الأقباط متحدون - مراجعات الإخوان الجدد!
  • ٠٢:٤٢
  • الاربعاء , ١٢ يوليو ٢٠١٧
English version

مراجعات الإخوان الجدد!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٤٩: ٠٩ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٢ يوليو ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

تعودت ألا أصادر على المطلوب، ولكن سوء الظن من حُسن الفطن، وكثيراً ما اكتوينا بنار المراجعات الفكرية فى صفوف الإخوان والتابعين، تأسيساً على باطنيتهم، وانتهاجهم «فقه المعاريض»، الذى هو صورة إخوانية من «التقية الشيعية»، يكذبون وهم يكذبون.

وأمام ما يسمى المراجعات الفكرية لإخوان الفيوم وبنى سويف، وإعلانهم الانفصال عن الجماعة تنظيمياً، لا أملك سوى الحذر، الحذر واجب، الإخوان خطر، وتالياً اختبار هذه المراجعات، ولدينا من الكفاءات الأمنية والفكرية والدعوية ما يمكن من الوقوف على حقيقتها، وتبين مراميها، لعل هناك بينهم من انتوى خيراً، فلا نقطع فيه أملا فى العودة إلى صراط الوطن المستقيم.

راجعت خطاب إخوان الفيوم وبنى سويف فى السجون الذى نشرته «اليوم السابع» على خبراء معتبرين فى المراجعات، فاختلفوا ما بين مصدق ومبارك، ومكذب ومحذر، هكذا توقعت، فلكل قياسه، ولكل رؤيته، ولكنهم جميعاً اجتمعوا على ضرورة اختبار هذه المراجعات على أرضية السجون.

معلوم أن السجون تضم درجات من الإخوان، بنفس تراتبية الجماعة، منهم من هو متعاطف، وعامل، وقيادى، وعلى الهامش العريض، هناك من أخذ بجريرة قيادات الإخوان، ما يمكن تسميتهم تمييزاً، «الإخوان الجدد»، وهؤلاء مثل العشب الذى دهسته فيلة الجماعة وهى تنطح صخر الدولة المصرية الصلبة برؤوسها الحمقاء.

شخصياً، لا أفرق بينهم على هذه الأرضية، أفرق فقط بين من رفع السلاح فى وجه الدولة، إخوان كان أو كائن من كان، وبين من يعارض سياسياً بالرأى والحجة وحتى الرفض، وكنا رافضين لحكم الإخوان، ولم نخرج عليهم يوم 30 يونيو شاهرين السلاح، بل أزحناهم من الحكم سلمياً فى فرح كبير.

وعليه مطلوب اختبار هذه المراجعات على أرضية السجون بتواصل الخبراء الأمنيين ممن تتوفر فيهم خبرة السنين فى إنجاز مراجعات سبقت، من أول «دعاة لا قضاة» وحتى مراجعات الجماعة الإسلامية، وجميعها تمت فى السجون وعبر ماراثون طويل من المحاورات، بدأت رفضاً وانتهت قبولاً، ثم نضجت كتباً منشورة، واللواء فؤاد علام نموذج ومثال.

ومراجعتها على ثقاة من الذين راجعوا وصدقوا العزم على تطليق العنف فعلا وفكرا، ولا ينبئك مثل خبير، وهؤلاء خبروا لغة المراجعة، ويستطيعون الحكم عليها من بين سطورها، ويقفون على الحرف إذا شط أو انحرف أو انجرف، ومن أول نظرة يقطعون بصدق المراجعات أو كذبها، ناجح إبراهيم نموذج ومثال.

والذين خرجوا من الإخوان على بينة من الأمر، وهؤلاء تحديداً أهم اختبار لصدقية هذه المراجعات، حتى عهد قريب كانوا إخواناً، وما خرجوا إلا رفضاً لقطبية الجماعة وتطرفها وتحولها إلى تنظيم إرهابى يعتمد العنف سبيلا، وهم أدرى بشعابها وتنظيمها الداخلى ومكاتبها الإدارية وشعبها وكتائبها وأسرها وتنظيمها الخاص.

إذا استقبلوا من جانب هؤلاء استقبالاً حسناً وتمكنوا من حوارات مع هؤلاء، لعادوا بالقول الفصل، وجنبوا الدولة أن تدفع ثمناً إذا ما اعتمدت هذه المراجعات قبولا، أو أشاحت بوجهها عنهم رفضا، ثروت الخرباوى نموذج ومثال.

تأكيداً لا نتحدث عن مصالحات أو تمهيد لما يظنه البعض مصالحات، أو توطئة لما يتم سراً إذا كان هناك شك يعتور البعض، وهذا مشروع تماماً، وليكن معلوماً المصالحة مع الإخوان كما قال عبدالناصر خيانة وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معان، لا مصالحة على الدم.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع