الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم....تنفيذ حكم الاعدام شنقا فى شهداء مذبحة دنشواى
  • ٢٢:٥٩
  • الخميس , ٢٩ يونيو ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم....تنفيذ حكم الاعدام شنقا فى شهداء مذبحة دنشواى

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٩: ١٠ ص +02:00 EET

الخميس ٢٩ يونيو ٢٠١٧

تنفيذ حكم الاعدام شنقا فى شهداء مذبحة دنشواى
تنفيذ حكم الاعدام شنقا فى شهداء مذبحة دنشواى

 فى مثل هذا اليوم 29 يونيو 1906م..
سامح جميل

تم تنفيذ حكم الاعدام شنقا فى شهداء مذبحة دنشواى وقعت حادثة دنشواي التي شنق الانجليز بسببها أهالي دنشواي وقاموا بمذبحة دنشواى الرهيبة وسجنوا باقي أهالي القرية وكان وقتها مصطفي كامل في أوروبا وعندما وصله النبأ كتب في الصحف الأجنبية مقالا رائعا وجهه إلي الأمة الانجليزية وعلي إثر ذلك اقترحت صحيفة ""التربيون"" الانجليزية وجوب منح مصر حكومة مستقلة واهتزت مكانة اللورد كرومر في مصر.
 
وتم تنفيذ حكم الاعدام شنقا فى شهداء مذبحة دنشواى حسين على محفوظ و يوسف حسن سليم و السيد على سالم و محمد درويش زهران. ..
"رأيت عند كل شخص تقابلت معه قلبا مجروحا وزورا مخنوقا، ودهشة عصبية بادية فى الأيدى وفى الأصوات، كان الحزن على جميع الوجوه"، هكذا وصف "قاسم أمين" الحال الذى كان المصريون عليه فى مثل هذا اليوم "29 يونيو 1906"، حيث تم تنفيذ الأحكام ضد 21 فلاحا حكمت عليهم المحكمة فى قضية "دنشواى"، بالإعدام على أربعة، والأشغال الشاقة المؤبدة والسجن والجلد على الآخرين.

فى مقال له بجريدة "لو فيجارو" الفرنسية كتب الزعيم الوطنى "مصطفى كامل" مقالا يصف فيه قسوة مشهد تنفيذ الأحكام قائلا: "نصبت المشانق، ووضعت آلات الجلد والتعذيب فى وسط دائرة مساحتها 2100 متر، وأحاطت عساكر "الدارجون" الإنجليزية بالمحكوم عليهم، والتفت الخيالة المصرية حول الإنجليز، وتولى المستر "متشل" مستشار الداخلية ومعه مدير المنوفية أمر التنفيذ، وتقدم إليهما ابن أول المحكوم عليهم بالشنق سائلا مقابلة والده ليتلقى وصاياه الأخيرة، فرفضا قبول هذا الرجاء الذى هو أعز ما يرجوه الإنسان ويحتمه الشرع والعدل".

"فى منتصف الساعة الثانية امتطت الجنود الإنجليز خيولها، وشهرت سيوفها وبدأ الشنق بعد ذلك بدقيقة، فشنق رجل، ولبث أفراد عائلته وأقاربه، وكل أهالى القرية وهم عن بعد يملأون الفضاء بصراخهم الممزق للقلوب وجُلد اثنان أمام الجثة"، هكذا يواصل مصطفى كامل مقاله فى "لو فيجارو" وترجمته الكاملة فى كتاب "مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية" لمؤلفه عبد الرحمن الرافعى، ويضيف: "تكرر هذا المنظر ثلاث مرات، واستمر ساعة من الزمن، منظر وحشى مهيج للعواطف، بكى منه بعض الحاضرين الأوروبيين بدموع الحنان، وأبدوا النفور الشديد مما رأوا، وذهب كل واحد يكرر كلمة أحد المشنوقين: "لعنة الله على الظالمين، لعنة الله على الظالمين".

نقلت هذه القضية بكل مآسيها إلى فضاء عالمى يفضح الاحتلال، وكان لـ"مصطفى كامل" الفضل فى ذلك، حيث كان متواجدا فى فرنسا للعلاج، ورغم نصيحة الأطباء له بالراحة، إلا أنه وحين وصلته أنباء ما حدث، نشط فى الكتابة للصحف الفرنسية والبريطانية، وخطب فى محافل بالعاصمتين باريس ولندن، وأسفر هذا التحرك عن إقالة اللورد "كرومر" من منصبه كمعتمد بريطانى لمصر.

أضافت هذه القضية رصيدا وطنيا جديدا لـ"مصطفى كامل"، وفى نفس الوقت سحبت رصيدا من تلك الشخصيات التى تسببت فى الأحكام ضد الفلاحين، فالمحامى "إبراهيم الهلباوى" ارتبط اسمه فى سجل التاريخ بوصف "جلاد دنشواى"، وبالرغم من دفاعه عن نفسه فى مذكراته، إلا أن هذا لم يفده فى شىء، ولم ينف عنه أنه كان محامى الإنجليز فى المحكمة.

وكان نصيب "بطرس باشا غالى" وزير الحقانية، الاغتيال بعد نحو أربع سنوات من الحكم، فهو الذى أصدر قرار تشكيل المحكمة برئاسته، أما فتحى باشا زغلول فيقول عنه "الهلباوى": رقى فتحى من رياسة محكمة مصر إلى وكالة وزارة الحقانية مباشرة مع أن الدور فى الترقية من رئيس محكمة ابتدائية إلى قاض بالاستئناف تخطاه مرارا"، وبقى منبوذا ومطاردا بتهمة صداقته بالإنجليز..!!