الأقباط متحدون - الشماتة فى قطر.. فريضة
  • ١٧:٣٦
  • الاثنين , ١٠ يوليو ٢٠١٧
English version

الشماتة فى قطر.. فريضة

مقالات مختارة | بقلم : علاء حمودة

٢٦: ٠٢ م +02:00 EET

الاثنين ١٠ يوليو ٢٠١٧

علاء حمودة
علاء حمودة
سبحان المعز المذل، دويلة «قطر» التى فردت عضلاتها على الجميع، فى الأعوام الستة الأخيرة، وراحت تدعم الثورات الملونة، وكابوس الربيع الأسود، الذى لا تعرف له رأسًا من ذيل، ولا ما هو هدفه بالضبط، أصبحت اليوم كفأر مذعور متكوم فى أحد الأركان، يحاصره الجميع ويرغبون فى الخلاص منه..لقد كان دعم قطر للربيع العربى منذ البداية، وترديدها لشعارات الحرية والديموقراطية، أمرا غير مفهوم ويثير الحيرة، فهى من الأصل لا تعرف لهذه المصطلحات معنى، ولا يحكمها حاكم إلا بانقلاب على من سبقه، والأخ يسجن شقيقه ويقتل أبناء عمومته والزوجة تتآمر على زوجها.
 
مسخ دولة.. شيء أشبه بعش العنكبوت، أوهى البيوت أمنًا؛ حيث تقتل الأنثى ذكرها، ثم تشرع فى افتراس صغارها الذين خرجوا من البيض يفرون من أمهم فى فزع، ليبدأوا فى افتراس بعضهم البعض بالتالى.
 
وقطر لا تمتلك برلمانًا، ولا مجلسًا اتحاديًا، ولا مجلس شورى، ولا يوجد فيها تداول سلمى للسلطة، ولا تسمح بأية معارضة، ولا يوجد لديها أى لمحة من اللمحات التى تراها فى الدول الديموقراطية.
 
هذه الدويلة التى تراها على الخارطة كأنها إصبع صغير مشوه يبرز من السعودية، لا تمتلك سوى المال، وحتى المال عجزت عن استخدامه فيما خلقه الله من أجله، فراحت تمول القتلة والمجرمين، وتدفع ثمن القتل والحرق والاغتصاب والتدمير، وتأوى أحقر مجموعة من المرتزقة، جاءوها سعيًا من شتى بقاع الأرض، مثلما تسعى الصراصير نحو صفيحة قمامة.
 
ولكن «صفيحة القمامة» تلك، استطاعت عن طريق قوتها الناعمة؛ وذراعها الإعلامية المسمى بالجزيرة، و التى بدورها تضم حفنة من أسوأ مرتزقة الإعلام فى التاريخ، فى تشويه عشرات والمفاهيم، والعبث بالكثير من العقول؛ خاصة عقول الشباب، الذين التفوا حولها وراحوا يتشربون ما تردده، حتى استيقظنا ذات صباح ووجدنا أنفسنا أمام كارثة.
 
لقد أفقنا لنجد أن الشباب قد شاهت عقولهم ومسخت أمخاخهم، فراحوا يطلقون على الأبيض «أسود» و الأسود «أبيض».. وأصبح جندى الجيش ورجل الأمن يسمون «مرتزقة» و«ميليشيا» بينما المجرمون والإرهابيون يسمون «جيش».
رجل المخابرات أصبح «خائنًا»، بنما الجاسوس أصبح «وطنيًا».
 
العمل الشريف فقد قيمته ومغزاه ومعناه وهدفه، وأصبحت العظمة كل العظمة فى »الفهلوة» والتمويل والمعارضة بمقابل والثورة بأجر.. وأصبح المعارض الموضوعى الشريف «مطبلاتى»، بينما الإرهابى الذى يحمل السلاح على أهل بلده «معارض معتدل»..
وتشوه المفاهيم، والعبث الذى طال العقول، سالت أنهار من الدم، وشاهدنا بأعيننا مشاهد الذبح والقتل والخراب.
 
كل هذا برعاية قطرية وبأموال قطرية، كانت تكفى لتحويل الدول التى سعت لتدميرها إلى حدائق غناء تعج بالخير، تبحث فيها عمن يقبل الصدقة فلا تجده.. لولا حلم «موزة» المخبول لريادة الشرق الأوسط، الذى وجد صداه لدى العقل التركى المخبول صاحب مشروع الخلافة، والمشروع الفارسى الاستعمارى والمشروع الإسرائيلى الأسود الشهير.
 
ولإن الإرداة البشرية السوية مؤهلة بفطرتها للسيادة على الظلم وتسعى لتغييره والقضاء عليه وليس العكس؛ ولأن الفطرة السوية هى الأصل والأساس فى أعماق معظم البشر، فقد كان من المحتم أن نصل لهذه النتيجة.
 
الدويلة الشريرة محاصرة، لا تجد من يبيعها طعام يومها، ولا تجد من يساندها سوى حفنة من المخابيل، الذين شاركوها أحلامها وأطماعها يومًا، يشرب سكانها لبن الحمير، وينامون فى قلق ورعب، لا يعرفون ما الذى سيواجهونه غدا، وهل سيجدون قوت يومهم أم لا.
 
حدود مغلقة، هجوم إعلامى عالمى، استهجان دولى، وركود اقتصادى لدويلة أصبحت لا يتعامل بعملتها أحد، وتنفق من احتياطى دولارى، يعلم الله وحده إلى متى سيصمد، بلا عائد من أى نوع.
 
قبل أن ينتابنى إحساس بالشفقة من أى نوع، تذكرت طفلاً مصريًا عمره عدة شهور، فقد أباه بسبب الإرهاب، وزوجة مكلومة وأم ثكلى.. وطفل سورى أو ليبى أو عراقى أو تونسى ولد فى خضم الربيع العربى، ثم مات بأموال قطرية، بعدما عاش حياته القصيرة وسط الإرهاب والدموع والرعب دون أن يرى يومًا واحدًا سعيد.
 
أرى الآن فى يقين أن الله موجود، وإنه يدفع الناس بعضهم ببعض، وإن ذلك الطفل المسكين وتلك الزوجة الحزينة والأم الصابرة، وكل رجال الأمن الذين لم يغمض لهم جفن طيلة سنوات الربيع العربى، سيحصلون على قصاصهم قريبًا.
 
لا أعرف إن كانت هذه الكلمات ستصل إلى هؤلاء المحاصرين فى قطر أم لا، لكننى أتمنى أن يعرفوا إن هذه هى ساعة الحقيقة ولحظة السداد للكل.. وليس لقطر فقط.
 
لقد آن أوان دفع الثمن.
نقلا عن روز اليوسف

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع