ثم عزز هذه القوة بحملة ثانية قادها خورشيد باشا وتمكنت من أسر الإمام فيصل بن تركي وأبنائه وشقيقه جلوي في ديسمبر1838م، وأُرسِلهم أسري إلى مصر، وبقائهم بها 5 سنوات حتى تمكن الإمام فيصل من الهرب والعودة إلى نجد في عام 1843م واضطرت القوات المصرية إلى الانسحاب من شبه الجزيرة العربية بعد ضغوط الدول الأوروبية، في مؤتمر لندن 1840م.
 
ـ ومع قيام دولة آل سعود الثالثة، في موسم الحج عام 1926م وهو أول موسم للحج يتولاه الملك عبدالعزيز بعد دخوله الحجاز، اعترض الوهابيون في نجد على الموسيقى والأبواق وغيرها من المظاهر التي تصاحب محمل الحجاج المصريين واعتبروها بدعا، ولما حاولوا منعهم أصدر قائد الحج المصري محمود عزمي باشا، أوامره بإطلاق النار عليهم، فسقط ما بين خمسة وعشرين إلى أربعين قتيلاً منهم، وعاد قائد المحمل ورجاله إلى مصر سالمين، واعتبر الملك فؤاد هذا الأمر تحدياً شخصياً له، فأمر بمنع إرسال كسوة الكعبة المشرفة التي اعتادت مصر على إرسالها كل عام، كما أوقف صرف واردات الأوقاف العائدة للحرمَين الشريفَين.  
 
ـ بعد نجاح حركة ألضباط 1952 في مصر، ارتجف آلـ سعود ووضعوا أيديهم على قلوبهم خوفا من إمتداد ألثورة إلى بلادهم، خاصة وأن أهم أهداف الثورة كانت إحياء ألقومية ألعربية، وتحقيق الوحدة بين ألدول ألعربية، والقضاء علي الإمبريالية الرجعية المتخلفة. هذه ألأفكار كلها كانت تصب في خانة ألقضاء على آل سعود ألذين زرعهم ألغرب وألإستعمار بهدف تشتيت ألعرب وتفريقهم وتمزيقهم وتقسيمهم لدول ودويلات لا حول لها ولا قوة. 
 
ـ وحين أعلنت الوحدة بين مصر وسوريا في 22 فبراير 1958م زاد رعب آلـ سعود وكان لهم الدور الرئيسي في مؤامرة الانفصال (28 سبتمبر 1961)، والتى مولها الملك سعود بتخطيط أمريكى ومساعدة الملك حسين ملك الأردن، لتشكل ضربة جديدة وقاتلة للعلاقات المصرية السعودية، ، لحقها في شهر يوليو 1962 محاولة جديدة مولها الملك سعود بمشاركة مجموعة من المصريين لنسف المنصة التى كان مقررا أن يلقى عبد الناصر منها خطابه في العيد العاشر للثورة بميدان عابدين، وقد تم اكتشاف العملية واكتشاف سلاحها قبل ساعات من موعد بدء الخطاب. 
 
ـ في 26 سبتمبر 1962 قامت الثورة ضد المملكة المتوكلية في شمال اليمن، وكان دور آل سعود بالعمل على إجهاضها عنيفا وضاريا، بتمويل القبائل اليمنية بالسلاح والذهب، بالتعاون مع الأردن، والتحالف مع بريطانيا التى كانت تحتل جنوب اليمن وأقلقتها مشروعات ناصر المستمرة لطردها من أخر معاقلها شرق السويس. وتكاد الثورة أن تجهض لولا طلبها المساعدة من مصر التي لبت النداء. تم تشكيل تحالف دولى لتجنيد المرتزقة من كل أنحاء العالم وشراء أسلحة للقتال في اليمن بالأموال السعودية ومساندة بريطانيا وشركات البترول الأمريكية للقتال ضد القوات المصرية التى تدافع عن ثورة اليمن، وأصبحت الحدود السعودية اليمنية مناطق حشد لنقل السلاح والذخيرة والمقاتلين المرتزقة إلى اليمن وتحولت الحرب إلى عملية إستنزاف طويلة (من1962 حتي 1970)، وكانت حرب اليمن من أول أسباب نكسة 1967.
 
ـ إنكشاف الدور الحقير للملك فيصل ملك دولة البداوة في تأليب أمريكا لدفع إسرائيل لشن حرب خاطفة علي مصر عام 1967 مما أدي للهزيمة المُرة التي أسعدت آلـ سعود. في وثيقة بتاريخ 27 ديسمبر1966م، وتحمل رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودى، وفيها يقول الملك السعودى العميل لسيده الرئيس الأمريكي ليندون جونسون:
من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس، ومما عرضناه بإيجاز يتبين لكم أن مصر هى العدو الأكبر لنا جميعا، وأن هذا العدو إن ترك يحرض ويدعم الأعداء عسكريا وإعلاميا ، فلن يأتى عام 1970، كما قال الخبير فى إدارتكم السيد كيرميت روزفلت – وعرشنا ومصالحنا فى الوجود. لذلك فأننى أبارك، ما سبق للخبراء الأمريكان فى مملكتنا، أن اقترحوه، لأتقدم بالاقتراحات التالية:
-أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولى به على أهم الأماكن حيوية فى مصر، لتضطرها بذلك، لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط ، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة لن يرفع بعدها أى مصرى رأسه خلف القناة، ليحاول إعادة مطامع محمد على وعبد الناصر فى وحدة عربية، بذلك نعطى لأنفسنا مهلة طويلة لتصفية أجساد المبادئ الهدامة، لا فى مملكتنا فحسب، بل وفى البلاد العربية ومن ثم بعدها، لا مانع لدينا من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية إقتداء بالقول (أرحموا شرير قوم ذل) وكذلك لاتقاء أصواتهم الكريهة فى الإعلام.
http://elw3yalarabi.org/2017/05/10/%D8%AE%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%A7%D8%B5-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D8%AE%D9%81%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84
   وفي الختام أقول لكي سيدتي، كان الأجدر بكي أن تشجبي ما يقوم به مليككم حفيد مردخاي اليهودي العراقي تاجر الغلال من الاستيلاء علي جزر مصر وإهدائها في النهاية لإسرائيل دولة أجداده. ولتعرفي حقيقة آل مردخاي إقرأي هذا المقال:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=521816
وتذكري جيدا أن النفط منتج حفري سينتهي أن آجلا أم عاجل وسيعود شعبك لبداوته يرعي الغنم ويحدو الإبل، وتبقي مصر بلد المدنية والحضارة. وتذكري أيضا أن الأسود إذا وهنت أو مرضت وخَفَتَ زئيرها ستظل أسودا، كما أن الكلاب إذا قويت وتوحشت وعلي نباحها ستظل أيضا كلابا.
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد