الأقباط متحدون - حربنا مع الإرهاب
  • ١٠:٥٣
  • الاثنين , ١٠ يوليو ٢٠١٧
English version

حربنا مع الإرهاب

مقالات مختارة | د. عماد جاد

١٣: ٠٨ ص +02:00 EET

الاثنين ١٠ يوليو ٢٠١٧

د. عماد جاد
د. عماد جاد

سبّبت الجريمة الإرهابية التى وقعت صباح أمس الأول عند كمين «البرث»، حالة من الحزن والغضب فى صفوف المصريين فى آن واحد، الحزن على استشهاد عدد من ضباط وجنود قواتنا المسلحة، شباب فى عمر الزهور كان يدافع عن أمن المصريين واستقرار مصر، فدفع حياته ثمناً لدفاعه عن أهل بلده وترابه الوطنى، والغضب بسبب تمكن هؤلاء المجرمين من الوصول إلى منطقة الكمين برتل طويل من سيارات الدفع الرباعى فى مسيرة طويلة، دون أن يلاحظهم أحد أو يتم رصدهم، بحيث كان يمكن استهدافهم قبل الوصول إلى منطقة الكمين. فكثيرة هى الأسئلة التى تطرحها هذه العملية الإرهابية وجميعها تصب فى كيفية وصول هؤلاء الإرهابيين إلى منطقة الكمين، دون أن يتم رصدهم واصطيادهم قبل الوصول إلى الكمين. نعلم أن قواتنا المسلحة ومعها الشرطة المدنية حقّقت إنجازات كبرى فى شبه جزيرة سيناء، تلك التى تبلغ مساحتها نحو ٦٢ ألف كيلومتر مربع، ونعلم تماماً أن المشكلة حالياً تخص منطقة لا تزيد على ٥٠ كيلومتراً مربعاً فقط، وهى مثلث «العريش - رفح - الشيخ زويد»، فقد باتت سيناء آمنة تماماً ما عدا منطقة هذا المثلث، التى تشكل أقل من واحد فى الألف من مساحة سيناء، هذه المنطقة باتت خاضعة للجماعات الإرهابية من «أنصار بيت المقدس»، وغيرها من الجماعات الإرهابية، التى سبق وهددنا عدد من قادة الجماعة بعد الثالث من يوليو بأنها سوف تشن عمليات إرهابية بطول البلاد وعرضها.

نعلم أن قواتنا المسلحة قادرة على التعامل مع هذه الجماعات الإرهابية، وأن ما يغل أيديها هو مراعاة المدنيين من البدو الذين يقطنون فى منطقة المثلث الملتهب، ولذلك لا بد من وضع خطة شاملة للتعامل مع هذه المنطقة، التى باتت مصدراً لسفك دماء المصريين من ناحية، وتوصيل رسائل إلى العالم الخارجى بأن مصر ليست آمنة، وأنها تتعرّض لضربات الإرهاب، كما أن استمرار العمليات الإرهابية ضد عناصر إنفاذ القانون فى سيناء، أمر بات يسىء إلى صورة مصر وقواتها المسلحة، ومن ثم لا بد من إطلاق يد قواتنا المسلحة فى العمل بحرية تامة، وذلك عبر نقل سكان منطقة المثلث الملتهب بشكل مؤقت، وإفراغ المنطقة من سكانها بالكامل، ثم إطلاق يد قوات إنفاذ القانون فى دك المنطقة بالكامل والقضاء على الإرهابيين المعششين فى بيوتها وأنفاقها، ففى تقديرى فإن تكلفة دك وإعادة تعمير هذه المنطقة ستكون أقل كثيراً من التكلفة المالية المترتبة على مواصلة عملياتها فى ظل الظروف الحالية، ناهيك عن إنقاذ أرواح مصرية لا تُقدر بثمن، إضافة إلى التداعيات الأمنية والسياسية والاقتصادية المترتبة على إعلان سيناء ومنطقة المثلث خالية من الإرهاب والإرهابيين. أيضاً فإن طلب قواتنا من سكان المنطقة مغادرتها إلى حين القضاء على الإرهابيين سوف يكشف مواقف قطاعات من القبائل والسكان المحليين من الالتزام بأمن الوطن أو العمل مع الإرهابيين، فهناك تقديرات تقول إن هناك حواضن محلية للجماعات الإرهابية، وإن هذه الجماعات توظف مدنيين من البدو أو تجبرهم على ذلك تحت التهديد، المهم أن ملاذات آمنة تُقدّم لهذه الجماعات الإرهابية، وأنه فى ظل الواقع المعقد القائم اليوم فى منطقة المثلث الملتهب التى لا تزيد على واحد فى الألف من مساحة سيناء، يصعب القضاء على الإرهابيين، ويستمر نزيف الدم المصرى وتغل أيدى قواتنا المسلحة، ولذلك فإننا نقترح ترحيل سكان هذا المثلث إلى مناطق بعيدة، وإطلاق يد قواتنا المسلحة فى العمل بحرية تامة للقضاء على الإرهابيين هناك ثم إعادة تعمير المنطقة من جديد وتسكين أهلها بعد تخطيط المنطقة بالكامل من جديد، حتى تصبح تحت السيطرة الأمنية الكاملة، علينا أن نشرع فى ذلك على الفور، وألا نتوقف أمام أصوات عالية ترفض مثل هذه الأفكار تحت دعاوى حقوق المواطن البدوى أو التشكيك فى ولائه، نحن لا نُشكك فى وطنية أحد، لكننا نريد القضاء على الإرهابيين وبسط سيطرة الدولة المصرية على أراضيها فى شمال سيناء.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع