الأقباط متحدون - العصا السحرية
  • ٠٨:٢٥
  • السبت , ١٩ مايو ٢٠١٢
English version

العصا السحرية

ميرفت عياد

الكلام المباح

٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST

السبت ١٩ مايو ٢٠١٢

بقلم- ميرفت عياد

انتخابات الرياسة أصبحت على الأبواب، لذا أنصح المرشحين أن يبدأوا البحث في الأوكازيونات علهم يجدون عصا سحرية كويسة ورخيصة وبنت حلال، لأنها ستلزمهم لحل تلك التركة الهائلة من المشاكل التي سيرثونها بمجرد حلف اليمين.
وفي الحقيقة، فمن الأفضل لهم أن يحاولوا استيراد عصا سحرية من "ألمانيا"؛ لأن الموجود بالسوق المحلية إن وُجد سيكون صناعة صينية، ولن يتحمل ظروف التشغيل القاسية التي سيعمل بها، فبعد مائة أو مائتي مشكلة سيحترق موتور العصا، لذا فإنني أنصح بالعصا الألماني؛ لأنها ستتحمل ظروف التشغيل القاسية في حل آلاف المشاكل التي ستواجه الرئيس الجديد..
 
وإن لم يستطيع ايجاد تلك العصا، فمن الأفضل له ولنا أن يصارحنا بأنه لا يملك عصا سحرية يحل بها مشاكل مصر الكثيرة، لأن الشعب يتطلع إلى الرئيس القادم باعتباره قد اشترى العصا السحرية فعلاً، ومعها كتاب التعاويذ من نفس الموديل، وأنه بمجرد حلفه لليمين سيمسك بها في يده اليمنى وبكتاب التعاويذ في يده اليسرى قائلاً: "يا حرفوش يا مرموش ابسط شعبي ولا تضايقوش.. واقض على الرشوة والكوسة.. وحل مشاكل مصر المحروسة.."
 
وعندها يظهر العفريت "مرموش" قائلاً: "لك السمع والطاعة يا ريس المصريين.. في الحال تلاقيهم في الخير غرقانين.. ده أنا عفريت همام.. مش أي كلام.."
وبعد تلك الكلمات، ينظر الشعب المصري فيرى "مصر" قد تحوَّلت إلى قطعة من أوروبا.. وحل فيها الأمن والأمان، ورخصت الأسعار.. خاصةً اللحمة والخضار.. والشعب كله أصبح بشوات.. وانقرضت العشوائيات.. وأصبح كل الشعب يأكل بطاطا وبلح أمهات.. وعاش الثمانين مليون في تبات ونبات.. وخلفوا صبيان وبنات.. تلك هي القصة التي سترد في حكايات ألف ليلة وليلة عن ثورة مصر المحروسة، ورئيسها الجديد..
 
ولكن، الحقيقة ستكون مختلفة تمامًا، ويجب أن يعرف الجميع أن مهمة الرئيس القادم صعبة وعويصة إلى أقصى حد.. فنحن نشبه تمامًا دول أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، مع اختلاف واحد هو الدمار، ولكننا نشبهها في البنية الاقتصادية المنهارة، وفي معدلات البطالة المرتفعة، وانتشار الجريمة، وتغيير البنية الفكرية والاجتماعية.
 
لذا، يجب أن تعلم جميع القوى الشعبية والسياسية أن فردًا بمفرده، حتى لو كان رئيسًا، لن يغير حال دولة بأكملها ويخرجها من الفقر إلى الرفاهية بمفرده، بل يجب أن تعمل المنظومة كلها بتناغم؛ لأن التضارب والتطاحن للحصول على المكاسب المؤقتة لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانهيار والفوضى.. وهذا الوضع سيعيدنا مرة أخرى إلى حكم الفرد.. وهذا ما تريده فلول النظام السابق.. لذا فالقادم أيًا كان مذهبه الديني أو السياسي يجب أن يلقى معاونة صادقة من الجميع، وإلا ستكون العواقب وخيمة على الجميع.