الأقباط متحدون - وسام ووشاح وقلادة للجاسوس!
  • ١٨:٤٣
  • الجمعة , ٧ يوليو ٢٠١٧
English version

وسام ووشاح وقلادة للجاسوس!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٤٥: ١٢ م +02:00 EET

الجمعة ٧ يوليو ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

قررت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بعابدين تأجيل الدعوى المقامة من أشرف فرحات المحامى، والتى تطالب بسحب النياشين والأوسمة الممنوحة للرئيس المعزول محمد مرسى، لجلسة 20 سبتمبر المقبل، للاطلاع.

حقيقة لم أطلع على أوراق الدعوى، مؤجلة للاطلاع، ولكن أخشى أن تناست الدعوى قلادة النيل التى استلبها المعزول لنفسه، واستحلها بضاعة كما استحل جميع الأوسمة والنياشين التى تمنح لأصحاب الأعمال العظيمة، ومنحها لنفسه بقرار من نفسه، بصفته رئيساً للجمهورية فى سابقة لم ير لها التاريخ المصرى والعالمى مثيلاً، كانت فقرة كوميدية من فقرات المعزول.

أذكر رد الفعل الساخر من تدنى المعزول لدرجة الإسفاف السياسى، يومها خرج متحدثه الرسمى متحدياً كل القوانين الرئاسية، وساخراً من الرفض الشعبى لفعلة المعزول قائلاً: «الرئيس لم يحصل على أوسمة أو نياشين عسكرية، وبالتالى لن يتمتع بأى مميزات مادية كما يحدث مع من يُمنح هذه الأوسمة».

هذا عن الأوسمة العسكرية التى تمنح حاملها جنازة عسكرية لا يستحقها خائن، ولكن القضية فى الأوسمة المدنية التى استلبها الجاسوس بقرار رئاسى، متدثراً بالقانون رقم ١٢ لسنة ١٩٧٢، مستبيحاً مادته الثالثة التى تعطى الرئيس الحق فى منح هذه الأوسمة بلا معقب ولا رقيب.

فى حوزته حتى الآن قلادة الجمهورية، ووسام النيل الأكبر، وميدالية الجمهورية، ووشاح النيل، ونوط الجمهورية من الدرجة الأولى، ونوط الاستحقاق من الدرجة الأولى، ونوط العمل من الدرجة الأولى، ونوط العلوم والفنون من الدرجة الأولى، ونوط الرياضة من الدرجة الأولى، ونوط الاستحقاق من الدرجة الأولى، ونوط الامتياز من الدرجة الأولى.

رئيس الإخوان الخائن لأهله وناسه تحصل على كل هذه الأوسمة والأنواط دفعة واحدة بلا خشية من قانون، حصل على نوط العمل، طبعاً فى العمل على تمكين الجماعة، ونوط العلوم باعتباره عالماً، طبعا فاكرين فضيحة وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، وبشهادة الدكتور فاروق الباز: «مرسى عمره ما شاف ناسا من الأرض»، والفنون وعمره ما دخل سينما، حتى السينما فى عرفهم حرام، ونوط الرياضة يوم أعلن الجهاد على الشعب من قلب الصالة المغطاة فى استاد القاهرة.

ليس مطلوباً فقط من رئاسة الجمهورية وبقرار جمهورى وعلى وجه السرعة تجريد الجاسوس من كل هذه الأوسمة والنياشين، هذا جاسوس يستحق الشنق، بل وتحصين هذه الأوسمة والنياشين بكل الحصانات القانونية اللازمة لمنع الافتئات على رفعة القلادة، ودرجة الوسام، ومعنى النوط وامتيازه، ودرجات استحقاقه.

ليست هناك دولة فى العالم قلادتها وأوسمتها وأنواطها هكذا نهب موزع، يستلبها اللصوص فى غفلة من القانون أو بالمخالفة للقانون، والمادة الثالثة من القانون رقم ١٢ لسنة ١٩٧٢ مادة إمبراطورية تستأهل التصويب من البرلمان وباقتراح من الحكومة، هذه المادة العجيبة تعطى الرئيس الحق فى المنح باسم الدولة، بقرار من شخصه وبصفته واستحلها المعزول.

هذه المادة تحتاج إلى تحصين من الاستلاب الرئاسى (مثل الذى مارسه المعزول)، يوم كئيب مر على مصر حين فسّر الإخوان المختالون المادة على مقاس رئيسهم، قلبوها ليمنح الرئيس هذه الأوسمة لنفسه، الفاشل يمنح نفسه وساماً، من لا يملك منح من لا يستحق، لا كان يحكم ولا كان يستحق، الجاسوس يكافئ نفسه على الخيانة.

لابد من تقييد سلطة رئيس الجمهورية فى منح هذه الأوسمة والنياشين، لا تترك هكذا غنيمة لخائن أو جاسوس، كان فيها للإخوان مآرب أخرى.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع